هل ستنقذ السعودية القوات من أزمتها؟… مرسال الترس

كثيرة هي التحليلات والاستنتاجات التي أعقبت زيارة الموفد الملكي السعودي الى بيروت نزار العلولا، وما رافقها من توجيه رسائل بالجملة وفي أكثر من إتجاه.

اللافت أن الزيارة جاءت في أعقاب أصوات مرتفعة من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يشكو فيها ابتعاد الآخرين عنه (وكأنه لا يدرك الاسباب!)، على هامش الانتخابات النيابية وفق القانون النسبي الذي أصاب معظم الافرقاء في لبنان بهستيريا عدم التوازن.

وأكثر ما لفت المراقبين أن جعجع قد أتهم الجميع بدون استثناء بالسعي لاقصاء حزبه سياسياً وانتخابياً، الامر الذي ذكّر المراقبين بما سمي بمقولة “حرب الالغاء” قبل نحو ثلاثة عقود والتي اطلقتها ميليشيا القوات آنذاك في وجه الجيش اللبناني، وراحت تتباكى بانها هي المظلومة في حين كشفت الايام أن تلك الفترة قد صاحبها أكثر من عملية تواطؤ.

خلال الايام العشرة الماضية أطل جعجع عدة مرات عبر الشاشات ليتمحور حديثه حول “العزل والالغاء”، مما ترك سلسلة من علامات الاستفهام لدى المراقبين حول الامور التي  كان يخشاها مع حزبه، ولاسيما نتائج الانتخابات النيابية:

وأبرز ما جاء من عبارات على لسان جعجع في أحدث مواقفه ومن معراب بالذات: “علينا ربح الإنتخابات لإفشال كل محاولات العزل والإستفراد والإضطهاد والملاحقة التي تخاض ضدنا”. “هناك من يحاول عزلنا واستفرادنا واضطهادنا وملاحقتنا ولم أستطع فهم ما هي القوة القادرة التي تمكنت من جمعهم مع بعضهم البعض ضدنا”. “هم يتجمعون ضد القوات إلا أنه في نهاية المطاف لن يصح إلا الصحيح لا سيما أن الكسروانيين سيكونون الحكم في الإنتخابات وسيقترعون لصالح القوات”.

هذا بعض ما جاء على لسان جعجع، فما هي سلسلة الاسئلة على ألسنة المراقبين:

هل صيغة الجمع التي تحدث بها تشمل تيار المستقبل، أم انها موجهة فقط الى التيار الوطني الحر وقوى الرابع عشر من آذار؟

يتساءل عن القوة التي جمعتهم ضد القوات، من دون أن يتذكر المواقف والتصرفات العدائية التي اعتمدتها القوات منذ نشؤها في منتصف السبعينات ضد كل من ينافسها ابتداء من حزب الكتائب وصولاً الى مختلف القوى المسيحية الاخرى!

تحدث جعجع في اكثر من مناسبة عن “الاضطهاد والملاحقة”، فهل يتعرض افراد حزب القوات اللبنانية لملاحقات واضطهادات سرية لا تظهر للرأي العام، وفي أية منطقة؟ في حين أنه دأب على التحدث من مواقع قوة منذ خروجه من السجن، فهل لفحته موجة معينة من الاحباط، بعد تفريغ تفاهم معراب من مضمونه، وابتعدت عنه صفة “الابن المدلل” للعهد!

الواضح أن ما قصده جعجع هو لفت نظر “جهات محددة” من أجل التدخل لمد يد العون لحزبه كي يستطيع تمرير القطوع الانتخابي، خوفاً من أن ينكشف ويظهر باحجام أقل من التي كسبها عندما كان ملتصقاً بتيار المستقبل منذ العام 2005.

فبعد عشر دقائق أمضاها العلولا في قصر بعبدا مقابل ثلاث ساعات في معراب، ينتظر الجميع وابرزهم حزب القوات اللبنانية، كيف سيتصرف الرئيس سعد الحريري بعد عودته من السعودية، وماذا سيحمل في جعبته من معطيات قد ترفد القوات اللبنانية بجرعات من اوكسجين الدعم على الساحة المسيحية؟     

Post Author: SafirAlChamal