دائرة الشّمال الثانية: مفاجآت الحاصل الإنتخابي والنتائج… عبد الكافي الصمد

أُغلق البازار الإنتخابي في دائرة الشمال الثانية، التي تضم طرابلس والمنية ـ الضنية، يوم أمس، على إعلان ثلاث لوائح بشكل رسمي، وسط توقعات أن يعلن في خلال الأيام المقبلة عن بقية اللوائح الأخرى، قبل إقفال باب تشكيل اللوائح منتصف ليل 26 ـ 27 آذار الجاري.

بعد إعلان الرئيس سعد الحريري أسماء مرشحي لائحته في هذه الدائرة، وهي الدائرة التي سمّى فيها تيار المستقبل جميع مرشحي الدائرة الـ11 من غير أن يتحالف مع أحد، على عكس بقية الدوائر الإنتخابية الـ 14 الأخرى، التي ينتظر فيها توصله إلى توافقات سياسية مع بقية القوى الأخرى قبل إعلان اللوائح، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي أسماء لائحة مرشحي تيار العزم في هذه الدائرة، وهي بدورها لائحة كاملة من 11 مرشحاً، أُعلن أمس عن باكورة لوائح المجتمع المدني من مقهى فهيم الأثري وسط طرابلس، وهي لائحة “وطني” التي تضم وجوهاً من ناشطي المجتمع المدني.

في غضون ذلك تتسارع الخطى لإعلان الوزير السابق فيصل كرامي وحليفه النائب السابق جهاد الصمد لائحتهما يوم الأحد المقبل، في اليوم نفسه الذي سوف يقيم فيه تيار المستقبل مهرجاناً رسمياً في عاصمة الشمال لتقديم مرشحيه في حضور الرئيس سعد الحريري، الذي سيعلن يوم السبت المقبل لائحته في عكار، وسط تضارب بالمعلومات والمواعيد حول موعد إعلان الوزير السابق أشرف ريفي عن لائحته.

كما يُنتظر أن يعلن في الأيام المقبلة الناشط جمال بدوي أعضاء لائحته التي تسعى لاستكمال مرشحيها، وكذلك الأمر بالنسبة للنائب السابق مصباح الأحدب، من غير أن يُعرف حتى الآن قرار الجماعة الإسلامية إنْ كانت ستنضم إلى إحدى هذه اللوائح، أو أنها ستشكل لائحة تضم إليها إسلاميين وآخرين، وكذلك تُرسم علامات إستفهام حول مصير بقية المرشحين الذين ما يزالون خارج اللوائح، وهل سينسحبون من السباق الإنتخابي، أم سيشكلون لوائح غير مكتملة وإكمال مشوارهم الإنتخابي؟

على هذا الأساس يُنتظر أن يستقر التنافس الإنتخابي في دائرة الشّمال الثانية على 7 لوائح على أقل تقدير، يتوقع أن تتجاوز 4 منها عتبة الـ10 بالمئة من أصوات المقترعين كي تدخل في حسابات النتائج، وأن تتزاحم في ما بينها حول مقاعد الدائرة.

لكن ما ينبغي الإنتباه إليه في هذه الدائرة، التي شهدت أعلى نسبة مرشحين بلغت 14 مرشحاً عن كل مقعد، وأن لا يغيب عن الحسابات الإنتخابية، نقطتين: الأولى إمكان أن تكسر إحدى لوائح المجتمع المدني حاجز الـ10 وتدخل في التنافس مع اللوائح الأربع الرئيسية، المستقبل والعزم وكرامي ـ الصمد وريفي، ما سيخلط الأوراق ويقلب الأمور رأساً على عقب.

أما النقطة الثانية فهي أن يؤدي كثرة عدد اللوائح وعدم تجاوز بعضها العتبة الإنتخابية، إلى تناقص الحاصل الإنتخابي بعد حذف نتائج اللوائح الخاسرة من عدد المقترعين، ما سيؤدي إلى نزول الحاصل الإنتخابي إلى ما دون 14 ألف صوت، وهو أمر سيجعل حسابات النتائج وتوزيع المقاعد بين اللوائح الفائزة يخضع لقواعد حسابية جديدة، سوف تسهم بشكل أو بآخر في ضرب كل التوقعات عرض الحائط.

Post Author: SafirAlChamal