أمهات شهداء الجيش في عيدهن ابتسامة ممزوجة بالألم والحرقة… روعة الرفاعي

هي تلك الجنة التي وضعها الله تحت قدميها، هي نبع الحنان الذي لا ينضب، هي اشراقة الصباح وأنشودة الليل، بها تكتمل الحياة ومن دونها ″يغفو الرضى على صدر الدعاء″، وعليه فليس من العدل الاحتفال بعيدها يوماً في السنة وهي التي لا تتخلى عن مسؤولياتها طالما بقيت على قيد الحياة.

كثيرون هم الذين فقدوا أمهاتهم، وعانوا الأمرين بحثاً عن ″باب مفتوح أمامهم يلجؤون اليه كلما اشتدت الصعاب عليهم″ الا ان القدر حرمهم مما أنعم به الله على غيرهم الا انهم وبغفلة من الزمن تخلوا عن وصية ربهم “وبالوالدين احساناً” فاذا بهم يرمون بالوالدين داخل دار للمسنين والعجزة بحجة “مشاغل الحياة”، حياة أنستهم فضل الله عليهم، الا ان هذه الحياة نفسها لم تنس أعظم الأمهات شهيدها، ولم تفقدها الأمل برؤيته ″ليلاً في المنام″ أو حتى خلال الحديث عنه مع من عايشه واستمع الى آرائه، انها “والدة الشهيد” التي لا يمكن ″لعيد الأم″ أن يمر عليها مرور الكرام وهي التي فقدت فلذة كبدها فكانت حرقتها مشعلاً أضاء “شعلة الحرية” في بلد كان ولا يزال عرضة للكثير من الخضات الأمنية التي يقدم فيها الجيش اللبناني شهداءه على مذبح الوطن.

أم طه

الحاجة سعاد علوش من منطقة المنية والدة الشهيد طه علوش قالت:منذ ثماني سنوات فقدت طه خلال تأدية واجبه الوطني، وحتى الساعة لم أتوقف عن البكاء، هي حرقة لا تنتهي فصولها بالرغم من مرور الوقت بل بالعكس تكبر وتكبر حتى تقضي على كل ما يمكن أن يدخل الفرحة لقلب الأم، الحديث عن طه يطول هو ابن 26 سنة خرج جيشياً” ليعود الي بـكفن.. جرعة من الألم لا أتمنى لألد أعدائي أن يتذوقها.

وعن عيد الأم تقول: لا أشعر بهذا اليوم بالرغم من أولادي الذين يحيطون بي، لكن أدعو الله عز وجل أن يحفظهم لي، ويحفظ أولاد الجميع، الأم وبمجرد أن تفتقد ولدها لا تعود الحياة لتشكل شيئاً بالنسبة لها، لكن ماذا عسانا نقول “لله ما أعطى وله ما أخذ.

من جهتها منيفة زوجة الشهيد فؤاد قداوح والذي سقط منذ 10 سنوات في انفجار منطقة البحصاص قالت:” أنا أم لستة أولاد يوم استشهد زوجي وضعت ابني، بالطبع كانت محنتي غاية في الصعوبة، وابني الذي ولد بعد استشهاده كان ولا يزال مريضاً أعاني معه الأمرين، حيث ان مؤسسة الجيش لا تتركنا بل تقف الى جانبنا بغية تخطي كل الصعاب، أتمنى أن لا يحرق قلب أي أم على ابنها أو زوجة على سندها، هي الحياة بكل ما فيها من صعوبات لكن بالطبع تبقى الأم الشعلة التي تنير درب أبنائها، وما الاحتفال بعيدها الا من باب رد الجميل لعطاءاتها”.

مديرة مدرسة الفضيلة رئيسة رابطة المعلمين في التعليم الأساسي فرع الشمال فداء طبيخ قالت:” بمناسبة عيد الأم لا يمكنني الا التأكيد على أن الدنيا “أم”، الأم التي تضحي في سبيل ابنائها، تعطي من روحها لفذة أكبادها، وبهذه المناسبة أتوجه لكل أمهات الشهداء لأقول “نحن الأبناء الذين فقدتموهن في الزود عن الوطن والذي هو في الواقع “أم الجميع”.

Post Author: SafirAlChamal