أكثر من 15 حالة اغماء بين الموقوفين الاسلاميين.. والقضية تتفاعل… روعة الرفاعي

تتفاعل قضية الموقوفين الاسلاميين داخل سجن رومية بعدما وردت للأهالي لائحة بأسماء السجناء الذين أصيبوا بحالات إغماء وتم اسعافهم داخل السجن من دون أن تلجأ ادارته الى نقلهم الى المستشفيات، ما أثار غضباً عارماً في صفوف الأهالي الذين حمّلوا كل السياسيين في لبنان عامة وفي طرابلس بشكل خاص مسؤولية ما يمكن أن يتعرض له أبناؤهم وأزواجهم من تدهور صحي قد تغدو عواقبه وخيمة على البلد ككل.

سنة ونصف السنة والأهالي يطالبون بتنفيذ الوعود التي أطلقت في سبيل إقرار قانون العفو العام والذي يبدو بأنه “تائه وسط التجاذبات السياسية”، حيث يؤكد البعض قرب موعده، في حين يشير البعض الآخر الى ان القانون بحاجة الى درس، وبين الاقرار والدرس يظهر الأهالي عدم قدرة على الصبر خصوصا بعدما قرر أبناؤهم تنفيذ اضراباً عن الطعام مفتوحاً لن يتراجعون عنه الا بعد نيلهم الحرية، لذا كان قرارهم ″اما الموت واما الحرية″ فكيف ستكون عليه الصورة في الأيام المقبلة؟.

تقول والدة أحد السجناء: ″منذ 15 يوماً وابني مضرب عن الطعام، وحتى الساعة لا أعرف شيئاً عن مصيره، فأين العدل في هذه القضية؟، وكلنا يعلم بأن السجون تضم الكثير من الأبرياء الذين يطالبوننا بالصبر في الوقت الذي ينبغي علينا مطالبتهم به، جل همنا الالتفات إلينا من قبل السياسيين الذين يُدركون بالفعل أن ما يصيبنا اليوم انما جاء كنتيجة حتمية لخلافاتهم السياسية″.

وتضيف: هناك تعتيم اعلامي على أوضاع أبنائنا داخل السجون وبجهد جهيد تمكنا من احضار عدد من أسماء المساجين الذين أغمي عليهم وتمت معالجتهم داخل السجن من دون نقلهم الى المستشفيات، فماذا ينتظرون. وماذا لو حلت كارثة لا سمح الله؟، عندها ماذا يتوقعون منا كأهالي؟.

وتتابع: لقد احترمنا رأي هيئة العلماء المسلمين بأن نتوقف عن قطع الطرقات، واليوم نطالب الهيئة بضرورة متابعة مفاوضاتها مع مفتي الجمهورية اللبنانية ومع كل السياسيين والا فاننا سنعود عن قرارنا، ففلذات أكبادنا يعانون الأمرين ونحن لن ننتظر أكثر.

من جهتها أم يوسف شقيقة الموقوفين أحمد وعلي مرعب تقول: التهمة أحداث جبل وتبانة، حتى ان أحدهما تم توقيع قرار اخلاء سبيله، وتوقف الموضوع عند مبلغ معين، ومن ثم تمّ إلحاقه بقضية جديدة هو غير معني بها على الاطلاق، وباختصار الظلم يلحق بنا منذ ثلاث سنوات وبدلاً من أن تحل القضية نجدها تتفاعل فصولاً، نقول وبالفم الملآن انه بعد الانتخابات النيابية لا يمكننا الحصول على العفو العام، لذا سنستمر في التصعيد لحين اقراره والا لن يكون هناك انتخابات أصلاً.

وتضيف: منذ سنة ونصف السنة ونحن نطالب بالعفو عن سجناء قضوا مدة سجنهم، حتى ان البعض خرج بعد أربع سنوات بعدما ظهرت محكوميته بمدة سنة ونيف، فمن يعوض على شبابنا سنوات عمرهم التي قضوها بسبب الأحكام الجائرة؟، نناشد الدولة وبدلاً من اعادة تأهيل السجون فتح المعامل والمصانع للشباب بغية تأمين فرص العمل لهم، وبهذه الطريقة توفر علينا وعليها الكثير من المشاكل، أقول كثرة الضغط تولد الانفجار، وان كانت قضيتنا لا تعني المسؤولين فان حتماً تفاعلها سينعكس سلباً علينا وعليهم، نحن لا نهدد أحداً لكننا نطالب بحقوقنا، اليوم الكل يستعد للانتخابات النيابية، فعن أي انتخابات يتحدثون والغالبية العظمى من المواطنين يعانون القهر والعذاب، نناشد كل السياسيين من دون استثناء الوقوف الى جانبنا قبل الموعد المحدد للانتخابات.

وتختم: اتقوا الله في شبابنا المضرب عن الطعام، والذي اختار الموت بعدما ملوا من الوعود، هم اختاروا الموت ليقينهم بأن الله أرحم بعباده من البشر، هم يموتون في السجن ألف مرة فربما باضرابهم يضعون حداً لمأساتهم، كما أن هناك قضية لم يلتفت إليها كثير من المعنيين وتتعلق بأبناء السجناء الذين يتربون على الحقد على الدولة بعدما فقدوا آبائهم لسنوات فما هو المطلوب مستقبلاً؟، نحن نطلب العفو عن السجناء من كل الطوائف بغية الوصول الى غد أفضل.

أما أم عبدو (والدة أحد السجناء) فتقول: دخل ابني سجن رومية وهو في عمر 17 سنة واليوم عمره 20 سنة ولا يزال مصيره مجهولاً، لذا فان قانون العفو العام هو الحل الأمثل لأبنائنا الذين عايشوا واقعاً مريراً فرض عليهم من قبل السياسيين بهدف الحفاظ على مصالحهم الشخصية وكراسيهم، فأي ضمير ذلك الذي يعيشون به؟، ننذر الجميع بأن قضية الموقوفين الاسلاميين ستبقى قنبلة موقوتة ان لم يكن هناك عفو عام، نحن لسنا ضد الدولة ولا ضد الشعب ولا الأمن، لكن نستحق العيش بسلام مع أولادنا وأزواجنا.

Post Author: SafirAlChamal