إنتخابات طرابلس: لائحة ″العزم″ تشدّ العصب.. والصفدي يعلن قراره غدا… غسان ريفي

تزداد صورة الفرز السياسي والانتخابي وضوحا في دائرة الشمال الثانية (طرابلس، الضنية والمنية) مع قيام كل تيار سياسي بتشكيل لائحته الخاصة، خصوصا بعدما أعلن الرئيس نجيب ميقاتي أنه يضع اللمسات الأخيرة على ″لائحة العزم″، وإنطلاق الوزير السابق فيصل كرامي في تشكيل لائحته الى جانب النائب السابق جهاد الصمد، لكن ثمة إعادة خلط أوراق على صعيد أسماء المرشحين على بعض اللوائح السياسية منها والمدنية، في وقت تتجه فيه الأنظار الى المؤتمر الصحافي الذي سيعقده النائب محمد الصفدي يوم غد الخميس لتحديد موقفه النهائي من الانتخابات النيابية المقبلة.

بدا واضحا أن قرار الرئيس ميقاتي بتشكيل لائحته الانتخابية الخاصة ومن دون تحالفات سياسية، لأول مرة منذ دخوله المعترك السياسي، قد أعطى أنصاره دفعا قويا وحماسة منقطعة النظير لخوض هذا الاستحقاق، في ظل تنامي العصب الشعبي الطرابلسي حول ميقاتي الذي أكد ″أننا نريد كتلة نيابية شمالية طرابلسية المنشأ والمصدر والهوى″.

ومن هذا المنطلق فإن ″لائحة العزم″ ستضم شخصيات مقربة من ميقاتي وتدور في فلك “العزم”، لاسيما الدكتور خلدون الشريف الذي بات من الطبيعي أن يتخلى عن عزوفه عن الترشيح، وأن ينضم الى اللائحة تمهيدا للعب دور سياسي متقدم في المرحلة المقبلة الى جانب الرئيس ميقاتي، إضافة الى سائر أعضاء اللائحة وهم جميعهم من نسيج دائرة طرابلس، الضنية والمنية، ويشبهون أهلها التواقين الى إستعادة القرار السياسي لهذه المنطقة.

في المقابل يجسد الوزير السابق فيصل كرامي الزعامة الكرامية وأمانة والده الراحل الرئيس عمر كرامي بتشكيله لائحة إنتخابية مع حلفائه وبعض الشخصيات المستقلة، حيث يُجرى إتصالات مكثفة لانجاز مهمته، ومن المفترض أن تضم لائحته حتى الآن عن المقاعد السنية في طرابلس: فيصل كرامي، الحاج طه ناجي (جمعية المشاريع)، الدكتور صفوح يكن (مستقل) المحامي عبدالناصر المصري (إتحاد الشباب الوطني) إضافة الى إسم خامس ما تزال الاتصالات جارية بشأنه، وعن المقعد الأرثوذكسي رفلي دياب (تيار المرده) وعن المقعد العلوي النائب السابق عبدالرحمن عبدالرحمن أو محمد الطرابلسي، فيما يتردد إسم الدكتور كلود رزق عن المقعد الماروني.

أما في الضنية فتشير المعلومات الى أن النائب السابق جهاد الصمد لا يريد مرشحا آخر الى جانبه بهدف حصر كل الأصوات التي يمكن أن تصب الى اللائحة لمصلحته تفضيليا، إلا في حال كان هناك تحالف مع شخصية سياسية لا تستطيع أن تشارك الصمد في صحنه الانتخابي، كالجماعة الاسلامية على سبيل المثال، في حين أن مقعد المنية ما يزال يتأرجح بين رئيس المركز الوطني كمال الخير وبين العقيد المتقاعد عادل زريقة.

وفي الوقت الذي يستمر فيه اللواء أشرف ريفي في إجراء مشاوراته لاكمال عقد لائحته بمرشح أرثوذكسي في طرابلس وآخر من المنية، ينتظر نواب وقيادات تيار المستقبل نتائج زيارة الرئيس سعد الحريري الى السعودية، وإنعكاسها على حركته الانتخابية وتحالفاته التي قد تؤثر إيجابا أو سلبا على بعض الطامحين، خصوصا إذا ما عاد رئيس الحكومة بأجندة سعودية تحدد له مسار تحالفاته.

في غضون ذلك، تتهم قيادات في المجتمع المدني بيت الوسط بشق صفهم من خلال إعطاء الوعود لعدد من المرشحين بأنهم سيكونوا على اللائحة الزرقاء، وذلك بهدف تفريغ بعض اللوائح من مرشحيها الأساسيين أو إبعادهم عنها، وكان آخر فصول هذا المسلسل، ما تردد أمس عن إنضمام نقيب المعلمين السابق نعمة محفوض الى لائحة تيار المستقبل عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس وأن بيت الوسط تولى تقديم ترشيحه، الأمر الذي أثار حفيطة مجموعة الشباب المستقلين الذين كانوا يعتبرون محفوض بمثابة رأس حربة للائحتهم، خصوصا أنه على خصومة سياسية مع المستقبل، إلا أن محفوض وفي إتصال مع “سفير الشمال” أكد أنه “لم يتقدم حتى الآن بطلب ترشيحه، ولم يتخذ قراره بالانضمام الى أي لائحة، داعيا الى توخي الحذر من الشائعات التي تطلق من هنا وهناك، ما يشير الى أن لا تبديل في المقعد الأرثوذكسي على لائحة المستقبل الذي من المفترض أن يكون من نصيب رئيس جمعية إنماء طرابلس والميناء أنطوان حبيب الذي تربطه علاقة أكثر من جيدة مع تيار المستقبل ومع التيار الوطني الحر.

الى ذلك، يشكل المؤتمر الصحافي الذي سيعقده النائب محمد الصفدي يوم غد الخميس، مفصلا هاما في الحركة الانتخابية في الدائرة الثانية، وسيكون له تداعيات قد تعيد خلط الأوراق، سواء كان قراره الترشح، أو العزوف، أو تشغيل ماكينته لمصلحة حلفائه، أو عدم الاهتمام بهذه الانتخابات وتركها لمن يهمه الأمر.

Post Author: SafirAlChamal