العزم يتألق بـ جائزة حفظ القرآن الكريم… طرابلس لأهلها… غسان ريفي

بالرغم من أن المناسبة دينية تتعلق بـ″جائزة عزم طرابلس لحفط القرآن الكريم وتجويده″، التي أصبحت تقليدا سنويا تحرص جمعية العزم والسعادة الاجتماعية على تنظيمها من خلال قطاعها الديني، برعاية الرئيس نجيب ميقاتي، إلا أن الحشد الطرابلسي الغفير والاستثنائي الذي ملأ قاعة المؤتمرات في معرض رشيد كرامي الدولي وفاض الى باحات المعرض الخارجية، شكل رسالة واضحة وشديدة اللهجة، الى من يعنيهم الأمر، بأن ″طرابلس لأهلها″، وأن ثمة إنسجام تام بين نهج وفكر الرئيس ميقاتي وبين تطلعات أبناء مدينته.

كثيرة هي الملاحظات التي يمكن تسجيلها على الحفل الختامي لـ″جائرة عزم طرابلس″ والذي تحول مهرجانا شعبيا بالرغم من أنه لا يمت الى الانتخابات بصلة، خصوصا أن الجائزة إنطلقت مع بداية العام الحالي وشهدت عدة مراحل وتنقلت في كل محافظات لبنان، وصولا الى التصفيات النهائية وإعلان أسماء الفائزين.

من أبرز هذه الملاحظات هي:

أولا: الاحتضان السعودي للرئيس نجيب ميقاتي، والذي تُرجم بحرص القائم بأعمال السفارة السعودية الوزير المفوض وليد البخاري على الحضور بمبادرة شخصية، وعلى التفاعل مع مجريات المهرجان على مدار ساعتين كاملتين، والمشاركة في تقديم الدروع للشخصيات الاسلامية المكرمة وتوزيع الجوائز على الفائزين، ما دفع الرئيس ميقاتي خلال كلمته الى القول: أرحب بالاخ الصديق الوزير المفوض وليد البخاري الذي اقول لكم بصراحة انه اراد شخصيا الحضور، وهذا تواضع منه، لكي يشهد على ما نقوم به في طرابلس، وما نقوم به هو نقطة في بحر ما تقوم به مملكة الخير من اعمال خيرية وحفظ الحرمين الشريفين وما تقوم به لنشر القرآن الكريم. ووجوده بيننا اليوم يشكل حافزا اضافيا لنا للاستمرار بعملنا وتنميته سنة بعد سنة.

ثانيا: شعور مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبداللطيف دريان الذي يحتضن هذه الجائزة سنويا، بأنه في رحاب العزم، يقف على أرضية شعبية طرابلسية سنية صلبة،  دفعته الى رفع الصوت بمنطق القوة، مجددا المطالبة باقرار قانون عفو عام شامل من دون استثناء، مؤكدا أنه مطلب مفتي الجمهورية والمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى. إضافة الى مطالبته بالتعطيل يوم الجمعة كاملا، كما دان وإستنكر الصواريخ الحوثية الارهابية التي تحاول ان تنال من مدن وبلدات المملكة العربية السعودية.

ثالثا: حرص الرئيس ميقاتي على عدم الاستفادة من الحشد الجماهيري الكبير لغايات إنتخابية، على مسافة 38 يوما من الاستحقاق في 6 أيار، فآثر الابتعاد عن أي رد سياسي بالرغم من حملة التجني الواسعة التي تطاله وهي كانت إنطلقت بكلمة الرئيس سعد الحريري في مهرجان إعلان لائحة المستقبل للشمال، وذلك نظرا لرمزية المناسبة، وقدسية القرآن الكريم المنزه عن كل الغايات، فإكتفى ميقاتي بالاعلان عن إحترام إرادة “أهلنا الشرفاء أبناء طرابلس والضنية والمنية، وحقهم في اختيار ممثليهم، واننا على يقين بأن خياراتهم  حتما ستكون صائبة، صافية ووطنية لانها نابعة من التاريخ المشرّف لهذه المناطق الغالية”.

وقد ترك هذا الكلام أثرا إيجابيا في نفوس الحاضرين، خصوصا أن الرئيس ميقاتي لم يلجأ الى تحريض، أو الى أسلوب ترهيب أو ترغيب أو وعود بمشاريع غير قابلة للتنفيذ، بل قال عبارة واحدة تدل على ثقته بنفسه وبأهله، هي: الشمس شارقة والناس قاشعة.

رابعا: حرص الرئيس ميقاتي على تكريم حفظة القرآن الكريم، ورفع شأنهم في مدينة العلم والعلماء وفي كل لبنان والعالم الاسلامي، خصوصا أن الجائزة تكون سنة على مستوى دولي، وسنة على مستوى محلي لبناني، وهذا أمر يشكل أحد الأعمدة الأساسية في نهج فكر الرئيس ميقاتي، وهو منحى إيجابي في حياته وتوجهاته وتديّنه، مع سائر أفراد عائلته، لا سيما شقيقه الأكبر طه ميقاتي الذي شكل حضوره تأكيدا على أن الاهتمام بالقرآن الكريم هو عقيدة وإيمان ونهج حياة لدى هذه العائلة.

يمكن القول أن طرابلس تألقت يوم أمس بنور القرآن الكريم، الذي إجتمع تحت ظلاله المفتين وشيوخ القراء، من لبنان ومن أرض الكنانة في جمهورية مصر العربية، والحفظة الابرار، إضافة الى حشد جماهيري من أبناء طرابلس والمنية والضنية وسائر مناطق الشمال، أكدوا وقوفهم الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي الذي يشكل عامل جمع إسلامي، وسطي ومعتدل، يأخذ على عاتقه إعادة إحياء الشعائر التي لطالما تميزت بها مدينة العلم والعلماء.

Post Author: SafirAlChamal