من المفارقات اللافتة في قانون الانتخاب الجديد أن على الافرقاء التحالف من أجل تخطي العتبة الانتخابية، وفي نفس الوقت التمهيد للتنافس على الاصوات التفضيلية، وبذلك قد يصبح الخصوم حلفاء والحلفاء خصوما.
من هذا المنطلق يظهر اللبنانيون وكأنهم غير مصدقين ما يحصل من خلط أوراق سياسية أطاحت بكل ما كان قائماً قبل 13 عاما من تجاذبات حول 8 و14 آذار كادت تصل في كثير من الاوقات الى صراع دموي وعداء بدون أفق، وبالتالي تهديد الامن الاجتماعي للبنانيين عند كل منعطف سياسي أو حتى اجتماعي.
وفي هذا السياق تنشط الاتصالات المعلنة والخفية من أجل قطع الطريق على وصول عدة مرشحين ذات حيثية في مناطقهم ولعل الابرز في هذا المجال وفي محافظة الشمال ثلاث حالات قيد التصويب المباشر: الاول ما يجري داخل عائلة البعريني في عكار حيث تلفت كل المؤشرات الى تنافس الأب وجيه (القريب سياسياً من تيار المقاومة) والابن وليد (المتقارب حديثاً مع تيار المستقبل) على أحد المقاعد النيابية السنية.
الحالة الثانية تتمحور حول النائب السابق جهاد الصمد في دائرة الشمال الثانية التي تضم مدينة طرابلس وقضاء المنية – الضنية حيث يسعى تيار المستقبل بكل ما أوتي من جهد لمحاولة قطع الطريق عليه من خلال هذه التعيينات أو تلك، أو من خلال ترشيحات وضغوط يُظن أنها قادرة على القيام بما هو مطلوب منها.
أما المستهدف الثالث في هذا “المخطط” فهو النائب بطرس حرب من دائرة الشمال الثالثة التي تضم أقضية زغرتا، الكورة، بشري والبترون حيث تتحدث بعض الاوساط المتابعة عن توجه لتشكيل لائحة مشتركة تضم مرشحي التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية بالتعاون مع رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض في زغرتا، حيث يُفترض بمثل هكذا تشكيلة أن يتم تأمين (بالتعاون والتضامن مع تيار المستقبل) بين ستة أو سبع نواب في هذه الدائرة من أصل عشرة، وفق تقديرات خبراء إنتخابيين. فيحالف الفوز مرشحي القوات النائب ستريدا جعجع وجوزيف اسحق في بشري، ورئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل ومرشح القوات فادي سعد في البترون، إضافة الى معوض في زغرتا ومرشح او اثنين في الكورة.
واللافت أن الثلاثة المستهدفين هم من الحلفاء المفترضين لتيار المردة!، فهل ستصيب التوقعات وتنجح الخطط، ام سيتشبث كل من الفرقاء بسقوفه المرتفعة فيدخل التحالف المرتقب دائرة الخيبة، وتبقى النتائج مرهونة بالصوت التفضيلي دون سواه؟
