هل تسارع ″قيادة المستقبل″ الى إحتواء أزمة كبارة؟… غسان ريفي

مع إقفال باب الترشيح للانتخابات النيابية المقررة في السادس من أيار المقبل منتصف ليل أمس، بدا ″تيار المستقبل″ في وضع لا يُحسد عليه في طرابلس على صعيد تشكيل لائحته التي تعرضت للاهتزاز مع القنبلة التي فجّرها كريم كبارة نجل وزير العمل محمد كبارة بتقديم ترشيحه الى جانب ترشيح والده، وذلك في خطوة تشير الى رغبة كبارة الأب في ترشيح نجله في هذه الدورة التي تجري على أساس القانون النسبي والصوت التفضيلي.

لم يعد خافيا على أحد في طرابلس أن ثمة ″عين حمراء″ بين الوزير كبارة وبين قيادة “تيار المستقبل” التي تبدي إهتماما منقطع النظير بترشيح النائب سمير الجسر وتسعى الى تأمين الأصوات التفضيلية له سواء من قبل المنظمين في التيار أو من ماكينة النائب محمد الصفدي الذي أعلن عزوفه عن الترشح وقرر دعم “المستقبل”،  وذلك بغض النظر عن سائر المرشحين وفي مقدمتهم الوزير كبارة الذي يشكل الرافعة الشعبية الأساسية للائحة الزرقاء، إنطلاقا من حضوره الوازن وقربه من الناس، لكن من دون أن يتلقى في المقابل أي دعم مستقبلي.

لا يُخفي أنصار الوزير كبارة إمتعاضهم الشديد من سلوك قيادة “المستقبل” تجاهه، وخصوصا الأمين العام أحمد الحريري الذي يكاد يستوطن في طرابلس من دون التنسيق معه، حيث يلبي دعوات الفطور والغداء والعشاء ويزور المنازل والأحياء وكأنه هو المرشح عن المدينة وليس قيادات المستقبل الطرابلسية، كما أن عدم معرفته بنبض أبناء الفيحاء، وتصريحاته غير المتوازنة في بعض الأحيان تضر بالمرشحين الذين يدفعون ثمن بعض الارتجال في المواقف. كما يرى أنصار كبارة أن قيادة “المستقبل” تسعى الى الاستفادة من شعبية “أبو العبد” من أجل تأمين الحاصل الانتخابي للائحتها، لكن من دون أن تعمل على توزيع عادل في الأصوات التفضيلية بما يؤمن قسما منها الى كبارة، وهو أمر لا يمت الى الانصاف بصلة (بحسب هؤلاء) خصوصا أن كبارة هو عميد نواب المدينة وقد حمل “المستقبل” على أكتافه في أصعب الظروف وتعرض لشتى أنواع الاتهامات نتيجة خياراته بالوقوف والدفاع عن المستقبل وعن الرئيس سعد الحريري.

ويؤكد أنصار كبارة أن من حق الرجل أن يرشح نجله كريم الذي يعتبر يده اليمنى منذ سنوات، والناشط على أكثر من صعيد، ولا يمكن للرئيس الحريري أو أي أحد غيره أن يرفض ذلك، خصوصا أن الحريري وافق مع النائب أحمد فتفت ترشيح نجله سامي في الضنية، فلماذا يقبل لفتفت ما يرفضه لكبارة.

في المحصلة تجد قيادة “تيار المستقبل” اليوم نفسها أمام أمر واقع، حيث أن كريم محمد كبارة بات مرشحا رسميا، وهي إما أن تسارع الى إحتواء هذه الأزمة من خلال لقاء سريع يعقده الأمين العام أحمد الحريري الموجود في طرابلس مع الوزير كبارة ونجله كريم والتوافق معهما على صيغة تعيد الأمور الى نصابها سواء على صعيد الترشيح أو لجهة توزيع الأصوات التفضيلية، أو فإن الخيارات السياسية ستكون مفتوحة على مصراعيها أمام كريم كبارة في حال قرر والده العزوف عن الترشيح، علما أن أصواتا طرابلسية كثيرة برزت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو كبارة الابن الى الانطلاق بمسيرته السياسية الجديدة بالتعاون مع الرئيس نجيب ميقاتي الذي يشكل لائحة متوازنة من نسيج طرابلس.

تشير المعلومات الى أن لائحة المستقبل ستشهد إعادة صياغة من جديد، لا سيما مع ترشح كريم كبارة، ودخول نقيب المحامين السابق فهد المقدم الى لائحة المرشحين، حيث كان آخر مرشح سني في طرابلس يقدم ترشيحه أمس بناء لطلب خاص من نادر الحريري، ما يشير الى تغييرات ستطرأ على اللائحة الزرقاء في أكثر من مقعد، بما في ذلك المقعد الماروني حيث أن إتساع مساحة التوافق بين المستقبل والقوات اللبنانية قد يؤدي الى إنضمام مستشار رئيس حزب القوات للعلاقات الدولية إيلي خوري الى اللائحة بدلا من جورج بكاسيني، علما أن هجمة الترشيحات التي شهدتها وزارة الداخلية في اليوم الأخير قبل إقفال باب الترشيح، كانت معظمها لمرشحين محسوبين على التيار الأزرق، وذلك حرصا من قيادة المستقبل على أن يكون لديها وفرة مرشحين تخولها إختيار الأنسب، وتمكنها من تبديل مرشحين بآخرين في حال لزم الأمر.

Post Author: SafirAlChamal