ميقاتي يُكمل عقد ″لائحة العزم″.. ويخوض معركة إستعادة القرار… غسان ريفي

يتجه المشهد الانتخابي في الدائرة الثانية شمالا (طرابلس، المنية والضنية) الى مزيد من الوضوح، مع إكتمال عقد “لائحة العزم” التي ختمها الرئيس نجيب ميقاتي بطابع من الاحتضان لعائلة الخير، من خلال ترشيح النائب كاظم الخير الذي سيحمل من الآن وصاعدا “لواء العزم” في المنية، فارضا على خصومه منافسة من العيار الثقيل سيكون لها تداعيات سياسية لا سيما على صعيد توازن القوى غير المسبوق منذ العام 2005، في مدينة الشهيد رفيق الحريري.

مع إكتمال “لائحة العزم” التي ستعلن عند الرابعة والنصف من بعد عصر يوم الأحد المقبل، يكون الرئيس ميقاتي قد أصاب أكثر من عصفور بحجر واحد لجهة:

أولا: تشكيل لائحة إنتخابية خاصة به تحمل إسم تياره السياسي “العزم” للمرة الأولى منذ دخوله المعترك السياسي قبل عشرين عاما، بعيدا عن كل القوى السياسية الأخرى، وذلك تمهيدا للدخول الى المجلس النيابي بكتلة نيابية يكون لها حضورها وموقفها وتأثيرها إنطلاقا من شعار “الوسطية والاعتدال”.

ثانيا: حرص ميقاتي على تشكيل لائحة طرابلسية من نسيج المدينة الاجتماعي، يحمل أعضاؤها إختصاصات مختلفة يمكن أن تصب جميعها في خدمة المواطنين، ولتكون في الوقت نفسه قوة فاعلة على أكثر من صعيد لا سيما في مواجهة الأزمات والمشكلات التي تعاني منها عاصة الشمال.

ثالثا: خروج الرئيس ميقاتي عن طبعه السياسي المهادن، ودخوله في مواجهة نارية مع تيار المستقبل في عقر داره المنية، عبر إعتماده ترشيح النائب كاظم الخير الذي بدأ يتعرض لهجوم عنيف من خصومه، الأمر الذي يضاعف من حالة التعاطف الشعبي معه، لا سيما بعد الاسلوب “الغريب” الذي إعتمده الرئيس سعد الحريري معه، ومحاولته إخراجه من المعادلة السياسية “صفر اليدين” وذلك قبل أن يتدخل ميقاتي وفق قاعدة الحفاظ على البيوتات السياسية في المنية وعلى التنوع الذي يغنيها.

رابعا: حتمية إنتقال تداعيات المواجهة في المنية الى طرابلس التي من المتوقع أن تشهد “أم المعارك”، خصوصا أن ميقاتي يستعد مع لائحته لخوض معركة إستعادة قرارها الذي سلب منها على مدار أكثر من عقد من الزمن، بفعل الاملاءات السياسية المركزية بترشيح هذا أو تنحية ذاك، تماما كما حصل مع المنية وأهلها الذين شعرت شريحة واسعة منهم بالاهانة نتيجة تغييب قرارهم والتعاطي معهم بهذه الفوقية.  

إذا، يوم الأحد المقبل ستكون طرابلس على موعد مع إعلان  “لائحة العزم” التي تضم الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي، جان عبيد، توفيق سلطان، محمد نديم الجسر، نقولا النحاس، ميرفت الهوز، رشيد المقدم، علي درويش، كاظم الخير، محمد الفاضل، وجهاد يوسف.

واللافت أن لائحة العزم هي أول لائحة تعلن للانتخابات النيابية المقبلة على أرض طرابلس وبين جمهور الدائرة الثانية، وذلك بعد أن تمت تسمية أعضاء لائحة “تيار المستقبل” في إحتفال مركزي في بيروت أقيم يوم الأحد الفائت، واللافت أيضا أنه بالرغم من مرور خمسة أيام على هذا الاعلان، فإن اللائحة لم تأت بأي حركة جماعية تدل على تضامنها وتماسكها، خصوصا لجهة الاجتماعات المفتوحة والزيارات المشتركة لأعضائها الذين ما يزال كل منهم يعمل بمفرده.

في حين، من المنتظر أن يعلن الوزير السابق أشرف ريفي لائحته يوم الأثنين المقبل في فندق “كواليتي إن”، وهو يعكف على وضع اللمسات الأخيرة عليها، وحسم التحالف مع الكتائب وحصره بمقعد أو مقعدين، أو نسفه لصالح مرشحين آخرين، فيما من المفترض أن يتبعه الوزير السابق فيصل كرامي باعلان لائحته منتصف الاسبوع المقبل.

Post Author: SafirAlChamal