من ينقذ ساحة ″مرج الزهور″ من حفريات الشركة المتعهدة؟… روعة الرفاعي

تعيش البلاد على وقع التحركات الاحتجاجية والاعتصامات سواء على صعيد الموظفين أو العمال أو الأساتذة أو الطلاب، وحتى المواطن لم يسلم من هذه الوقفات بعدما نفذ صبره وطال انتظاره على حفريات يقال عنها ″مشاريع انمائية″ خصوصا في مدينة طرابلس، حيث لم  تحمل الا الخراب والويلات على أبناء المدينة والمارة والتجار، ومنها حفريات ساحة ″مرج الزهور″ في منطقة أبي سمراء، والتي سبق لـ″سفير الشمال″ أن تناول قضيتها تحت عنوان: ″مرج الزهور متى ينتهي مسلسل ″اختراع ″الحفريات؟″ وذلك بعدما بات واضحاً للجميع الهدر الحاصل في هذا المشروع المستمر منذ أكثر من سنة ضمن مساحة ضيقة، كان الأجدر بالشركة المتعهدة انهاءها بساعات أو أيام، الا ان أخطاء وسوء ادارة تترافق والأعمال مما يضطر الشركة المتعهدة الى اعادة فتح ″الحفرية″ نفسها لأكثر من عشر مرات كما يفيد أبناء وتجار المنطقة الذين قرروا أخيراً الانتفاضة على واقعهم المرير بعدما بلغت خسائرهم التجارية أرقاماً خيالية لم يعد بالامكان تعويضها.

من أجل التعبير عن الرأي والاستياء فقط لا غير، نفذ التجار وقفة احتجاجية في الساحة، وهم على يقين تام بأن شيئاً لم يتغير وأن أحداً لن يلتفت لشكواهم، كون المعنيين يؤكدون على ان طرابلس تحتاج لمشاريع انمائية للنهوض بها، والمواطن اذا أبدى اعتراضاً فانما يبدو كمن يقف في وجه تقدم المدينة؟.

وقفتهم الاحتجاجية دفعت المكلفين بمتابعة أعمال الحفريات بل وحتى العمال الى ترك المكان ربما خوفاً من الاصطدام مع المواطنين، الا ان أحد التجار أكد أن الحفريات استنفدت كل امكاناتنا على التحمل وقال:لو أنهم كانوا يبحثون عن كنز لكانوا وجدوه، وان كانوا ينقبون عن النفط لخرج من باطن الأرض بعدما تم حفر الأرض بكاملها!، ماذا يريدون من المنطقة؟. ومن هي الجهة المخولة بمراقبتهم؟، ان كانت بلدية طرابلس فنحن كأصحاب مكان لم نشهد يوماً أي وجود لرئيس البلدية أو الأعضاء أو حتى مهندس يشرف على حسن سير العمل”.

ولفت محمد المير صاحب محل حلاقة الى ان إيجار محله 700 دولار ومنذ سنوات والمنطقة تشكو من انقطاع متواصل بسبب الحفريات، الغالبية العظمى من الزبائن تحولت الى مكان آخر فمن يعوض علينا؟.

أما منال فتقول: لم يعد بمقدور أي زبون الوقوف أمام محلي، فالحفرية كبيرة جداً ونحن لا نعرف موعداً محدداً للانتهاء منها، ولو كنا نجد أحداً من المعنيين لتوجهنا اليه طالبين انقاذنا من هذه المعضلة التي انعكست سلباً على أرزاقنا.

المواطن عماد العبدالله صاحب محل حلويات قال:أتينا من الخارج بهدف العيش في بلدنا، ودفعنا الغالي والنفيس في سبيل محلاتنا والتي ترزح اليوم تحت نير الحفريات التي لا نعرف شيئاً عنها، نحن ندفع كل الفواتير ورسوم البلدية والتي في المقابل لا تؤمن لنا أبسط حقوقنا، بالأمس قاموا بقلع كل أشجار المستديرة فمن هو المسؤول عن معاقبة الشركة المتعهدة؟، انها جريمة بحق البيئة والمنطقة.

وقال نائب رئيس بلدية طرابلس المهندس خالد الولي لـسفير الشمال: المتعهد هو المسؤول عن التأخير، والذي يأتي بسبب قلة اليد العاملة والموارد وهذا ما نلمسه كلما لجأنا لمتابعة الأعمال، اضافة الى التأخير في الحصول على الموافقات للمواد المستعملة في المشروع مما يساهم في الانعكاس سلباً عليه، وفي وقت من الأوقات تم تمديد عدد من القساطل وتم اكتشاف عدم مطابقتها للمواصفات، وبناء على طلب الاستشاري لجأ المتعهد الى تغييرها، أما بالنسبة للمشكلة الأخيرة والتي اضطرت إعادة فتح الحفرية فتعود الى الشبكة القديمة والتي كانت مسدودة بطريقة غير طبيعية في احدى القساطل الأساسية وعملية صرف الأمطار لا تزال تسير وفق الشبكة القديمة بسبب عدم انتهاء المشروع والذي سيمتد حتى وادي مشمش.

Post Author: SafirAlChamal