المنية: نار تحت الرماد، ومن يتحمل نتائج ورقة الشارع؟… عمر ابراهيم

تحتدم المنافسة في المنية بين المرشحين الطامحين لدخول لائحة تيار المستقبل، وسط حالة ضياع وإرباك يعيشها ″التيار″ عشية وضع اللمسات الأخيرة على لائحته في دائرة طرابلس والمنية والضنية، بعدما صارت أسماء المرشحين العشرة فيها معروفة، بإستثناء الاسم رقم 11 عن مقعد المنية، والذي بات يشكل عبئا على ″المسقبل″ وخطرا على شعبيته بسبب المواقف الارتجالية والمصالح الشخصية لبعض قياداته.

كل الإحتمالات مفتوحة في المنية بين العودة الى تسمية النائب كاظم الخير، وبين تسمية إسم اخر، ولا يبدو ان هناك من يملك أدنى معلومة عن الاسم الذي سيختاره الرئيس سعد الحريري، رغم الكم الهائل من الشائعات التي يحاول البعض ترويجها على أنها معلومات، وتضاعف من حجم الإحتقان السائد بين مناصري ″المستقبل″ المنقسمين على أنفسهم بين النائب الخير والفريق الذي يمثله المعترضون، وعلى رأسهم احمد هاشم الخير ومن يشاطره فكرة ″التغيير″ من مرشحين وأهالي.

 الحرب المستعرة في المنية باتت كل الأسلحة مشروعة في السباق القائم بين المرشحين لدخول لائحة المستقبل، وربما تشهد الساعات والايام المقبلة مزيدا من الضغوط التي قد تمارس من هذا الفريق او ذاك، للتأثير على قرار الرئيس الحريري، الذي ربما شكل غيابه عن الساحة وعدم تواصله مباشرة مع معظم المرشحين المحسوبين عليه سياسيا المزيد من الارباك، وشرع باب الاجتهادات والتضليل الذي يمارسه بعض المقربين منه، بعدما اغدقوا بوعودهم العديد من المرشحين ودفعوهم الى تقديم طلبات الترشح على انهم هم من وقع عليهم الاختيار.

يمكن القول ان الوعود التي تلقاها المرشحون في المنية ودعاة التغيير قلبت السحر على الساحر، ووضعت من اطلقها في موقف لا يُحسد عليه، وقد يصعّب من مهمة الحريري في اعادة ضبط صفوف مناصريه من المرشحين الذين قد يشكل انسحابهم احراجا لهم وسط عائلاتهم وبين مؤيديهم، من دون أن يبعد ذلك فرضية أن يكون ما حصل جاء بناء لاستراتيجية اعتمدها من اطلق الوعود، وتقوم على شرذمة المنطقة بين تكتلات عائلية ليسهل عليه اختيار الاسم المناسب وتمريره بعد ضرب الكتل الكبيرة بعضها ببعض.

 حتى اللحظة اقتصر عدد المرشحين على خمسة منهم ثلاثة من عائلة علم الدين، في حين يستعد النائب كاظم الخير لتقديم طلب ترشيحه يوم الاثنين المقبل، وهو الذي كان تريث طوال هذه الفترة، لاعتبارات عدة منها لقاء الرئيس سعد الحريري الذي لم يحصل بسبب سفر الاخير، لكن لم يعرف ما إذا كان تم الاستعاضة عنه باتصال هاتفي، خصوصا وان الخير عاد الى منزله في المنية وبدأ استقبال الوفود الشعبية.

في المقابل يستعد المرشح احمد الخير لتقديم طلب ترشيحه يوم الاثنين ايضا، بعد اللقاء الشعبي الذي يحضر له في المنية والمفترض أن يقام يوم الأحد، والذي يأتي مواصلة لتحركات يقودها منذ فترة، واخرها اليوم على اوتوستراد المنية.

وترى مصادر ان ما يحصل في المنية يتحمل مسؤوليته بعض المعنيين في المستقبل، وان انفلات الامور على هذا النحو من دون الاسراع في معالجتها، سيكون لها تداعيات سلبية في السياسة والشارع الذي لا يمكن لاحد التكهن بخطورة هكذا وضع على العلاقة بين ابناء العائلات، جراء اللعب بالنار في منطقة تحكمها التوازنات العائلية والعشائرية.  

Post Author: SafirAlChamal