العمّ إلياس.. أكبر معمر في شكا يودّع محبيه… لميا شديد

رحل أكبر معمر في بلدة شكا الياس جرجس يعقوب (الخاربي) عن عمر المئة عام حسب سجلات دائرة نفوس البترون الا ان هناك من يعتقد أنه تخطى المئة بسنتين أو ثلاثة وكرمته بلدية شكا سابقا كأكبر معمر في البلدة.

ترك الياس أجمل ذكرى عنه لدى كل من عرفه من اصدقاء واقرباء واولاد واحفاد بالاضافة الى اهالي بلدته شكا. فهو صادق الكبار والصغار الذين توافدوا لزيارته في المستشفى في الايام الاخيرة من حياته.

توفي الياس بعد ان اصيب بخلل في كليتيه ما استدعى عملية غسل كلى منذ سنوات حاول خلالها ان يحافظ على الصمود رغم عذابه ومرارة اوجاعه من خلال بسمة لم تفارق وجهه حتى في اللحظات الاخيرة من حياته. ويروي من عاده في مستشفى البترون انه كان يحاول وخلال مصافحته زواره ان يشد على ايديهم ليثبت للجميع انه لا يزال ″قبضاي″ ولن ينال منه اي مرض.

نموذج من الرجال المميزين كان المعمر الياس فهو عمل في شركة هولسيم على مدى ٤٨ عاما فكان مثالا للعامل النشيط والزميل القريب والمحب والمصلح. لم يكن ليقبل ان يرى متخاصمين بين اصدقائه او من عرفه فكان يبادر لاتمام المصالحة وتقريب القلوب كما يروي عنه ابناؤه وأحفاده، فهو كريم، مضياف، محب للجميع ولبلدته شكا.

اليوم، وكما عند وفاة أي شخص في ريعان الشباب، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في رثاء المعمر الياس بكلمات وقصائد تعكس الاحترام والود الذي يكنه له الجميع فنعاه جورج الحصري قائلا:”سافر عميد شكا، من ينساك يا كبيرنا”. وكما يخبر عنه اهالي شكا انه كان رمزا للنخوة والاندفاع والاصالة والرجولة التي انعسكت بشاربيه الكثيفين والعريضين وهامته الكبيرة وهو الذي فرض هيبته على الجميع بمحبة وطوعية وعذوبة.

ويجمع ابناء شكا على انه لم يعرف الخلاف والخصومة مع احد بل كان لطيفا وصاحب ضحكة لا تفارق وجهه حتى عندما كان على سريره في المستشفى.

غريب امر العم الياس الذي كان يتنقل بين شوارع واحياء بلدة شكا للقيام بواجباته الاجتماعية.

رحل العم الياس وترك غصة في قلوب ومحبيه وفراغا في حياة من عاشرهم. شكا تودعه اليوم وتحفظ ذكراه المميزة في تاريخها.

Post Author: SafirAlChamal