فيرا يمين لـ″سفير الشمال″: آمل أن تتبوأ إمرأة سدة الرئاسة… ديانا غسطين

هي الآتية من الإذاعة إلى السياسة، والداخلة إلى المعترك السياسي متحصنة بإرث إعلامي كفيل بجعلها تتميز أينما حلّت. فكيف كانت البداية، هل تحنّ إلى الإذاعة، المرأة في السياسة، الثقافة في يومنا هذا والأهم ماذا تقول فيرا يمّين للمرأة في يومها؟

″ذهبت إلى الصحافة بفعل الظروف″، تعلل فيرا يمّين دخولها المعترك الإعلامي، هي التي كانت أصغر مذيعة أخبار في العالم العربي تقول: ″انضممت إلى إذاعة لبنان الحر الموحد بعد مجزرة إهدن سنة 1978 متتلمذة على يد أخي الشاعر الراحل جورج يمّين″.

فيرا يمّين التي انتقلت من الإذاعة إلى الإعلام المقروء فالمرئي، تجزم أنه بات العمل السياسي أقرب إليها من العمل الإعلامي، إلا أنها ترى أن الخبرة التي اكتسبتها في الإعلام قد طبعت عملها السياسي بطبعة مميزة، ″دخولي إلى السياسة مزودة بإرث إعلامي ساهم في تصويب خطواتي وترشّق خطابي″. مؤكدة أننا ″نعيش دركبة لا نحسد عليها في المستوى السياسي″، تأمل يمّين أن ″نستعيد قانوناً للإعلام لا يقيّد حرية التعبير بل يمنحنا مفهوماً واضحاً لهذه الحرية فنحن نعيش زمناً إعلامياً ″بالنون″ أكثر منه إعلامياً ″بالميم″.

يمّين التي ترى أن ″لا شيء يمكن أن يعوض عن العمل الإذاعي إذ له ألق وبريق لا يضاهيهما أي عمل آخر″، تعتبر أن: ″أمور الإذاعة اليوم أفضل من سواها من وسائل إعلامية، فأزمة السير التي نعيشها ساهمت في أن تستعيد الإذاعة بعضاً من عافيتها″.

وتختم الحديث عن الإذاعة بالقول: ″نفتقد للإذاعة التي تكون الصدى لوجع الناس وهمومهم، لأحلامهم وتطلعاتهم″.

″أين السياسة اليوم لنسأل عن المرأة فيها؟″بهذه الكلمات تجيب فيرا يمّين عن سؤال حول واقع المرأة في السياسة، معتبرة أن ″الطاقم السياسي انكشف عند استبعاد الكوتا النسائية من قانون الانتخاب″، وتتابع ″من يقول بالكوتا النسائية هو الكفاءة الوطنية، فليس المهم أن تكون المرأة مع الكوتا، المهم أن يكون الوعي الجماعي معها″.

تذكّر أن لبنان الرسمي قد أقر الكوتا وتعهدها دولياً في مؤتمر بكين سنة 1995، وتأسف يمّين بأن ″لبنان يدّعي الحضارة في الخارج ويمارس التخلف في الداخل″.

ولدى سؤالها عن ماذا يمكن للمرأة أن تقدم إذا وصلت للحكم، تجيب يمّين ″المهم أن تصل المرأة إلى الحكم وأن تتقدم الكفاءة”، لافتة إلى أن كل الدول الحضارية تعتمد الكوتا كجسر عبور لكي يتحول حضور المرأة إلى أمر واقع″.

وحول غياب العنصر النسائي عن لوائح تيار المردة في الانتخابات المقبلة تقول يمّين ″نعتبر تجربة المرأة في تيار المردة نموذجاً، نحن مع الكوتا النسائية، لكن القانون الانتخابي الحالي يسمح بتزيين اللوائح بأسماء بعض المرشحات ولكن عند الاقتراع سيكون الصوت التفضيلي للرجال″. وتختم ″أتمنى أن نستعيد هيبة الرئاسة، والهيبة أنثى، فعسانا نستعيد الجمهورية وعندها نأمل أن تتبوأ امرأة سدة الرئاسة″.

عن الثقافة تحدثنا فيرا يمّين لتؤكد أنه ″كلما اتسعت رقعة الثقافة في لبنان كلما اتسعت رقعة الحضارة″ وتتابع ″كل انحدار إعلامي وسياسي مصدره الانحدار الثقافي، وكل ذلك مرده انهماك الناس بتأمين لقمة عيشهم″، وتسترسل ″كل انحدار مؤشر لانحدار آخر ولكن بالرغم من ذلك يبقى هناك عود كبريت نشعله لنضيء طرقاتنا″.

يمّين التي تعتبر أن ″تويتر يعيدنا بفرح وليس بفعل الواجب إلى الكتاب″، تلقي بعض اللوم على إعلام اليوم الذي لم يعد يهتم بالثقافة، مطالبة الدولة ″بإعادة القيمة لإعلامنا الرسمي، لتلفزيون لبنان الذي غرفنا منه جميعاً بعضاً من ثقافتنا″، آملة من وزارة التربية ″إدخال الشعر اللبناني والنص اللبناني إلى المناهج التعليمية ليشعر التلميذ بانتمائه″.

تتخوف فيرا يمّين من التطبيع الثقافي مع العدو الاسرائيلي سواء من خلال الكتب أو الأفلام السينمائية، فتقول ″المثقف هو ابن الأرض الملتصق بأرضه وترابه وعشبه وقمحه وإلا فهو متغرب عن ثقافته، فالعمالة ليست وجهة نظر أو شماعة نستخدمها لغايات انتخابية، تتابع يمّين التي ترى كابنة للمردة أن ″العميل لا تصح فيه أي صفة فهو مجرد من كل الصفات والطوائف والمذاهب، فلا أحد يزايدنّ على أحد وبالتحديد علينا في هذا المجال″.

للشباب تقول يمّين ″العيشة المتوسطة في لبنان أكثر ثراء من الغربة، فالغربة بحد ذاتها فقر″ وتتابع ″أنتم رواد ولستم أبواق لهذا اسعوا إلى توحيد نظرة طلابية جامعية تكون عاملاً إيجابياً في ترقية العمل السياسي″.

وللمرأة في يومها تقول: ″اعانك الله! ولكن في الوقت نفسه انت النعمة التي حباها الله للبشرية، فليس من السهل ان تكوني الام التي تحمل الانسان الذي يكرس الانسانية، انت التوازن بين العقل والقلب ما يكرس التوازن للبشرية والانسانية″. وتتابع ″كامرأة اقول انه من الجيد ان تكون كائنا جميلا ولكن لا جمال الا من الداخل ينعكس الى الخارج، فكل جمال خارجي هو تتمة لداخلنا وليس العكس″.

Post Author: SafirAlChamal