المستقبل من صيدا الى طرابلس.. صراع على الصوت التفضيلي… غسان ريفي

أسقط الصوت التفضيلي أولى ضحاياه في “تيار المستقبل”.. الرئيس فؤاد السنيورة خارج البرلمان اللبناني بعدما أعلن عزوفه عن الترشيح للانتخابات النيابية المقبلة، بالرغم من تمني الرئيس سعد الحريري عليه الاستمرار في هذا الترشيح في زيارة “رد الاعتبار” التي قام بها الى منزله أمس الأول فور عودته من السعودية.

تمني الرئيس الحريري على السنيورة لم يكن كافيا، كونه لم يرتبط بخطوات عملية من شأنها أن تساهم في تأمين فوزه في صيدا، حيث أن الاصرار على ترشيح “العمة” بهية الحريري من شأنه أن يمنحها أكثرية الأصوات التفضيلية التي ستؤمن لها النجاح بمفردها، حيث من المؤكد أن المقعد الصيداوي الثاني سيكون من نصيب رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد. يعني ذلك أن زيارة الحريري الى السنيورة والطلب إليه الاستمرار في الترشيح كان بمثابة “ذر الرماد في العيون” لأن الحريري بذلك وكأنه يدفع السنيورة بعد ترؤسه حكومتين في أصعب الظروف التي مر بها لبنان، وبعد تسع سنوات له في المجلس النيابي الى خسارة محتمة تنهي حياته السياسية بشكل غير لائق، وبالرغم من معرفته ذلك، فإن السنيورة كان لائقا جدا مع الحريري عندما شكره على ثقته وطلب منه مهلة للتفكير قبل أن يعلن العزوف في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس.

يشير مطلعون على أجواء تيار المستقبل الى أن الحريري لو كان جديا في طرحه، ويريد فعلا بقاء السنيورة الى جانبه في الندوة البرلمانية، لكان أعاد صياغة الترشيحات في صيدا، لجهة الطلب من العمة بهية التنحي، وترشيح السنيورة الى جانب منسق تيار المستقبل في صيدا الدكتور ناصر حمود أو أي شخصية أخرى، وتفعيل الماكينة الانتخابية بشكل يمكنها من توزيع الأصوات التفضيلية الزرقاء التي تصل الى حدود ثلثي عدد المقترعين بين المرشحيّن اللذين ربما يحالفهما الحظ بالفوز معا، أو على أقل تعديل سيكون الفوز من نصيب السنيورة، لكن الابقاء على “العمة” أحرج السنيورة وأدى الى إخراجه.

لا يختلف وضع صيدا عن طرابلس، فالصوت التفضيلي وكيفية الحصول عليه دفع الدكتور مصطفى علوش الى إخراج نفسه من السباق الانتخابي بعدم الترشح، لعلمه المسبق بأن وجوده في اللائحة الى جانب النائب سمير الجسر والوزير محمد كبارة وتوزيع الأصوات التفضيلية بينهم سيؤدي الى إضعافهم جميعا وربما يؤدي الى خسارتهم، لذلك آثر الابتعاد طوعا حماية للائحة المستقبل ودعما لها، لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، بل إن الحديث عن تجيير أصوات المنظمين في تيار المستقبل الى النائب سمير الجسر الذي بدأ حملة إنتخابية إحترافية على مواقع التواصل الاجتماعي، قد يثير حساسية أنصار الوزير كبارة الذي يعتبر الرافعة الأساسية للائحة المستقبل والذي ستساهم قاعدته الشعبية في رفع حاصلها الانتخابي لكن من دون أن يحصل هو على أصوات تفضيلية زرقاء.

ومما زاد الطين بلة موقف النائب محمد الصفدي الذي أعلن أنه سيضع ماكينته الانتخابية في خدمة تيار المستقبل وسيمنح أصواته له، لكن الزيارة السريعة التي قام بها النائب الجسر إليه بعد إنتهاء مؤتمره الصحافي أوحت بأن هذه الأصوات ستجيّر اليه، الأمر الذي من شأنه يضاعف من الحساسيات ضمن اللائحة الزرقاء التي تضم خمسة مرشحين سنة كلهم محسوبون على تيار المستقبل.

تشير المعلومات الى أن تغييرات ظفيفة قد تطرأ على لائحة المستقبل في طرابلس، فبعد تأكيد ترشيح الوزير محمد كبارة، والنائب سمير الجسر والدكتور وليد الصوالحي، والدكتورة ديما الجمالي عن المقاعد السنية الأربعة، تجدد النقاش حول المقعد السني الخامس الذي كان من المفترض أن يشغله شادي نشابة، لكن فشل الزيارة التي نظمها نشابة لأمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري يوم الجمعة الفائت الى التبانة، دفع بعض النافذين في الأمانة العامة الى إقتراح أسماء بديلة عنه، في مقدمها المرشح صالح المقدم لكن الاقتراح ما يزال قيد الدرس بانتظار قرار الرئيس الحريري.

وتضيف هذه المعلومات أن المقعد الماروني رسى على الزميل جورج بكاسيني (من البترون) وبذلك يعيد المستقبل تجربة إسقاط مرشحين من خارج طرابلس على هذا المقعد بدءا من إلياس عطالله مرورا بالكتائبي سامر سعادة، وصولا الى بكاسيني، في وقت بات فيه مستبعدا ضم النقيب نعمة محفوض الى لائحة المستقبل عن المقعد الأرثوذكسي كما أشيع قبل أيام، لأنه بذلك يكون المرشحان على المقعدين المسيحيين من خارج طرابلس، لذلك وبحسب المعلومات فإن المقعد الأرثوذكسي سيكون لرئيس جمعية إنماء طرابلس والميناء أنطوان حبيب، سواء حصل التوافق بين المستقبل والتيار الوطني الحر أم لم يحصل، لأن أنطوان حبيب بحسب مطلعين قريب من التيار ومن المستقبل على حد سواء.

أما على المقعد العلوي فإن السباق مستمر بين بسام ونوس الذي يسعى الى أن يخلف والده النائب الراحل بدر ونوس وهو لم يقدم ترشيحه حتى الآن بانتظار إيحاء من بيت الوسط، وبين ليلى شحود التي قدمت ترشيحها وهي تعتبر الأوفر حظا نظرا لتجربتها البلدية على مدار 12 عاما حيث شكلت صلة وصل إيجابية بين طرابلس وجبل محسن.

في الضنية لا تغيير يذكر حيث سينضم سامي أحمد فتفت الى النائب قاسم عبد العزيز، لتبقى معضلة إختيار مرشح المنية التي تربك الرئيس الحريري شخصيا.

Post Author: SafirAlChamal