المنية: كمال وكاظم يتجرعان كأس ″الغدر″ ويتوعدان بـ ″الثأر″… عمر ابراهيم

لم يكن أحد يتوقع أن يتجرع رأسا حربة فريقي 8 و14 آذار في المنية من نفس كأس ″الغدر″ الذي اسقياهما اياه فريقيهما السياسيين عشية التحضير للانتخابات النيابية، بعد ان تم إقصاءهما بطريقة لا تليق وفق متابعين بـ″التضحيات″ التي قدماها خلال السنوات الماضية، خدمة للمشاريع السياسية التي كانا يدافعان عنها بروحية المقاتل.

النائب كاظم الخير ورئيس المركز الوطني كمال الخير، فرّقتهما السياسة الى درجة التباعد العائلي وحولتهما الى خصمين لدودين تنافسا على الارض في الانتخابات الفرعية في العام 2010، في معركة الاصطفافات السياسية الحادة التي كانت حينها كل الاسلحة مباحة فيها، وشاء القدر أن يتحكم العقل والعادات في تلك المواجهة التي انتهت بفوز النائب كاظم الخير بصعوبة على خصمه كمال، من دون ان يترك ذلك اي أثر لاحقا على حسن العلاقة بين أنصار الفريقين، اللذين احتكما الى ما افرزته صناديق الاقتراع.

رواسب تلك المواجهة بقيت لوقت طويل بين زوج العمة كمال وابن شقيق الزوجة كاظم، وبقي التباعد قائما كنتاج فعلي لذلك الانقسام السياسي الحاد الذي كان يعيشه لبنان ومنه المنية، التي عاشت يومياتها على وقع الخلاف بين فريقي 8 الذي كان يمثله كمال الخير و14 الذي كان يمثله كاظم الخير.

ساهمت السنوات في تبريد جبهة الخصمين، وانصرف كل منهما الى عمله التنظيمي وانحصرت المواجهة في المواقف السياسية التي كان يطلقها كل منهما دفاعا عن فريقه، ومع تحديد موعد الانتخابات عاد الرجلان الى خندقيهما وباشرا معركة شد عَصّب المناصرين، تمهيدا للمواجهة المفترضة في السادس من أيار.

قائدا المحورين (8 و14) وفي خضم التحضيرات للمنازلة تلقيا قصفا مباشرا من الجبهات الخلفية، وربما كان ذلك آخر ما يتوقعانه، وكانت نتيجته إقصاء كمال الخير من قبل حلفائه على لائحة الوزير فيصل كرامي والانقلاب على كاظم الخير من قبل تيار المستقبل بعدما جرى إقصائه وبطريقة غير لائقة عن اللائحة “الزرقاء” لمصلحة المرشح عثمان علم الدين.

شعر كل من الرجلين إنهما قد تم الغدر بهما وأنهما وان لم يتوحدا الا ان المصيبة كانت واحدة، والحسرة في نفوس الاقارب والمناصرين كبيرة، نحن تقاتلنا دفاعا عن مشاريع هي اليوم ملك أشخاص يتاجرون بها.

لم يتخل اي منهما عن قناعاته ولكن الدفاع عنها اتخذ أشكالا اخرى، حيث تحولت المواجهة التي كانا هما وحدهما محورها، الى حرب مفتوحة بالنسبة للنائب كاظم الذي انضم الى ″لائحة العزم وبالنسبة الى كمال الخير الذي يستعد للإعلان عن لائحة غير مكتملة، في موقف متشابه للرجلين اللذين رفضا محاولات الاقصاء بهذه الطريقة وقرر كل منهما من جبهته الجديدة القتال لتحقيق النصر والظفر بالمقعد النيابي الذي تتصارع عليه حتى اللحظة ست لوائح .

ويبدو واضحا ان عزم كاظم لا يختلف عن مقاومة كمال الذي تبدو ظروفه مغايرة نوعا ما بسبب العراقيل التي تواجهه في تشكيل لائحة كاملة من 11 مرشحا، على عكس خصمه السابق الذي التحق بلائحة تعتبر وفق كل المعطيات بأنها المنافس الاقوى للائحة المستقبل.

Post Author: SafirAlChamal