ترشّحَ جان عبيد.. المقعد الماروني في طرابلس يعود من غربته… غسان ريفي

سيطر القلق يوم أمس على أصدقاء جان عبيد وما أكثرهم في طرابلس، فالساعة تشير الى الثانية من بعد الظهر ولم يرشح أي خبر عن ترشّحه عن المقعد الماروني الذي يمني كثيرون أنفسهم في أن تكون الانتخابات المقبلة مناسبة لعودته من غربته الى حضن من يستحقه بعد 13 عاما من التهميش فقد خلالها هذا المقعد حضوره وفاعليته، ودوره في إبراز التنوع الذي تتميز فيه الفيحاء.

كثيرون تابعوا موقع وزارة الداخلية على الشبكة العنكبوتية، وأجروا إتصالاتهم مع من يعنيهم الأمر للاطمئنان، ليتبدد هذا القلق شيئا فشيئا بإعلان ترشيح جان عبيد عن المقعد الماروني في طرابلس، متحالفا مع الرئيس نجيب ميقاتي ضمن لائحة وازنة تمثل النسيج الاجتماعي في المدينة وتضم أكفاء وإختصاصيين في مجالات مختلفة تهم المواطنين كافة.

ليس صحيحا أن المقعد الماروني في طرابلس غير فاعل، وليس صحيحا أن ليس لديه صفة تمثيلية وازنة، فالوزير والنائب السابق جان عبيد لا يمثل الموارنة فحسب، بل هو يمثل الفيحاء بمسيحييها ومسلميها من كل المذاهب والطبقات، بنسيجها الاجتماعي وتنوعها وتمايزها وإنفتاحها، بمناطقها الشعبية من التبانة التي له فيها جذور راسخة بوقوفه الى جانب قياداتها وأهلها، الى قبة النصر والزاهرية والحدادين والميناء والأسواق وسائر المناطق والأحياء التي تحفظ له مواقفه الوطنية والعروبية ودفاعه عنها في أحلك الظروف.

إرتبط المقعد الماروني في طرابلس منذ العام 1991، وحتى العام 2005، باسم جان عبيد الذي أعطاه أهمية وقيمة على المستويين السياسي والوطني نائبا ووزيرا للتربية ثم للخارجية، قبل أن يتحول هذا المقعد في زمن سياسي رديء الى جائزة ترضية في إنتخابات عاميّ 2005، و2009، أفقده تأثيره، فخسرته المدينة في المرة الأولى لمصلحة إلياس عطالله الآتي من الشوف، وفي المرة الثانية لمصلحة سامر سعادة الآتي من البترون.

اليوم ومع ترشيح جان عبيد ينتهي عصر جوائز الترضية للمقعد الماروني، ويعود هذا المقعد ليمارس دوره الطرابلسي، خصوصا أن أبناء المدينة ناضلوا في العام 2009، لكي ينصفوا جان عبيد فمنحوه منفردا أكثر من 33 ألف صوت، لكن القانون الأكثري كان أقوى، وفعل فعله وأبعده عن محبيه وأنصاره، لكنه بقي راسخا في وجدانهم حاضرا معهم ومحسوبا عليهم ومحسوبين عليه.

يحب جان عبيد طرابلس، يتكيّف معها ومع عاداتها وتقاليدها، ويفهم لغة أهلها، لذلك يترشح اليوم ليمثلها، إنطلاقا من إيمانه بأنه لا يمكن لأي شخص أن يترشح عن منطقة لا يحبها أو لا تسكن عقله وقلبه.

يترشح جان عبيد مع الرئيس نجيب ميقاتي على قاعدة الوسطية والاعتدال، وهو يدرك أن له في طرابلس أهل وأخوة وأصدقاء سيقفون الى جانبه في صوتهم التفضيلي، ليفوز في مقعد يتوافق الجميع على أنه الأفضل له.  

Post Author: SafirAlChamal