الى أي مدى طمأن كلام نصرالله الحريري؟… غسان ريفي

كانت واضحة الرسائل التي وجهها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه أمس في ما يتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة، لجهة التخفيف من حدتها السياسية، والتأكيد على أنها ″ستكون هادئة بسبب غياب الانقسام العامودي الذي كان حاصلا في الانتخابات الماضية″.

اللافت أن نصرالله نفى أن يكون ″حزب الله يسعى الى الحصول على الاغلبية في المجلس النيابي″، مؤكدا أن ″أي حزب مهما علا شأنه لا يمكن له أن يحصل على هذه الأغلبية، أو أن يحكم لبنان بمفرده″، مخاطبا تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري الذي أعلن في مهرجان البيال رفضه التحالف مع حزب الله، بالقول: ″من طالب بأن نتحالف معكم″.

كلام نصرالله سحب بساط التحريض من تحت قدمي الرئيس الحريري الذي حاول في مهرجان البيال أن يستبدل المال المفقود لديه بالتفتيش عن خصم يستطيع عبره تحريك عصب شارعه بالتحريض، حيث أكد أن ″الخيارات مفتوحة أمام التيارات السياسية في 8 و14 آذار للتحالف مع بعضها البعض أو الاختلاف فيما بينها″، مشددا على أن ″حزب الله لا يخوض الانتخابات ضد أحد″.

كما جاء كلام نصرالله بمثابة رسالة تطمين الى زعيم المستقبل، بأن رئاسة الحكومة ستبقى معقودة له، إنطلاقا من عدم سعي حزب الله للحصول على الأغلبية النيابية، وبأن التعاون والتنسيق سيبقى قائما بين الحزب والمستقبل من خلال ضابط الارتباط المتمثل بالحليف المشترك التيار الوطني الحر، وبالتالي فإن هذه الانتخابات لا تحتاج الى تعصيب أو تحريض أو شحن أو صراخ لأن التسوية واضحة والاتفاقات المعقودة كفيلة بضمان حصة كل فريق، وكل رفع سقف في هذا الاطار ″لن يأتي أكله″ ولن ″يذر الرماد في العيون″.

لا يخفى على أحد أن حزب الله والتيار الوطني الحر يتمسكان أكثر من أي وقت مضى بالرئيس سعد الحريري على رأس الحكومة، كونه تعاون مع الفريقين، وأعطاهما أكثر مما طلبا بكثير حتى على حساب طائفته وشارعه، وهو كان ردّ جميل التمسك به قبل فترة، عندما أكد الحريري في تصريح له ″أنه لا يمكن أن يشكل حكومة من دون حزب الله الذي يشكل عامل إستقرار في البلد″، متجاوزا في ذلك المحكمة الدولية وسلاحه ووجوده في سوريا.

بدا واضحا من كلام نصرالله أن حزب الله يعتبر الانتخابات النيابية المقبلة مجرد نزهة سياسية، لكن ضمن هذه النزهة ثابتان أساسيتان هما حسم التحالف مع حركة أمل في كل الدوائر، مع ما يعني ذلك تمسك حزب الله بالرئيس نبيه بري في رئاسة مجلس النواب، وعدم التحالف مع القوات اللبنانية التي لا يمكن أن يلتقي الحزب معها لا سياسيا ولا إنتخابيا، وما عدا ذلك فإن الأمور مفتوحة، حتى على تيار المستقبل الذي سيتحالف بشكل كامل مع التيار الوطني الحر وسيخوض معارك الى جانبه في كل الدوائر، وهذا من شأنه أن يصب بشكل أو بآخر في مصلحة حزب الله وفق قاعدة ″حليف حليفي صديقي!″.   

Post Author: SafirAlChamal