تيار المستقبل.. بين ″الدروشة والكنفشة″… مرسال الترس

كثيرة جداً هي التعليقات التي تطال “تيار المستقبل” وأدائه الملتبس في الانتخابات النيابية وفق القانون النسبي، الامر الذي دفع بالمراقبين الى توصيف الحالة التي يعيشها “التيار الازرق” باحتمالين: إما أن حالته الشعبية ما زالت في ألقها وهو يتبغدد على باقي اللوائح والمرشحين. وإما أنه يعيش حالة انفصام في شخصيته المعنوية حيث يظن نفسه قوياً فيما هو يقف على حافة الانكشاف التام في الانتخابات المقبلة تمهيداً لظهور حجمه الحقيقي.

في الحالة الاولى يُجمع المتابعون على أن “تيار المستقبل” سيكون أحد الافرقاء الذين يدفعون الأثمان الغالية في الانتخابات النسبية، وهو بالتالي يفتش عن مخارج تساعده على حفظ ماء الوجه. وإلاّ ما هي الاسباب التي تدفعه الى التأخير في إعلان لوائحه؟ وليس كما فعل رئيس مجلس النواب رئيس حركة أمل نبيه بري في الجنوب، ورئيس الحكومة السابق النائب نجيب ميقاتي في عاصمة الشمال، ورئيس حزب الحوار الوطني رجل الاعمال فؤاد مخزومي المنافس الاساسي للرئيس الحريري في بيروت الذين اعلنوا لوائحهم بكل ثقة ولم ينتظروا ما سيقرره “تيار المستقبل” الذي كان يشيع عبر العديد من وسائل الاعلام التي تروّج له، بان الجميع سينتظرون ماذا سيقرر ليبنوا على الشيء مقتضاه. لتظهر المعطيات ان تحليلاته لم تكن سوى امنيات. والازمة الفعلية هي عنده حيث لم يستطع حتى قبل ستة ايام من اقفال باب تسجيل اللوائح، الافصاح عن مكنوناته ومواقفه الحقيقية كما فعل الذين يثقون بانفسهم وجمهورهم. وهذا ما فسره المراقبون والمتابعون بانه حالة ضعف وتضعضع وعدم ثقة بالنفس.

الامر الآخر هو “الشوشرة” الحاصلة في العديد من الدوائر الخمسة عشر لجهة اعتماد كثيرين من الافرقاء لغة الانتظار لما سيقرره  “تيار المستقبل” والى جانب من سيقف أو من يريد ان يرشح أو يدعم، حتى يُقدموا على تأليف لوائحهم فيما العديد من الشخصيات المرشحة “كفلتة شوط” تمنّي النفس بأن يُسميها المستقبل في لوائحه، وهذا يعكس حالة من التشنج وعدم تقدير أو ادراك ما سيفرزه الشارع من نتائج، من منطلق أنه سيحاسب من إمتهن اللعب على مشاعره.

بعض المحللين الذين يدورون في فلك المستقبل يعتبرون ذلك براعة سياسية لانها ستضع كثيرين في حال من الارباك ولاسيما الحلفاء قبل الخصوم، وهو ما ينسحب في جزء منه على دائرة الشمال الثالثة لجهة تعزيز التعاون مع التيار الوطني او عدمه في قضاء البترون، أو دعم مرشح القوات في قضاء الكورة او تجيير الاصوات للنائب نقولا غصن، واستنباط المستحيل في الدائرة الثانية في الشمال خصوصاً بعد الذي فعله “المستقبل” في بلدة المنية من ارباك سيكون صادماً في نتائجه، ناهيك عن الفوضى العارمة في دوائر عكار والبقاع وبيروت.

انها ليست “كنفشة ريش” تعكس وضع “المستقبل” المريح، وليست “دروشة وتواضع” للوصول الى المبتغى. فجميع المراقبين والمتابعين يؤكدون ان “التيار الازرق” في وضع لا يحسد عليه، بالرغم من إنسحاب النائبين محمد الصفدي وخالد ضاهر له في الشمال.

Post Author: SafirAlChamal