هل ستذهب أصوات ″المستقبل″ هدراً؟… مرسال الترس

كثيرة ومتشعبة هي التساؤلات وعلامات الاستفهام حول الطرق التي سيسلكها رئيس الحكومة رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري في تعامله مع مجريات العمليات الانتخابية في الشمال اللبناني، خصوصاً بعد عودته من المملكة العربية السعودية، حيث يُجمع المراقبون على أن الشيخ سعد بعد تلبيته الدعوة الملكية الى الرياض سيكون مختلفاً بالشكل والمضمون عما كان عليه قبل السفر، خصوصا أن كثيرا من الذين شاهدوه في اللقاء مع الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة مثلاً ظنوا أن اللقاء كان استكمالاً للمقابلة التلفزيونية مع الاعلامية بولا يعقوبيان.

 فقد بات واضحاً أنه في الدوائر الانتخابية الثلاث المعتمدة في الشمال من خلال القانون النسبي كثيرون من الافرقاء ينتظرون القرار الذي سيعتمده الشيخ سعد، ليبنوا على الشيء مقتضاه.

ففي محافظة عكار حيث الدائرة الاولى وبعد انكفاء نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس يصول تيار المستقبل ويجول ويوزع رئيسه الصور يميناً ويساراً على خلفية أنه الاكثر حضوراً وفعالية في الطائفة السنية التي تمثل أكثرية أصوات الناخبين (نحو مئتا الف من أصل ثلاثمئة) متجاهلاً التأثير العائلي والمناطقي والوعود التي أطلقها في غير إتجاه والتي تحولت الى أعباء اكثر مما هي ايجابيات لصالحه.  

في الدائرة الثانية أي طرابلس والمنية- الضنية سيكون وضعه أصعب بكثير لأن المنافسة حادة بين أربع لوائح على أقل تقدير، ولذلك لم يتجه الى الاعتماد على قدرته التجييرية ضمن بيئته الحزبية فقط، ولن يعمل على تشكيل لائحة مستقبلية صرفة، بل سيسلك طريق العائلات وحضورها السياسي ويضعها في مقدمة معركته.

أما في الدائرة الثالثة حيث أقضية زغرتا،الكورة، بشري والبترون ذات المقاعد المسيحية العشرة، فيبدو أكثر ارتياحاً لجهة التحكم بالاصوات السنية في أقضية البترون والكورة وزغرتا مع عدم وجود مرشح سني، ولكنه في المقابل مربك لثلاثة إعتبارات:

فهو لا يستطيع تجيير ما يمون عليه من اصوات لجهة واحدة فقط إذ إنه مرتبط بالتحالف مع التيار الوطني الحر باعتباره شريكه في الحكم، وإنفضاض مثل هذه الشراكة ستكون لها تداعياتها غير المريحة لا بل المقلقة بعد الانتخابات.

 وهو مرتبط أخلاقياً بالوعود التي قطعها لرئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه في خريف العام 2016 على هامش الانتخابات الرئاسية، وبعد أن تبنى ترشيحه لفترة.

وهو مرتبط معنوياً بحزب القوات اللبنانية اذا ما تمنت عليه المملكة ذلك، بالرغم من الأسى الذي اعتبر انه لحق به من ممارسات كبار مسؤوليها الذين اعلنوا انهم سيعفون أنفسهم من أي تحالف مع أحد، فيما هو تحدث عن تحالف استراتيجي بدون أية ترجمة على الارض.      

فهل ستذهب أصوات المستقبل هدراً وفرق عملة، لأنها ستتوزع على الجميع بما يشبه التوازي، أم انها ستترك الاثار المتوخاة منها، إذ إن التوقعات والاحصاءات لم تمنح تيار المستقبل حتى الامس أكثر من ستة مقاعد شمالية في الانتخابات النسبية وفي أفضل الظروف، مقابل ستة عشر نائباً في الانتخابات الاكثرية؟

Post Author: SafirAlChamal