هل وصلت رسالة المنية الى الحريري.. وكيف سيرد؟… عمر ابراهيم

أيا يكن اسم المرشح الذي سيختاره الرئيس سعد الحريري في المنية للدخول الى لائحة ″المستقبل″ في الدائرة الثانية في الشمال، فان ثمة متغيرات كثيرة سوف تطرأ على المشهد العام في هذه المنطقة المصنفة منذ العام 2005 بأنها معقل ″التيار″ وخط الدفاع الأول عن مواقفه السياسية وقراراته، من دون ان يعني ذلك انها خلعت ″العباءة الزرقاء″، الا انها حكما لم تعد كما كانت في السابق ″غب الطلب″.

منذ بدء الحديث عن الانتخابات النيابية، بدأت المنية تشهد حراكا قل نظيره من قبل بعض المرشحين والعائلات والناشطين وجلهم من المحسوبين سياسيا على ″المستقبل″، تحت شعار ″التغيير″، وهو شعار مقصود به نائب المنية كاظم الخير، الذي تردد ان هناك توجها لاعادة تسميته على لائحة “التيار” لتمثيل المنية، وهو ما لم ينفه او يؤكده بشكل علني اي مسؤول في ″المستقبل″، ما ترك المنطقة مشرعة على كم هائل من التحليلات والاستنتاجات التي لن تنتهي قبل الكشف عن كلمة السر التي سيعلنها الرئيس الحريري ويسمي بموجبها مرشحه، من بين الاسماء التي تدور في فلك تياره، لاسيما ان عددا من المرشحين “المستقبليين” تقدموا بطلبات ترشحهم بناء ″لضوء اخضر″ من بعض المسؤولين في ″التيار″، ما زاد من الارباك وحالة الضياع التي ادخلت بها المنطقة.

صحيح ان معظم التوقعات تشير الى ارتفاع فرص فوز مرشح “المستقبل” في المنية على من سواه من المرشحين المعارضين او المستقلين، وحجزه اولى المقاعد من بين المقاعد الـ 11  ضمن الدائرة التي تضم طرابلس والمنية والضنية، الا ان ذلك ليس كافيا لتكوين انطباع عن حجم الحالة الشعبية لـ”المستقبل”، ومدى تأثرها ببعده عنها سياسيا وانمائيا، وهو ما أفرز حالات كثيرة شكلت حضورا لها على حساب “التيار” ومنها خصمه اللدود رئيس المركز الوطني كمال الخير، فضلا عن تلك التي خرجت من “رحم المستقبل” وبدأت تؤرق زعيمه. 

صحيح ايضا، ان “التيار” ما زال يعتبر القوة الاكبر في المنية، لاعتبارات لها علاقة بطبيعة الصراع المذهبي في لبنان، الا انه ايضا لم يعد يملك السطوة السياسية، حيث كانت قراراته “مُنزلة” على عكس ما هو حاصل اليوم، من اعتراضات على خلفية الترشيحات الانتخابية، وهي انتقلت من المنازل ومواقع التواصل الاجتماعي ووصلت الى الشارع من قبل من يصنفون على انهم من “عظام الرقبة”، ويطالبون الرئيس الحريري بعدم اعادة تسمية النائب الخير، وعلى رأس هؤلاء احمدهاشم الخير الذي يقود معظم تلك التحركات، ومنها اللقاء الشعبي الذي اقامه وقدم خلاله استعراض قوة قبل ساعات من تقديمه لطلب ترشحه رسميا.

ربما يكون النائب الخير الاكثر حظا حتى اللحظة لدخول اللائحة، فهو وفق متابعين يتمتع بحضور وشعبية لا يستهان بهما، لكنه ليس الوحيد الناشط على الساحة المنياوية، التي لو قدر للمعترضين فيها ان يتحدوا خلف مرشح واحد خارج دائرة “المستقبل” لاستطاعوا ان يقلبوا المعادلة، الا انهم ورغم كل ما يقومون به من تحركات رافضة لاعادة تسمية النائب الخير على لائحة “المستقبل” ما زال معظمهم يؤكدون حتى اللحظة، انهم لن يخرجوا عن قرارات الرئيس الحريري، وان ما يقومون به هو “للتعبير عن رأي شريحة من ابناء المنية تطالب بالتغيير”، لكن ذلك لا يعني ان بعضهم قد لا ينخرط في لائحة أخرى او يدعم مرشحا آخرا من باب “النكاية” التي كانت عبرت عن نفسها في انتخابات عام 2010 عندما اعطت المنية اصواتها في الانتخابات الفرعية للمرشح كمال الخير على حساب النائب كاظم الذي نجح باصوات الضنية.

ساعات قليلة تفصل المنية عن الامتحان الاصعب الذي يواجهه “المستقبل”، حيث من المتوقع ان يتقدم كل من النائب الخير والمرشح احمد هاشم الخير بطلبي ترشيحهما رسميا، لينضما الى سائر المرشحين المحسوبين على التيار، الذين كانوا سبقوهما بتقديم طلباتهم، بانتظار كلمة الفصل من الرئيس الحريري ومعرفة كيفية تجاوب المنطقة معها.

Post Author: SafirAlChamal