ماذا قال مطران القدس عطالله حنا للمشاركين في ″لقاء الثلاثاء″؟

تميّز اللقاء التضامني مع فلسطين الذي نظمه “لقاء الثلاثاء” في دارة المناضل الراحل الدكتور عبدالمجيد الرافعي بكلمة لمطران القدس عطالله حنا خصّ فيها القيمين على اللقاء والمشاركين فيه، حيث وتحدث عبر تسجيل صوتي جاء فيه:

الأخوة والأخوات الأعزاء المجتمعين في دارة الدكتور عبد المجيد الرافعي، لكي تتحدثوا عن فلسطين، وما تتعرض له القضية الفلسطينية، يسعدني ويشرفني جدا أن أخاطبكم من رحاب مدينة القدس، إنني أخاطبكم الآن من داخل كنيسة القيامة، التي كانت مغلقة لعدة أيام، أخاطبكم من رحاب مدينتنا المباركة والمقدسة التي نسكن فيها بأجسادنا، ولكنها ساكنة في قلوبنا وفي ضمائرنا وفي حياتنا، أوجه لكل واحد منكم تحية مقدسية فلسطينية عربية من رحاب الاقصى والقيامة، من رحاب مدينة القدس عاصمة فلسطين والتي ستبقى عاصمة روحية ووطنية لشعبنا الفلسطيني رغما عن كل الاجراءات الاحتلالية الغاشمة، ورغما عن الانحياز الأميركي لاسرائيل، حيث أن الرئيس ترامب أعلن قبل عدة أشهر عن القدس بأنها عاصمة لدولة الاحتلال واليوم يأتي لكي يقول لنا بأنه قرر أن ينقل سفارته للقدس.

إن كل هذه الاجراءات هي باطلة، وغير قانونية وغير شرعية لأن مدينة القدس مدينة محتلة وهي مدينة عربية بامتياز، وهي مدينة فلسطينية وعاصمة لنا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين ونحن بدورنا نود أن نؤكد لكم بأننا سنبقى متمسكين بالقدس، ولا توجد هنالك قوة قادرة على إقتلاعنا من هذه المدينة المقدسة التي يراد لنا أن نتحول فيها الى أقلية والى ضيوف.

نحن لسنا أقلية ولسنا ضيوفا في مدينة القدس، فالقدس لأبنائها والقدس لشعبها، وليست للمحتل الغاصب الآتي إلينا من هنا ومن هناك، القدس للفلسطينيين القدس للمسيحيين والفلسطينيين، القدس قبلة لنا جميعا وهي مهوى أفئدة العرب بمسيحييهم ومسلميهم ولذلك فإنني أود أن أقول لكم من رحاب مدينة القدس بأننا كلنا مستهدفون، يُعتدى على الأقصى وعلى المقدسات والأوقاف الاسلامية، ويعتدى على القيامة وعلى الأوقاف والمؤسسات المسيحية، كلنا مستهدفون لأننا متشبثون بمدينتنا ولأننا مدافعون عن قدسنا، لأننا نعشق كل حبة تراب من ثرى هذه البقعة الطاهرة من العالم، وبالرغم من كل  هذا الاضطهاد والظلم والاستبداد الممارس بحقنا من قبل سلطات الاحتلال، فإننا سنبقى متمسكين بثوابتنا، سنبقى متمسكين بالقدس عاصمة لنا، سنبقى متمسكين بحق العودة، وبكافة الثوابت والمبادئ التي ينادي بها شعبنا الفلسطيني، رسالتي أوجهها إليكم من قلب القدس مع محبتي، مع تقديري، مع إحترامي لكل المبادرين ولكل المتحدثين ولكل المشاريكن في “لقاء الثلاثاء” أتمنى لكم لقاء طيبا وأمسية مباركة ولكم محبتي جميعا من رحاب مدينتنا المقدسة.

Post Author: SafirAlChamal