الدائرة الثالثة شمالا: كيف سيمرر التيار الوطني الحر قطوع الانتخابات؟… مرسال الترس

أسئلة كثيرة تُطرح اليوم حول ما يمكن أن تعكسه نتائج الانتخابات النيابية في دائرة الشمال الثالثة على التيار الوطني الحر، خصوصاً أن العديد من التوقعات لن تكون بمستوى الآمال المعلقة على ما سيظهر من نتائج.. هذه الأسئلة تتمحور حول سلسلة من وجهات النظر عما هو متداول بشأن ذلك:

من المسلم به ان هذه الدائرة هي الاقوى مسيحياً (وتحديداً مارونياً) لجهة وجود سبعة نواب موارنة فيها وثلاثة روم ارثوذكس، وهو رقم لا يوجد في أي من الدوائر الاربعة عشر الاخرى، حتى في دوائر كسروان والمتن وغيرها، الامر الذي يعكس مدى حجم النتائج ليس على مستقبل الكتل النيابية فحسب، وإنما ايضاً على سباق المرشحين الى الانتخابات الرئاسية المقبلة لاسيما وأن هذه الدائرة تحديداً تضم أربعة نافذين ذات حيثية لافتة للوصول الى قصر بعبدا، وبالتالي فان أية انتكاسة بحق أي منهم ستشكل له أزمة فعلية بعد أربع سنوات، وما بعد ربما!.

ففي حين يبدو تيار المرده الاكثر برودة في الاعصاب تجاه ما سيحصده من نتائج بالرغم من أنه يتمثل بثلاثة نواب حالياً، تبدو حركة حزب القوات اللبنانية متوترة إزاء النتائج المتوقعة فهو يتمثل الآن بأربعة نواب في هذه الدائرة، وأي تراجع عن هذا الرقم سيسبب له أزمة، مع الاشارة الى أن بعض أوساطه تبني آمالاً على ان حصوله على خمسة مقاعد أمر مطروح!.

أما التيار الوطني الحر فحالته دقيقة وحساسة جداً ازاء كل الاحتمالات التي يمكن أن تطرأ، فلأنه الاكثر تمثيلاً للطوائف المسيحية في المجلس القائم حالياً، فإن أي تراجع له سيكون بمثابة ″الكارثة″ التي ستنعكس على أدائه المستقبلي. واذا تساوى التيار في هذه الدائرة مع أي مكون مسيحي آخر فهذا يعني إن مسألة تقدمه على الآخرين في التمثيل المسيحي، فيها نظر وتحمل تأويلات!. واذا تيسر لأي مكون مسيحي أن يتقدم عليه في التمثيل في الدائرة الثالثة من الشمال فهذا يمثل له “نكسة ذات وزن ولكمة موجعة” على الخد الايسر.

أما اذا نجح أخصامه السياسيون في عدم تمكينه من تحقيق أي فوز في ″دائرة أم المعارك″، فعندها تكون ″الضربة القاضية″ التي لا يعوضها أي ربح في أي دائرة أخرى على مستوى الوطن!.

فهل سيتعرض التيار البرتقالي ″الى تجربة″ في مسقط رأس رئيسه؟، أم أنه سيستطيع تمرير القطوع الانتخابي بأقل قدر من الخسائر؟. الجواب سيكون حتماً في صناديق إقتراع القانون النسبي الذي يتهيب مطباته الجميع!.  

Post Author: SafirAlChamal