أحمد الحريري ″يُخيّم″ في الشمال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه… عبد الكافي الصمد

يبدو الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري وكأنه في سباق مع الزمن قبل موعد الإنتخابات النيابية المقبلة، إذ لا يكاد يزور منطقة أو بلدة أو منزل ما، حتى ينتقل إلى آخر، مدركاً بعد فوات الأوان، ربما،  أن الوقت لا يعمل لمصلحته ولمصلحة تياره، وأن عليه التعويض عن الضعف الذي أصاب تياره شعبياً بكل ما أوتي من قوة.

منذ ثلاثة أيام والحريري مقيم في عكار، التي سوف يمضي فيها يوماً رابعاً حسب البرنامج المقرر، قبل أن ينتقل إلى المنية والضنية وطرابلس، حيث سيمضي أياماً مقيماً في ربوع هذه المناطق ليس معروفاً عددها بعد، وهي إقامة تأتي في إطار حملة تياره الإنتخابية، من أجل شدّ عصب جمهوره وحثّه على انتخاب أعضاء لوائحه.

لقاءات الحريري ومحطاته في القرى والبلدات لم تتوقف طيلة فترة إقامته، فهو في اليوم الواحد يجول بما بين 9 ـ 10 بلدات وقرى على الأقل، وفي كل بلدة تكون له فيها أكثر من محطة ولقاء، حتى يكاد المرء يظنّ أن الحريري هو من سيترشح للإنتخابات النيابية في هذه المناطق، وليس أعضاء لوائحه في دوائر الشمال.

ويرجّح أن الحريري سيسير على المنوال ذاته في المنية والضنية وطرابلس، محاولاً إستنهاض قواعد التيار الأزرق وشدّ عصبه، في ظلّ معلومات أشارت إلى أن الرئيس سعد الحريري طلب من إبن عمته ـ أحمد الحريري ـ البقاء في الشمال أياماً عدّة، بعد وصول تقارير إلى بيت الوسط، بأن وضع التيار الأزرق في دائرة الشمال الثانية، التي تضم طرابلس والمنية ـ الضنية، ليس على ما يرام.

يدرك الحريري أنه سيخوض في 6 أيار المقبل إنتخابات نيابية لم يختبرها من قبل، حيث سيواجه خصوماً أقوياء، بينما هو يعاني من صعوبات بالجملة والمفرق، بدءاً من الرئيس نجيب ميقاتي، مروراً بالوزير السابق فيصل كرامي وحليفه في الضنية النائب السابق جهاد الصمد، وصولاً إلى الوزير السابق أشرف ريفي، من غير إسقاط المجتمع المدني وآخرين من الحساب، بعدما شكلوا 4 لوائح موازية.

وسط هذه الأجواء الملبدة بالغيوم السوداء في سماء التيار الأزرق، أخرج أحمد الحريري من صندوقه وعوداً جديدة للناخبين الشماليين، عندما لفت إلى أن الرئيس الحريري سيذهب للمشاركة في مؤتمر باريس ـ 4، حاملاً معه 251 مشروعاً تنموياً في عكار والشمال وكل لبنان”، إنما من غير أن يكشف حصة عكار والشمال من المشاريع الـ 251 التي وضعها الحريري في حقيبته، وهل أنها مشاريع رئيسية، أم ثانوية وهامشية، وهل تم تأمين التمويل لها، أم أنها ستبقى حبراً على ورق، كما جرى مع وعود إنتخابات عام 2009 التي لم ترَ النور حتى الآن بحجّة أن الأموال غير مؤمّنة لها؟

ومع أن الحريري لم يلقَ إستقبالاً حافلاً في زياراته الأخيرة كما كانت تجري العادة سابقاً، ووصدت أبواب عدّة في وجهه، فإنه استمر في ذر الرماد في العيون، بعدما ادعى أن الحكومة الحالية، التي لم يبق من عمرها سوى شهر ونصف الشهر قبل أن تبدأ تصريف الأعمال، هي “أول حكومة تعمل منذ العام 2005″، علماً أن تياره كان يرد دائماً عدم قيام الحكومة بواجبها إلى الوجود السوري في لبنان، فإذا به اليوم وبعد 13 عاماً من خروج السوريين من لبنان يردّ شلّ عمل الحكومة إلى “الخلاف السياسي”.

Post Author: SafirAlChamal