توجيهات سعودية للحريري.. إعادة الاعتبار لمكونات 14 آذار… غسان ريفي

لم تكد تطأ قدما الرئيس سعد الحريري مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت عائدا من زيارته الى السعودية، حتى بدأت توجيهات الديوان الملكي تظهر وتترجم على وجه السرعة، حيث إنتقل رئيس الحكومة من المطار الى منزل الرئيس فؤاد السنيورة في زيارة وصفها البعض بأنها ″رد إعتبار″ للرجل الذي تعرض للتهميش الأزرق طيلة الفترة الماضية، أثنى فيها الحريري على تضحياته، وتمنى عليه الاستمرار في ترشيحه للانتخابات النيابية عن المقعد السني في صيدا.

بدا واضحا أن زيارة الحريري الى السعودية ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تضمنت شروطا ومطالب لاعادة المياه الى مجاريها بينه وبين القيادات السعودية، أبرزها تفجير البحصة التي لطالما هدد الحريري بـ″بقها″ وإنهاء كل مفاعيلها، وإعادة وصل ما إنقطع مع كل من كانت تشملهم هذه البحصة، من أركان البيت الأزرق الداخلي، الى قيادات 14 آذار وخصوصا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي بات اللقاء معه واجبا، خصوصا بعدما أمضى الموفد الملكي السعودي نزار العلولا ثلاث ساعات في معراب، معتبرا ″أننا هنا في بيتنا.″

زيارة الحريري الى السنيورة تعني عودته الى دائرة القرار المستقبلي، ورفع الحظر عن فريقه لا سيما الدكتور رضوان السيد، وفارس سعيد، إضافة الى النائب عقاب صقر والنائب أحمد فتفت الذي ربما يعود الى ترشيح نفسه بدل نجله سامي، وغيرهم ممن تم أبعادهم أو تهميشهم إثر إنتهاء أزمة إحتجاز الحريري في السعودية.

اللافت أن السنيورة تدلل على الحريري عندما طلب مهلة للتفكير، على أن يعلن موقفه النهائي في المؤتمر الصحافي الذي سيعقده اليوم، خصوصا أن السنيورة يدرك أن ترشيحه في صيدا يعني خسارته لمقعده النيابي، لأن الأولوية في هذه المدينة هي لـالعمة بهية، وأن المقعد الثاني بحسب القانون النسبي الجديد والصوت التفضيلي سيكون لرئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، لذلك تشير مصادر مطلعة الى إمكانية أن يلبي السنيورة طلب الحريري الاستمرار في ترشيحه، لكن بشرط أن يترشح عن أحد المقاعد السنية في دائرة بيروت الثانية. إلتزام الحريري بالأجندة السعودية، طرحت سؤالا محوريا حول علاقته بالوزير السابق اللواء أشرف ريفي، حيث سرت شائعات ليل أمس عن إمكانية أن يجمعهما لقاء قريب، لكن مصادر بيت الوسط نفت ذلك جملة وتفصيلا، وكذلك مصادر ريفي التي إعتبرت أن اللقاء مع الحريري ربما يحصل بعد الانتخابات النيابية على ثوابت ثورة الأرز ومبادئ الرئيس الشهيد رفيق الحريري، علما أن ريفي وبحسب مصادره غادر الى الولايات المتحدة الأميركية للقاء مسؤولين هناك ولن يعود قبل إسبوع، ما يؤكد أن علاقة الحريري وريفي التي خرجت عن إطارها السياسي الى الخلاف الشخصي الحاد ستبقى معلقة الى أجل غير مسمى، إلا في حال كان ثمة ضغط سعودي كبير عليهما، أو على ريفي لوقف الشغب الذي يمارسه على الحريري في مناطق نفوذه، وهذا الأمر من المفترض أن يتضح مع عودة ريفي من أميركا وإستئنافه نشاطه الانتخابي، أما التعاون بينهما قبل الانتخابات فإنه قد يكون مستحيلا، لأن ذلك من شأنه أن يضعف ريفي الذي يخوض معركته على أساس تخلي الحريري عن ثوابت ومبادئ ثورة الأرز و14 آذار.

لكن هل ستؤدي الأجندة السعودية التي ينفذها الحريري الى إبتعاده عن حليفه الأساسي التيار الوطني الحر؟.

تشير المعلومات الى أن الحريري دافع أمام القيادة السعودية عن علاقته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومع التيار الوطني الحر، مؤكدا أن هذه العلاقة تحفظ له رئاسة الحكومة، وأن أي ضرب لهذه العلاقة من شأنها أن تعيد لبنان الى الاصطفافات السياسية السابقة، ما يهدد بتفجير الحكومة وعودة الأمور الى المربع الأول من التوتر السياسي، ما قد يؤدي أيضا الى تطيير الانتخابات، وأن أي بحث في هذه العلاقة يجب أن يؤجل الى ما بعد الانتخابات.

لذلك تشير المعلومات الى أن لا تغيير في العلاقة بين الحريري والتيار الوطني الحر، شرط أن لا يكون ذلك على حساب القوات اللبنانية التي قد تتحول الى شريك ثالث في الدوائر المشتركة، وأن ينأى الحريري بأصوات قاعدته الشعبية في الدوائر التي تشهد منافسة حادة بين القوات والتيار وخصوصا في الدائرة الثالثة شمالا (البترون، الكورة، زغرتا وبشري) التي يعتبر فيها الصوت السني بيضة القبان (13 ألف صوت سني أكثر من نصفهم من أنصار المستقبل) حيث إما أن يترك الحريري حرية الاختيار لناخبيه، أو أن يعطي توجيهات بالتصويت للوزير جبران باسيل في البترون، وللقوات اللبنانية في الكورة، ولتيار المردة في زغرتا، كي يكون رئيس الحكومة على مسافة واحدة من الجميع، لكن يرى البعض أن هذا الأمر يبقى مستبعدا، وأن عدم التدخل في هذه الدائرة يبقى الأقرب الى الواقع.

وتقول مصادر سياسية مطلعة: إن لقاء سيعقد خلال اليومين المقبلين بين الوزير جبران باسيل ونادر الحريري للتوافق على شكل اللوائح في الدوائر المشتركة.

Post Author: SafirAlChamal