العزم يلتزم الصمت حيال الاكتشافات.. والعطار يعود بعد شهرين… عمر ابراهيم

work at

انتقلت جمعية العزم والسعادة الى المراحل النهائية من الاعمال الجارية على قدم وساق في مسجد العطار الاثري، والمفترض ان تنقل طرابلس الى مرحلة جديدة تفتح الطريق امام اهل العلم والاختصاص، والمعنيين في الدولة للدخول الى عمق المتحف الحي الذي تجسده المدينة المملوكية الثانية في العالم بعد القاهرة، والتي ما تزال معظم اثارها وكنوزها مهملة، ومعطل دورها السياحي والاقتصادي بفعل الحرمان والاهمال.

عامان من العمل المتواصل على يد اخصائيين وفنيين وخبراء وجيش من العاملين يعملون  وكأنهم في سباق مع الزمن للوصول الى خاتمة من شأنها أن تضيء على آثار مدينتهم وعلى ما تم اخفاءه وتجاهله بقصد او غير قصد، وأن تفتح الطريق امام مرحلة جديدة قد تشهد خلالها طرابلس نهضة ثقافية وسياحية بفعل المشاريع التي نفذت بدءا من  سوق القمح في التبانة، وصولا الى  السوق العريض القريب من مسجد العطار والذي وصلت الاعمال فيه الى مراحل متقدمة لاسيما مع بدء أعمال  تأهيل باب السراي العتيقة الذي يعود للعهد العثماني، وما بينهم من مشاريع ترميم لمساجد وحمامات ومبان اثرية.

بسرية تامة وحرص شديد ، تستمر جمعية العزم والسعادة في اعمالها، بمواكبة من مديرية الاثار ودائرة الاوقاف في طرابلس، وبايعاز مباشر من الرئيس نجيب ميقاتي، حيث لا مكان هنا للخطأ او التهاون او التقصير، لا سيما ان امكانيات كبيرة وضعت وامال اكبر منها علقت على تلك المشاريع التي انتهى قسم منها واخرى تنتظر ومنها على سبيل المثال مسجد العطار الذي من المتوقع ان يفتتح بعد شهرين في حال سارت الامور على ما يرام.

اكتشافات كثيرة اظهرتها اعمال الترميم في المسجد، وهي ما تزال طي الكتمان، لكن المؤكد وفق المعنيين،  انها ستوثق حقبات تاريخية مرت على هذا المسجد في عصور سابقة، وتؤكد اهميته، وهو ما دفع المعنيين وعلى راسهم الرئيس ميقاتي منذ البداية الى اتخاذ قرار باعادة تأهيل وترميم المسجد الى جانب ما يتطلبه محيطه، ولاحقا من خلال تشديده على كل المسؤولين عن الاعمال على ضرورة تقديم كل ما يلزم في سبيل اعادة المسجد منارة دينية وأثرية والحفاظ على كل ما تم اكتشافه من آثار جديدة، والسعي الى اظهار معالمها وترميمها في حال تطلب ذلك، خصوصا ان مسجد العطار يعتبر من أجمل مساجد طرابلس القديمة، الذي يعود تاريخ بناءه الى نحو 700 عام، قبل الاكتشافات التي قد تكشف عن تاريخ البناء الحقيقي.

عمليات الترميم بدأت منذ فترة، وكشفت النقاب عما يختزنه المسجد، من معالم اثرية كانت مدفونة تحت التراب، وهي تشكل كنوزا لفتت الانظار وحركت مديرية الاثار تجاه المسجد الواقع داخل اسواق طرابلس القديمة لجهة خان المصريين، كما حركت المهتمين بالامور الاثرية من لبنان وخارجه الذين بدأوا وقبل انتهاء الاعمال في تنظيم زيارات الى المسجد والاطلاع على ما يتم انجازه وابداء اعجابهم بهذه الاعمال وبالحرص على العناية بالاثار.

وكانت جمعية العزم وفي اطار خطتها الهادفة الى تاهيل المعالم الاثرية الرئيسية في المدينة لاعادتها الى سابق عهدها، قد أخذت على عاتقها تاهيل المسجد بسبب ما كان يتهدده من مخاطر نتيجة تسرب المياه الى باطن الارض وحصول بعض التشققات والتصدعات في جدرانه، وفق ما اوضح المهندس المعماري(ماجستير ترميم) حازم عيش، الذي قال لـ”سفير الشمال”، لقد بدأنا مرحلة التشطيبات، والمتوقع ان تنتهي الاعمال فيها خلال شهرين، وحينها سيتم افتتاح المسجد بوظيفته الاصلية الدينية، وبحلة جديدة تحافظ على المكتشفات الاثرية التي سيعلن عنها في وقتها”.

واضاف: “المكشتفات الاثرية سيتم اجراء نشرة علمية عند اتمام الفحوصات وصدور نتائج التحاليل المخبرية، وعندها يمكن تحديد الحقبات التي وجدت في المسجد، لا سيما ان اعمال الترميم شملت محيط المسجد وتضمنت تاهيل البنى التحتية وشبكة الكهرباء وترميم مبان اثرية كانت آيلة بالسقوط”.

Post Author: SafirAlChamal