ترشّح جهاد يوسف يربك حسابات المستقبل في الضنّية… عبد الكافي الصمد

شكّل ترشّح جهاد يوسف، إبن بلدة قرصيتا في أعالي جرود الضنية، على لائحة تيار العزم، عن أحد مقعدي الضنية إلى جانب حليفه محمد الفاضل، مفاجأة غير سارة أبداً لتيار المستقبل، وأسهمت في إرباكه وخلط أوراقه.

ويعود إستياء التيار الأزرق في الضنّية من ترشّح يوسف، إلى أمرين: الأول أنه ينتمي إلى البلدة ذاتها التي ينتمي إليها منسق تيار المستقبل في الضنية نظيم الحايك، ما أحدث “إنقلاباً” في البلدة التي كانت تعتبر حتى الأمس القريب “قلعة زرقاء” حصينة، لا يمكن لأي كان أن يدخلها، أو أن يغيّر المعادلة فيها، إلى أن جاء ترشّح يوسف ليقلب الأمور فيها رأساً على عقب.

منذ فوز إبن بلدة السفيرة النائب السابق أسعد هرموش في إنتخابات عام 1992، وهي سابقة كسرت معادلة توزّع المقعدين النيابيين في الضنّية بين سير وبخعون، أكبر بلدتين في المنطقة، لم تتمكن المنطقة الجردية من تقديم مرشح يملك حظوظاً في النجاح، ولو بنسبة معقولة، بعد محاولات عديدة بذلت في خلال دورتي 2005 و2009 لتبني تيار المستقبل مرشحاً من بلدات وقرى الجرد، لكن لم يكتب لها النجاح.

في الآونة الأخيرة، إرتفعت على نحو لافت أصوات تطالب تيار المستقبل تحديداً بالتغيير وبكسر القاعدة، وتبني مرشحاً من الجرد، كون النائبين الحاليين أحمد فتفت وقاسم عبد العزيز ينتميان إلى بلدتي سير وبخعون على التوالي، كما طرحت في هذا المجال أسماء كثيرة لهذه الغاية، كان أبرزها نظيم الحايك من بلدة قرصيتا، ونزيه سعادة من بلدة كفربنين.

لكن هذه الدعوات لا يبدو أنها لقيت آذاناً صاغية لدى أصحاب القرار في بيت الوسط، إذ تحدثت آخر المعلومات قبل سفر الرئيس سعد الحريري إلى السعودية وعشية توجهه لإعلان أسماء مرشحيه في الدوائر الإنتخابية، عن أن القيادة الزرقاء أبقت على عبد العزيز واستبدلت فتفت بنجله سامي، وأن التغيير المطلوب توقف عند هذا الحدّ.

هذا التوجه المستقبلي أثار حنقاً كبيراً في منطقة جرد الضنية على التيار الأزرق، لأنه جاء بعد أيام قليلة من إقدام الحكومة على تعيين الدكتور علي الصمد مديراً عاماً لوزراة الثقافة وخالد عبيد مديراً عاماً لمؤسسة مياه لبنان الشمالي، وكلاهما من بلدة بخعون، ما جعل ردّ الفعل في الجرد مضاعفاً، لأن تيار المستقبل تجاهل الجرد نهائياً سواء في التعيينات أو في تسمية مرشحاً منه على لوائحه الإنتخابية، خصوصاً أن أهالي الجرد كانوا يأملون أن يردّ تيّار المستقبل الجميل لهم، بعدما صوّت قرابة 70 % من الناخبين في بلدات وقرى الجرد في انتخابات عام 2009 لمصلحة اللائحة الزرقاء.

أما السبب الثاني لاستياء المستقبل من ترشّح يوسف، فهو أنه بترشحه، والترشح المحتمل لهرموش، قد فتح الباب أمام ترشّح آخرين من الجرد، وبذلك فإنه لن يعود بإمكان تيار المستقبل تجاهل هذه الحقيقة، كما أن الأصوات التي سينالها يوسف ستكون بأغلبها من صحن تيار المستقبل تحديداً، يضاف إليها الأصوات التي سيأكلها مرشح الوزير السابق أشرف ريفي من الصحن الأزرق نفسه، إضافة إلى مرشحين موعودين بالترشّح على لائحة تيار المستقبل.

يأتي كل ذلك وسط تراجع واضح في حضور وشعبية تيار المستقبل في الضنية منذ إنتخابات 2009 وحتى الآن، والحضور القوي للنائب السابق جهاد الصمد الذي بات رقماً صعباً في الضنية لا يمكن تجاوزه، ما سيجعل إستحقاق 6 أيار أيار المقبل من أصعب الإستحقاقات التي يواجهها التيار الأزرق منذ أكثر من 12 عاماً، ويشكل تهديداً حقيقياً لوجوده ونفوذه لم يواجهه من قبل.

Post Author: SafirAlChamal