لائحة ″الكرامة الوطنية″ تقدّم نفسها بقوة.. وكرامي والصمد يُصوّبان على المستقبل… عبد الكافي الصمد

أعطى المهرجان الذي أقامته أمس “لائحة الكرامة الوطنية” في قصر آل كرامي في طرابلس، لإعلان مرشحيها للإنتخابات النيابية المرتقبة في 6 أيار المقبل، إنطباعاً أن الإستحقاق الإنتخابي لن يكون نزهة لأحد، وأن الحشد البشري الكبير الذي جاء من طرابلس والضنية والمنية خلط أوراقاً إنتخابية كثيرة، وأجبر كثيرين على إعادة حساباتهم مجدداً.

الوفود الشعبية التي تقاطرت إلى قصر كرم القلة فاق كل التوقعات، بالرغم من أن التحضيرات للمهرجان لم تكن على درجة عالية من الإستنفار، ما جعل المنظمين الذين أشرفوا على المهرجان يصابون بإرباك كبير، كما أن السّاحة والشوارع المحيطة بها ضاقت بالحشد، الذي أتى معبّراً عن دعمه وتأييده لأعضاء اللائحة، علماً أن يوم أمس لم يكن عطلة، وهو مؤشر يحمل الكثير من الدلالات.

وكان لافتاً للإنتباه الحجم الكبير لجمهور كرامي في المدينة الذي جاء وفاء للرئيس الراحل عمر كرامي وحامل أمانته نجله فيصل، وجمهور الضنية الذي أتى بكثافة مع النائب السابق جهاد الصمد، وجمهور جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الذي جاء داعماً رئيس الجمعية في الشمال طه ناجي، وجمهور تيار المردة وأصدقاء النائب سليمان فرنجية في طرابلس، الذين رفعوا راية تيار المردة في المدينة بعد طول غياب.    

كلمتان ألقيتا في المهرجان، الأولى للنائب السابق جهاد الصمد، والثانية للوزير السابق فيصل كرامي حملتا رسائل في اتجاهات متعددة، الأولى إلى مناصري ومؤيدي اللائحة من أجل شدّ عصبها، والثانية إلى خصوم اللائحة وعلى رأسها تيار المستقبل، تضمنت الكثير من الإنتقادات اللاذعة بحقه، والتي أفادت أن زمن السكوت على تهجمه على خصومه واكتفائهم بالسكوت قد ولّى إلى غير رجعة.

الصمد الذي يثبت يوماً بعد آخر أنه الرقم الصعب في الضنية، وهو ما تمثل في الحشد الكبير لمناصريه الذي ضاقت به طريق الضنية، وساحة المهرجان، حرص على توجيه رسالة إلى خصومه، وهو ما أشار إليه كرامي كذلك، من أن الذين أتوا إلى المهرجان لم يحصلوا على “بونات” بنزين ولم يقبضوا أموالاً، ما يثبت ولاءهم وتأييدهم لأعضاء اللائحة وخطهم السّياسي.

وفي كلمته، وجّه الصمد إنتقادات شديدة إلى تيار المستقبل، معلناً “رفض الوصاية على طرابلس والضنية والمنية”، ومتهماً أهل السلطة بأنهم “سلبوا هويتنا على مدى سنوات طويلة، وحولوا مناطقنا إلى صناديق بريد في مشاريعهم السياسية، بينما بقيت وعودهم بالمشاريع الإنمائية أسيرة حساباتهم ومصالحهم، ولولا الإنتخابات لكانت مناطقنا سقطت من ذاكرتهم بالكامل”.

ورأى الصمد أنه “بعد فشلهم في كل وعودهم، وبعد شعورهم بالعجز، وأن الناس لم يعودوا يصدقوهم، عادوا إلى نغمة الفتنة والتحريض السياسي، والإتهامات السياسية، وإلى الكذب لخداع الناس وطمس الحقائق عن إرتكاباتهم.

وأشار الى أن خطابهم دليل إفلاس، وإن لغتهم لغة الفاشلين. وعدوا الناس 9 سنوات بالمنّ والسلوى، وانقطعوا عنهم 9 سنوات، وقاتلوا بهم 9 سنوات، وافتعلوا الفتن 9 سنوات، وخربوا البلد 9 سنوات، وأفسدوا البلد والدولة والمؤسسات، وارتكبوا المعاصي والتحريض والفواحش السياسية، ثم يأتون إليكم اليوم بالمعزوفة ذاتها التي يعيشون عليها منذ 13 سنة”.

واعتبر الصمد أن “مسيرتهم السياسية كلها كذب. إسألوا من كان معهم ثم انقلب عليهم. إسألوا من كان شريكاً لهم وطعنوه في ظهره. إسألوا من كان من أهل بيتهم ثم اتهموه بالخيانة. إسألوا من قدّم معهم التضحيات ثم باعوه على طاولة مصالحهم، ثم يأتون إليكم اليوم بشعاراتهم القديمة وهم يعتقدون أنكم بسطاء وستصدقوهم. إرفعوا صوتكم عالياً وقولوا لهم : حلّو عنا”، مؤكداً أن “يوم 6 أيار سيكون يوم الحساب السياسي، يوم كشف الكذب ويوم الوفاء”.

وعلى المنوال نفسه دعا كرامي تيار المستقبل بالقول: “حلو عن سمانا الزرقا”، منتقداً الرئيس سعد الحريري من غير أن يسميه بالقول، من خارج النص: “من لا يعرف ثمن ربطة الخبز كيف سيعيش ويعرف وجعكم؟”.

ورأى كرامي أن “هذه الإنتخابات لا تشبه ما سبقها. ولا خيار أمامنا سوى اعتبارها فرصة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”، معتبراً أنه “صرنا جميعاً طلاب حقوق مهدورة وإنماء معدوم وفرص عمل مفقودة”.

ووعد كرامي الجمهور بأنه “سنكون “نواب النَق”، ونواب الصوت العالي، ونواب المشاكسات، وسنزعجهم في كل جلسة بطلباتنا وبإلحاحنا، ولن نمرّر أي شيء دون أن تكون لمناطقنا حصّة وازنة فيه”.

ودعا كرامي المواطنين: “لا تجرّبوا المجرّب. لا تنتخبوا الفشل المتمادي منذ 25 سنة”. وسأل: ” ماذا تنتظرون من نواب مرجعياتهم السياسية خارج طرابلس والضنية والمنية، وحتى خارج لبنان؟”، مضيفاً: “من يريد إعمار حلب، أليس أولى به أن يعيد إعمار باب التبانة؟”.

وقال كرامي: “إنني أسبّب لهم إزعاجاً لأنني لا أزال مؤمناً بأن طرابلس هي المركز وهي الأساس وهي الرأس وهي القرار، وبأنها خلافاً لما يتصوره كثيرون مدينة مهمة وكبيرة بإمكاناتها وبأهلها وبتاريخها”.

ثم أعلن كرامي أسماء أعضاء “لائحة الكرامة الوطنية” التي “يشرّفني أن أتعاون في لائحة واحدة مع حلفاء وشركاء هم من نسيج طرابلس والضنية والمنية، وهي صناعة لبنانية بنكهة طرابلس والضنية والمنية”.

والأعضاء هم:

ـ الصديق والحليف وابن البيت العريق الذي تربطنا به أوثق العلاقات منذ أيام الزعيم مرشد الصمد، إبن الضنية المتجذّر في وجدان هذه المنطقة العزيزة الغالية وأهلها الأحبة، الرفيق الذي سنناضل معه في هذه الإنتخابات (وبعدها بإذن الله) الأخ والحليف الأستاذ جهاد الصمد.

ـ  الصديق الذي يمثّل حالة إسلامية إجتماعية تعبّر عن وجدان هذه المدينة المؤمنة والتقيّة والتي تجنح في إيمانها نحو الإعتدال والحوار والعيش مع الآخر، رئيس فرع الشمال في جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الأخ الدكتور طه ناجي.

ـ الناشط في أطر الحالة الإسلامية في طرابلس، القريب من هموم الناس والمتابع لهموم المدينة والمتحرّك دائماً بانفتاح واعتدال لما فيه خير طرابلس وأهلها، أمين عام اللقاء الوطني الشمالي، وعضو اللقاء الوطني في لبنان الأخ الدكتور صفوح يكن.

ـ المناضل الذي تعرفه ساحات التظاهرات والإعتصامات والملتقيات الشعبية، إبن طرابلس وأحد اصواتها الصارخة في وجه هذه السلطة، مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني في طرابلس ومنسّق ملتقى الجمعيات الأهلية، الأخ الأستاذ عبد الناصر المصري.

ـ إبن النسيج الطرابلسي، المؤمن بالعيش الواحد وبوحدة الهموم والمصالح بين أطياف طرابلس، الأخ الأستاذ أحمد عمران.

ـ إبن باب التبّانة، وإبن وهموم ناسها وأهلها، والمؤمن بأن التبّانة هي بوابة الخير لكل طرابلس، الأخ الدكتور أيمن العمر.

ـ إبن تيار الكرامة الحاضر في تطلّعات أبناء المنية وهمومهم، وابن المؤسسة العسكرية بكل ما تحمله من قيم سامية، الأخ العقيد عادل زريقة.

وختم: “ولا تكتمل لائحة الكرامة الوطنية إلا مع أرزة شامخة من أرز لبنان، ومع أخ وحليف وصديق، أباً عن جد، من الطبيعي أن يكون معنا وأن نكون معه، كما دائماً في كل المحطات والمفاصل الوطنية، إنه الزعيم الوطني الكبير سليمان فرنجية الحاضر في لائحة الكرامة الوطنية عبر إبن طرابلس ورمز من رموز العيش المشترك فيها، وإبن التيار الذي نتشارك معه النضالات من أجل لبنان الموّحد والعربي، عضو المكتب السياسي ومنسّق تيار المردة في طرابلس الأخ والصديق رفلي دياب”.

Post Author: SafirAlChamal