أعلى نسبة ترشيحات في المنية.. والحريري يزورها لسحب المرشحين… عمر ابراهيم

اكتمل أو يكاد المشهد الانتخابي في المنية قبل ساعات من إقفال باب الترشيحات، حيث سجلت المنطقة أعلى رقم ربما في لبنان في عدد المرشحين الذين سيتنافسون على مقعد واحد ضمن الدائرة الثانية في الشمال، في منازلة بدأت طبولها تقرع لها  في كل اتجاه إيذانا بيوم الفصل المرتقب الذي أعد له الأفرقاء المتنافسون العدة، وجهزوا له ما تيسر لديهم من أسلحة على اختلاف أنواعها، لخوض هذه المعركة الفاصلة بعدما اسقطت الشعارات السياسية على حساب شعارات ″التغيير″ و″الانماء″ والمصالح العائلية والشخصية.

كما كان متوقعا فقد كرت سبحة الترشيحات في المنية ووصلت الى 16 مرشحا مع امكانية اضافة اسماء اخرى، في مشهد اعتاد عليه ابناء المنطقة التي كانت احتلت  في العام 2009 اعلى رقم في عدد المرشحين في لبنان، وهو يعكس حجم الانقسام القائم الذي يتجسد اليوم ضمن التيار السياسي الواحد وفي صفوف بعض العائلات التقليدية ذات التاثير الانتخابي الاكبر في المنطقة.   

هذا التسابق الى تقديم طلبات الترشيح لم يكن مستبعدا، فهنا تختلط العوامل العائلية والسياسية وتتضارب المصالح الشخصية الى حد ″النكاية″، ما يسهل على بعض التيارات والقوى السياسية، ″الاصطياد″ بسهولة في هذه المنطقة التي يرى البعض ان مقعدها النيابي لا يعدو كونه موقعا فخريا لطالما صودر من قوى سياسية طرابلسية ومؤخرا من ″تيار المستقبل″ ولم يسهم في انعاش المنية التائهة في التصنيف بين قرية ومدينة بفعل ما تعانيه من حرمان واهمال، وهو ربما ما دفع شريحة من اهلها الى رفع شعار ″التغيير″، تحت عناوين انمائية.

ويبدو واضحا ان معالم المعركة بدأت ملامحها تتجلى، من داخل غرف التحميض التي دخلها عرابو اللوائح بغية تظهير الصورة النهائية لكل لائحة والاسم الذي سيكون عليها، حيث يتوقع ان يستقر عدد المرشحين في المنية على سبعة فقط من اصل الرقم الاجمالي، بعد توالي انسحاب من لم يحالفهم الحظ في دخول اية لائحة، وهم بمعظمهم من المحسوبين سياسيا على تيار المستقبل، ما يطرح علامات إستفهام كثيرة حول تشجيعه لبعضهم للترشح مع علمه المسبق باستحالة وجودهم على اللائحة الزرقاء.

بعد حملة الاعتراضات التي قادها احمد هاشم الخير ضد اعادة تسمية النائب كاظم الخير، وللمطالبة بضرورة التغيير، ورغم قدرته على تامين الحشد الشعبي المطلوب، الا ان ذلك لم يدفع المستقبل حتى اللحظة الى اعطاء كلمة السر حيال اسم المرشح الذي سيختاره على لائحته، في ما بدا على انها محاولة لامتصاص ردات الفعل والعمل لاحقا على تقليص عدد المرشحين المحسوبين عليه، تمهيدا لللاعلان عن اسم مرشحه، الذي يبدو ان صراعا داخل التيار يدور بين من يؤيد بقاء النائب الخير وبين من يدعم وجهة نظر التغيير التي يقودها احمد الخير، وهو ما يزيد من ضبابية المشهد الذي ضاعفه  ترشيح عضو المكتب السياسي للتيار معتز زريقة في اوج الصراع.

على مقلب الرئيس نجيب ميقاتي ، يبدو انه مازال يدرس خياراته  حول اسم المرشح  على  لائحة العزم ، اما الوزير فيصل كرامي، فان المعلن عنه هو اسم عادل زريقة، مع تردد معلومات عن امكانية حصول خلط للاوراق في اللحظات الاخيرة، اما الوزير اشرف ريفي فيبدو انه امام خيارين بينهما المرشح توفيق زريقة، اما الخيار الثاني فما زال غير واضح، في حين يبدو ان خيارات رئيس المركز الوطني كمال الخير تضيق أمامه لدخول اي لائحة، ما سيفرض عليه البحث عن مرشحين لتشكيل لائحة مشتركة معهم، في حين سيتنافس مرشحان او ثلاثة للدخول الى لوائح المجتمع المدني.

وكشفت معلومات لـسفير الشمال ان الرئيس سعد الحريري سيزور المنية في وقت لاحق، ويرجح ان يكون بعد الاعلان عن اسم مرشحه، للعمل على سحب سائر المرشحين المحسوبين عل تياره، والتخفيف من حدة الانقسام بين جمهوره.

Post Author: SafirAlChamal