إنتخابات المنية: حرب مفتوحة.. ودعاة التغيير أصيبوا بالاحباط… عمر إبراهيم

لا يشبه المشهد العام في  المنية اليوم ذلك الذي كان عليه عشية اقفال باب الترشيحات، حيث بدت المنطقة اشبه بساحة حرب مفتوحة على مواجهات بين داخل العائلة الواحدة، عزز ذلك وجود اعلى نسبة مرشحين في لبنان  23 مرشحا، ومن بينهم مرشحين تم ايهامهم من قبل “تيار المستقبل” بانهم سيكونوا على لائحته قبل أن يتم الاستغناء عنهم ووضعهم امام خيار الانسحاب طوعا او الخروج من بيت “الطاعة الازرق”، على نحو أحرج البعض منهم امام جمهوره وافراد عائلته، وكاد ان يحرج النائب كاظم الخير الذي رفض “الاملاءات” وآثر مواصلة المواجهة ضمن لائحة العزم.

ايام مرت على “الفورة ” التي شهدتها المنية، وتصاعدت مع “الانقلاب” الذي تعرض له النائب كاظم الخير على ايدي حلفاء الامس “المستقبل” خصوم اليوم بعد انضمامه الى لائحة “العزم”، واعلانه “معركة استعادة قرار المنية من التدخل الخارجي”، في معركة يرى كثيرون انها لن تكون نزهة لاي فريق سياسي، لا سيما “التيار الازرق” الذي لطالما تغنى بان المنية معقله وخزانه البشري و”غب طلبه” والذي كان يستخدمه في تعبئة ساحات الاعتصامات والمناسبات التي ينظمها، وذلك من دون أن يكون هناك أي مقابل انمائي أو تعويضا في وظلئف الفئة الأولى على الرغم من الكفاءات الكبيرة الموجودة في المنية، حيث كان نائب المنية مجرد عضو في كتلة “المستقبل” من دون أن يكون مقررا، ما حرم هذه المدينة الكثير من المشاريع، وهو من المرجح أن يتكرر في حال جاءت النتائح لصالح مرشح “المستقبل” في الانتخابات المقبلة.

لكن المنية التي يُنظر اليها كقوة انتخابية وازنة 28 الف ناخبا تقريبا في المدينة ونحو 38 الفا في القضاء، باتت اليوم العائلات الكبيرة فيها منقسمة على نفسها رغم محاولات “لملمة” اصواتها، وهو ما ادخلها في حرب بيانات مضادة، حيث ما يلبث ان يصدر بيان من هذه العائلة عن تبني مرشح حتى يليه بيان مضاد من نفس العائلة، كما حصل مع عائلة ملص التي خرج منها بيان داعم لمرشح “المستقبل” أعقبه نفي من وجهاء في العائلة، وكذلك عائلة زريقة التي انتفضت على محاولة تجيير احد ابنائها قرار العائلة الى لائحة “المستقبل”، فضلا عن سائر العائلات التي لا يبدو وضعها افضل بكثير، ومنها عائلة الدهيبي التي لم تخصد من المستقبل على مدار 15 عاما أي منصب أو وظيفة ذات شأن تليق بالكفاءات العلمية التي تختزنها.

وبين “حصرية” العائلات الكبيرة لا سيما تلك المحسوبة على “المستقبل” يبدو صوت العائلات الصغيرة ضائعا ومصادرا الى حد كبير، بالرغم من حركة “التغيير” التي خرجت مطالبة “المستقبل” بعدم تبني النائب كاظم الخير، الا أن منسوب التفاؤل بهذه الحركة سرعان ما تحول الى خيبة أمل، رغم ترشيح عثمان علم الدين بدلا من الخير، بعدما تبين انها، كانت موجهة سياسيا، وهدفها الاطاحة بالنائب الخير وليس مبدأ التغيير، ما دفع بعض “الثائرين” الى اعادة تموضعهم والبعض الاخر الى الاعلان عن احباطهم، فيما لا يزال النقاش جديا بين الناخبين حول الوجهة الانتخابية، ان كانت سياسية او انمائية، خصوصا ان هناك مشروعين يتنافسان بقوة على الساحة “المنياوية” مشروع “المستقبل” الذي يعتمد نفس الشعارات والخطابات المتكررة منذ العام 2005، مع تطعيمها ببعض الوعود وبطاقات تسهيل مرور وموافقات بناء وصب، ومشروع الرئيس نجيب ميقاتي، الذي اقتحم المشهد السياسي عبر “انتفاضة” الخير، وهو يرفع الشعار الانمائي والخدماتي على ما سواه، ويسعى الى تعزيز ذلك بمشاريع هي قيد الدراسة وستكون لبنتها الاساسية افتتاح مركز لجميعة العزم والسعادة داخل المنية.

على قدم وساق يحاول “المستقبل” شد عصب العائلات الكبيرة التي تشكل ما نسبته 40 في المئة من أصوات الناخبين، في حين ان اجمالي عدد عائلات المنية هو 150 عائلة، تبدو العائلات الصغيرة فيها ضحية مشروع سياسي جعلها على مدار السنوات الماضية لا تحصد الا الغبن، وهي اليوم تبحث عن دور جديد قد يعيد لها بعض ما خسرته مع “المستقبل” الذي يصر على تهميشها بعدم ترشيح أي من أبنائها ولو بـ”ترشيح معنوي”، وذلك على غرار ما حصل في العام 2009 عندما رشّح المستقبل بسام الرملاوي وتخلى عنه قبل دقائق من بدء مهرجان اللائحة الزرقاء آنذاك، ما يجعل هذه العائلات قوة صامته قد تقلب المعادلة الانتخابية رأسا على عقب في حال قررت التعبير عن رأيها.

Post Author: SafirAlChamal