بلبلة إنتخابية في عكار.. وأزمة البعريني تربك المستقبل… نجلة حمود

تعيش الساحة الانتخابية في عكار حالة من الغليان الشعبي على وقع كم هائل من الشائعات بعضها ″مفبرك″ ويندرج في إطار ″البلبلة″ الانتخابية، وبعضها الآخر مبرمج بهدف جس النبض والوقوف على ردات فعل الشارع والتي يتخوف البعض من أن تأتي بعكس ما هو متوقع بعدما باتت الاعتراضات شبه علنية من قبل عدد من كوادر المستقبل، الذين يضعون ″فيتو″ على بعض الأسماء المطروحة للانضمام الى لائحة المستقبل وهي من الشخصيات المحسوبة فعليا على قوى الثامن من آذار.

وقد أثارت الصورة التي قام وليد البعريني نجل رئيس التجمع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني بنشرها على صفته على الفايسبوك برفقة الرئيس الحريري بلبلة كبيرة، اذ اعتبرها البعض رسالة واضحة على نجاح التفاوض بين الطرفين. ما معناه أن وليد ماض في ترشحه ضد والده الذي يعمل مع حلفائه على تشكيل لائحة قوى الثامن من آذار.

كل ما يحصل في محافظة عكار لا يمكن فصله عن حجم المشكلة القائمة والمتمثلة بوجود أعداد كبيرة من المرشحين السنة الموعودين بدخول لائحة تيار المستقبل، وهو ما تجلى في منطقة وادي خالد التي تضم ما يقارب الـ 19 ألف ناخب، حيث هدد عدد من المناصرين بمقاطعة الانتخابات بحال لم يتبن تيار المستقبل ترشيح عضو مكتب منسقية عكار الدكتور مصطفى علي وذلك كرد فعل على ترشيح محمد سليمان (أبو عبداالله).

ويؤكد المعترضون أن سليمان لا ينتمي للعشائر العربية التي ينحدر منها أبناء وادي خالد (العتيق والغنام) لافتين الانتباه الى أنه سوري الجنسية وقد حصل على الجنسية اللبنانية وفق مرسوم التجنيس الذي صدر في العام 1994. مع الاشارة الى وجود أسماء أخرى منافسة من وادي خالد، أمثال النائب السابق محمد يحي ورجل الأعمال خالد البدوي الذي حسم موقفه بالترشح على لائحة الثامن من آذار، في حين فضل النائب السابق جمال إسماعيل دعم إبن شقيقته المرشح محمد عبدالله.

ما أثير إستدعى ردا من قبل الدكتور العلي حيث أكد في بيان له ″أننا جزء من تنظيم تيار المستقبل وملتزمين بقرارات التيار المتمثلة بخيارات الرئيس سعد الحريري، ولن نحيد عن هذا الخط الذي التزمنا به منذ عقود”، لافتا الى أن “ترشحنا الى الانتخابات النيابية المقبلة أتى انسجاما لرغبة أهلنا في وادي خالد وفي اطار مطالبة شعبية واسعة، كما نؤكد أنها حصلت قبل اعلان الرئيس سعد الحريري لمرشحيه في عكار والتي نأمل أن تشملنا لنشارك في تمثيل وادي خالد وعكار وتيار المستقبل خير تمثيل في المجلس النيابي ولن نكون مرشحين بتاتا في أي لائحة خارج لائحة تيار المستقبل″.

وأضاف: ″لن نسمح بمحاولة استغلال ترشحنا لضرب نهجه  الذي لطالما ناضلنا من اجله، سيما في ظل هذه الظروف الدقيقة والصعبة التي يحاول الكثيرون من خلالها اضعاف الرئيس الحريري ودوره الوطني.″

كل ذلك يؤشر الى أن “تدبير” شؤون لائحة المستقبل في عكار سيترك الكثير من الندوب ضمن البيت الواحد بسبب استبعاد عدد من الأسماء الوازنة التي كانت تفترض أنها ظروفا موضوعية جيدة للانضمام الى اللائحة .

وتفيد مصادر متابعة الى أن همسة حريرية في أذن كل من عضو المكتب السياسي طارق طلال المرعبي، ورجل الأعمال محمد سليمان أوعزت اليهما بتقديم طلبات الترشيح رسميا، أما تأخير ترشيح وليد البعريني فمرتبط بسعي الأخير لحل مشاكله المالية وتحديدا مذكرة التوقيف الصادرة بحقه. لافتة الى “ان التنسيق يتم بجدية بين المستقبل والبعريني وذلك بعد أن تم صرف النظر كليا عن النائب السابق خالد زهرمان، وبالرغم من أزمة وليد البعريني المالية والتي أدت الى اصدار مذكرة توقيف بحقه، الا أن حسابات المستقبل المرتبطة بمعايير اختيار المرشحين في ظل النظام النسبي القائم على الصوت التفضيلي تختلف عن الدورات الانتخابية السابقة والتي كانت تعتمد على تأثير الحريري الشخصي وقدرته التجييرية للائحة بمعزل عن أسماء المرشحين”.

وتضيف المصادر: “ان حسم الخيارات في دائرة عكار قريب جدا، ومرتبط بعودة الحريري وسقفه يوم الثلاثاء المقبل موعد إغلاق باب الترشيحات، لذلك سيكون على البعريني تسوية أموره المالية خلال اليومين القادمين، مؤكدة أن تقديم طلبات الترشيح لا تعني فعليا حسم الأمور بل إن هناك الكثير من الخيارات أمام الرئيس الحريري”.

Post Author: SafirAlChamal