مرج الزهور متى ينتهي مسلسل ″إختراع″ الحفريات؟…روعة الرفاعي

لم يكد أبناء منطقة مرج الزهور في أبي سمراء بطرابلس، يتنفسون الصعداء جراء إنتهاء أعمال الحفريات التي أقلقت راحتهم لأكثر من سنة بهدف اعادة تأهيل شبكات مياه الأمطار والتي دائماً ما تتسبب بالفيضانات، حتى عادت تلك الحفريات من جديد لترهق كاهلهم بسبب الأخطاء التي يشهدها المشروع.

يتساءل أهالي مرج الزهور عن الانجاز الكبير الذي تقوم به الشركة المتعهدة في هذه الساحة؟، وماذا سيتمخض عنه في النهاية؟، وهل هو ″إختراع″ غير مسبوق حتى يحتاج الى كل هذه الفترة الزمنية؟.

مهما يكن من أمر لجهة أهمية المشروع القائم، الا أن ملاحظات جمة تسجل على الشركة المتعهدة التي لها مع مدينة طرابلس صولات وجولات، فهذه الشركة ومنذ تم تكليفها من قبل مجلس الانماء والاعمار بأعمال التأهيل في المدينة، وكل الشوارع تشهد أزمات سير خانقة بسبب عدم التخطيط اللازم لأي ″حفرية″ وما يترافق معها من اقفال للطرق، أما الأعمال فتبدأ ولا يُعرف موعداً محدداً لانتهائها وان انتهت وأمل المواطن خيراً خاصة بعد “فلش الزفت” تعود الأمور الى نقطة الصفر، ما يشير الى حجم الفساد والهدر وغياب الرقابة والمحاسبة من قبل السلطات المعنية.

تعتبر ساحة مرج الزهور نموذجا عن هذا الاهمال منذ أكثر من سنة، حيث لجأت الشركة المتعهدة الى التزفيت والحفر أكثر من مرة، ومؤخراً وبعد العاصفة التي ضربت لبنان وما أحدثته من انهيارات على صعيد الشمال وطرابلس تحديداً، فان الساحة عادت الى سابق عهدها من خلال تجمع مياه الأمطار وبالتالي تحولها الى بحيرة كبيرة، ما استدعى تدخلاً سريعاً للشركة عبر اعادة فتح حفرة كبيرة والبدء بأعمال جديدة، وحينما تم توجيه السؤال لأحد المعنيين، أكد أن ثمة أخطاء رافقت المشروع وكان لا بد من إعادة فتحها، ما يطرح سؤالا محوريا، الى متى سيستمر استنزاف المواطن والتاجر في هذه البقعة من أبي سمراء؟.

أهالي المنطقة الذين دائماً ما يستنجدون بوسائل الاعلام كونها المنقذ الوحيد لهم من ويلاتهم بعدما ضربت الشركة بعرض الحائط رأي المواطنين، بل وأكثر فهي تلجأ الى الاستهزاء بهم من خلال التأكيد على أن المواطن يقف في وجه المشاريع الانمائية والتي من شأنها رفع الاهمال المزمن عن مدينتهم.

جمال كبارة صاحب محل في الساحة يقول: الأعمال بدأت منذ سنة، أما متى تنتهي لا نعرف، هم يقولون بأن المشروع حيوي ومهم، ونحن نقول بأننا مللنا كل الوعود ولن نصدق شيئاً طالما أن الأخطاء ترافقه، وكيف لنا أن نثق بشركة تظهر عدم اهتمامها برأينا كتجار، حيث بات من المستحيل وصول الزبائن الينا؟، ومن يعوض علينا خسائرنا الفادحة؟

أما فتحي صاحب محل فيقول: نحن نتابع الأعمال عن كثب ونستمع الى آراء المهندس المشرف أو ربما هو ليس بمهندس، فنشعر بأن المشروع لا ينفذ كما يجب، لذا نناشد بلدية طرابلس التدخل السريع للاطلاع على كل ما يجري وان كنا بهذه المناشدة لا نتوسم خيراً.

اليوم، ساحة مرج الزهور مقطوعة أمام المارة، وبالطبع أزمات السير متفاقمة بسبب وجود العديد من المدارس، ومع ذلك لا وجود لشرطة بلدية ولا للقوى الأمنية، فهل يدرك المعنيون حجم الكارثة التي يتخبط بها المواطن؟، بل هل يعي مجلس الانماء والاعمار فعلياً حقيقة الأعمال التي تنفذها الشركة المتعهدة والتي لم تلق حتى الساعة سوى الانتقادات من المواطنين والمسؤولين ومع ذلك لا يسعى المجلس لاستبدالها بشركة أخرى بالرغم من فداحة الأخطاء التي ترتكبها بحق المدينة؟!.

Post Author: SafirAlChamal