من ألغى اعتصام طالبي الهجرة أمام الاونروا.. وكيف سيكون الرد في المخيمات؟… عمر ابراهيم

لم تكد ″الهيئة الشبابية الفلسطينية للجوء الانساني″ في لبنان تنتهي من تحضيراتها اللوجستية قبيل 24 ساعة من موعد الاعتصام المقرر أمام وكالة الاونروا في بيروت للمطالبة بالهجرة الى أوروبا وأميركا احتجاجا على تردي اوضاع اللاجئيين، حتى تلقت هاتفا ″خفيا″ دفعها الى إلغاء التحرك الذي كان من المفترض ان يشارك فيه المئات وفق الترتيبات المعدة.

تحرك ليس الاول للهيئة التي ولدت من رحم معاناة اللاجئيين في مخيمات لبنان منذ منتصف عام 2017، وان كانت ظروف نشأتها ودعواتها للهجرة فضلا عن لقاءاتها مع السفارات الغربية كانت اثارت تساؤلات كثيرة حول الغاية الحقيقية من وراء تحركاتها وإن كانت تنطلق من واقع معيشي وإجتماعي أم أنها مرتبطة بأجندات سياسية، يقول بعض المعترضين عليها: ″إنها تستهدف حق العودة وتخدم بقصد او غير قصد مشاريع التهجير والتوطين خارج لبنان″.

وبعيدا عن الغوص في السجالات السياسية، يبدو واضحا أن الهيئة التي نظمت العديد من التحركات داخل المخيمات وخارجها ورفعت خلالها أعلام أوروبية، قد استطاعت أن تجد موطىء قدم لها انطلاقا من واقع إجتماعي وأمني لا يخفى على أحد، وهو ربما ما وضعها تحت المجهر، لا سيما بعد نجاح تحركاتها وإستقطابها أعدادا لا بأس بهم من المؤيدين خصوصا من مخيمي عين الحلوة والبارد اللذين يعيشان تداعيات وضعا أمنيا واقتصاديا ومعيشيا صعبا للغاية.

وربما تجد الهيئة مساحة أكبر للتحرك بعد قرار الاونروا تقليص مساعداتها وبعد وقف المساعدات الأميركية لها والتي بات معلوما انها فقط تستهدف اللاجئين في لبنان وسوريا، وهو ما قد يزيد ايضا من شكوك المشككين بتحركات الهيئة من ان تكون منسجمة مع مشروع يهدف للضغط على اللاجئين لدفعهم للهجرة، وإن كانت كل المعلومات المتوفرة تشير الى عدم فتح أية سفارة أبوابها لاستقبال طلبات الهجرة رسميا باستثناء السفارة الكندية التي يبدو موقفها غير واضح، في وقت تقتصر فيه هجرة الفلسطينين بطريقة غير شرعية عن طريق البحر من لبنان الى اليونان أو تركيا أو من ليبيا الى ايطاليا.

لا شيء حتى الان يمكن أن يقف على ما يبدو في طريق قطار التحركات الشعبية، إنطلاقا من عوامل كثيرة جعلت العديد من اللاجئين ينخرطون في هذه التحركات التي نُظمت في بعض المخيمات وظلل بعضها أعلام دول أوروبية، بعدما كانت الساحات حكرا لعلم فلسطين وكانت الأصوات تصدح حصرا باسم فلسطين وتدعو للعودة إليها وفتح حدود الدول العربية أمام قوافل ″الفدائيين″ لتحريرها، لتتبدل الرايات وتتغير الاولويات وتصبح الدعوات بفتح أبواب السفارات الغربية أمام قوافل المهاجرين الهاربين من واقع مأساوي، لم تعد تنفع معه المعالجات الآنية أو الحلول المجتزأة والتصريحات والبيانات المتضامنة، وهو يحتاج الى جهود كبيرة تفوق قدرة الفصائل والسلطة الفلسطينية.

وكانت الهيئة دعت في بيان لها الى الاعتصام أمام مركز الاونروا في بيروت غدا الأربعاء، إلا أنها عادت قبل 24 ساعة على إلغائه، وأوضح المسؤول الإعلامي في البداوي سليم مشلاوي ان هذا التحرك كان رفضآ لتقليصات الاونروا والقرارات الاخيرة ولاننا شعب نريد العيش بكرامة ولأن فلسطين هي بوصلتتا الاولى والاخيرة فهذا لايعني ان نعيش تحت الذل ومحرومين من كل حقوق الانسان والحياة وحتى لا نكون عبئا كبيرا على الدولة اللبنانية التي نشكرها على استضافتها و احتضانها لنا 70 عاما.

واضاف: نحن نبحث خيارات أخرى، وقد يكون منها التحرك داخل المخيمات بعد إلغاء الاعتصام، ولن نتوقف عن إيصال صوتنا بالطرق المتاحة..

في المقابل تبدي مصادر فلسطينية قلقها من وجود قرار خفي لدى بعض الدول لهجرة ما، أو ترحيل لبعض اللاجئين عن طريق بعض السماسرة الذين كانوا نشطوا في وقت من الأوقات على خط تأمين تأشيرات هجرة مقابل مبالغ مالية، فضلا عن شبكات تهريب المهاجرين عن طريق البحر، وإظهار الأمر على أنه هجرة غير شرعية، بدلا من فتح أبواب السفارات لاستقبال طلبات المهاجرين.

وتختم المصادر: لا نعرف حقيقة من روّج لفكرة الهجرة ولم نتأكد بعد إن كانت هناك جهات دولية تقف خلفها، لكن ما نعرفه هو أن طلب تهجير الفلسطينيين من دول الشتات هو من أولويات الكيان الصهيوني ومن يعاونه في الغرب، وهذا لا يمكن أن يتم الا في حالتيّ تجويع اللاجئيين أو ضرب مخيماتهم وتدميرها.

Post Author: SafirAlChamal