الكورة: من يمول ترميم مطاحن وجسور المجدل الاثرية؟… فاديا دعبول

ما إن أطلقت رئيسة بلدية المجدل الزكزوك ووطى فارس نجات الزغبي مشروع ″درب الطاحون″ للسياحة البيئية، على ضفاف نهر الجوز، حتى كشفت النقاب عن ″مطحنة الحمّام″، التي طالما سمعت باسمها وهي طفلة من دون معرفة معناها الذي يعود لارتياد إحدى ملكات قلعة الحصن، المكان للاستحمام، وهو لا يزال قائما وشاهدا على التاريخ الى جانب المطاحن والجسور المنتشرة في المكان والتي تحتاج الى تمويل لترميمها.

كان هدف الزغبي، بعد انجازها الكثير من المشاريع الانمائية في البلدة، وتوسيع اتحاد بلديات الكورة لطرقها الرئيسية، جذب السياح اليها والتعرف عليها، فتوجهت الى نهر الجوز العابر في البلدة، بما يشكله من مصدر خير، إضافة الى المناظر الطبيعية والمواقع الاثرية والتراثية المحيطة به. لاسيما أنه تم تصنيفه تراثيا منذ العام 1998 لما يحتويه من مطاحن قديمة، وجسور هندسية كانت تستعملها القوافل للانتقال من أعلى الجرود ووسط البترون والكورة وجبيل الى البترون وطرابلس، حيث كانت الأسواق والمحاكم والدوائر الرسمية.

تجاه ما رأته عينا رئيسة البلدية الزغبي من تعديات على مجرى النهر، من نفايات وردميات وحيوانات نافقة، طالبت، مع بعض رؤساء البلديات المجاورة له، منهم رئيس بلدية كفتون نخلة فارس، رئيس بلدية كفرحلدا الدكتور اديب موسى، ورئيس بلدية بقسميا شربل طنوس، وزارة الطاقة والمياه بتنظيف المجرى. لاسيما انه عابر لدير ماريوحنا مارون وكنيسة مريم المجدلية ودير الزكزوك ودير مارسركيس وباخوس ودير سيدة كفتون وكنيسة مارسمعان بقسميا.

وطالبت الزغبي ايضا بترميم المطاحن والجسور الحجرية الموجودة على النهر، والتي تعود الى عصر الكنعانيين والفنيقيين. بهدف تحقيق مشروعها السياحي للمنطقة. بما يشمله من” تحديد المسارات الدينية والبيئية والتاريخية والتراثية. واتاحة المجال امام الزائر التمتع بسحر المنطقة وجمالها. وخلق فرص عمل للمجتمع المحلي والمحافظة على التراث والبيئة”.

وفي 24 كانون الثاني 2018 استلمت الزغبي كتابا من مدير عام الاثار سركيس الخوري بتحديدطرق العمل الواجب اعتمادها لترميم بعض المطاحن والجسور الاثرية على نهر الجوز. وراى من الاهمية المحافظة على الدرب التاريخية، الموجودة حاليا، والتي تصل الى الجسر الاثري قرب طاحونة الحمام، وعدم استكمال اعمال انشاء الطريق التي تنوي شقها. وتحضير ملف ترميم الطاحونة، مع الاخذ بعين الاعتبار ضرورة استعمال المواد التقليدية في الترميم، لعدم احداث اضرار في البناء، وللحفاظ على طابعه التراثي.

وفي الوقت الذي باشرت فيه الزغبي فتح الطريق الى النهر بواسطة اليات لوعورة المكان، تنفيذا لمشروع السير على الاقدام، جال المدير العام للاثار في المكان وتكشف له ان طريق الرجل عند الدرج هي من الاثار التابعة للمطحنة الاثرية، والتي تحتاج الى تمويل لترميمها وهو ما تبحث عنه الزغبي لدى جهات مختلفة لاسيما ان الوزارة عرضت تأمين الفنيين بهدف المساعدة.  

وتشير الزغبي الى ان رئيس إتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم سيساهم في تنفيذ طريق السير على الاقدام، في حين تعمل البلدية على تنظيف جوانب النهر، مناشدة في هذا السياق شركة الترابة الوطنية هولسيم، ترميم منشآتهم الخاصة المحاذية للنهر، بطول 8 كلم، وفتح طريق للمشاة على النهر، وكذلك الحال مع محطة كفتون لتوليد الطاقة الكهربائية.

وتتطلع الزغبي بايجابية الى نتائج محادثاتها في مؤتمر إيطاليا حول مشروع نهر الجوز السياحي. مع سعيها الدائم لتامين تمويل له. جراء ضعف ايرادات البلدية.

Post Author: SafirAlChamal