لمصلحة من إضعاف التيار الوطني الحر في عكار؟… نجلة حمود

لا يزال الغموض يسيطر على المشهد الانتخابي في محافظة عكار وتحديدا لناحية المرشحين واللوائح، حتى أن المشهد السياسي بحاجة للكثير من التحليل لمحاولة فهم كيف سيترشح الأب وإبنه، وأين سيحجز كل منهما مقعده؟ حيث تقدم النائب السابق وجيه البعريني بطلب ترشيحه رسميا وذلك عقب اللقاء الذي عقد مع مسؤولي حزب الله والذي تقرر في ختامه المضي بترشيح البعريني الأب في لائحة قوى الثامن من آذار.

زحمة المرشحين لا تخفي سعي الجميع ليكونوا في عداد لائحة السلطة وحجز مكان لهم قبل فوات الأوان، إذ أن الثابت الوحيد في عكار لغاية اليوم هو تحالف تيار المستقبل والتيار الوطني الحر.

 التحالف المؤكد أدى الى حالة إرباك بالنسبة لأهالي القبيات (حيث الثقل الماروني)، مسقط رأس مرشح التيار الوطني عن المقعد الماروني جيمي جبور، والذي يشكل المنافس الأول بالنسبة لنائب المستقبل هادي حبيش.

ومع تسريب معلومات مؤكدة بأن تيار المستقبل لن يتخلى عن حبيش مهما كانت  الظروف، فضلا عن تأكيد مسؤولي التيار على أهمية التحالف القائم على صعيد لبنان وفي غالبية الدوائر لذلك لا بد من تبني مرشح واحد للانتخابات النيابية، أي المضي بمرشح مقعد الروم الأرثوذكس أسعد درغام، خصوصا أن جميع الاحصاءات تؤكد ان حجم التيار الوطني الحر في عكار هو نائب واحد وحليف. وبالتالي فان التيار سيعجز عن تأمين الأصوات التفضيلية المطلوبة لكلا المرشحين.

عدة أسباب افضت الى تبني ترشيح درغام وهي:

أولا: التحالف الوثيق بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر.

ثانيا: زحمة المرشحين الموارنة: النائب هادي حبيش، النائب السابق مخايل الضاهر، العميد المقاعد جورج نادر والذي أعلن ترشحه ضمن مجموعات الحراك الشعبي، زياد بيطار، وجوزيف مخايل. جميعهم يتنافسون على مقعد واحد.

ثالثا: وجود مقعدين للروم الأرثوذكس الأمر الذي يصب في مصلحة مرشح التيار الوطني أسعد درغام.

رابعا: حلول درغام في المرتبة الأولى مسيحيا وفق الاحصاءات التي نظمتها شركات معروفة، إضافة الى الاحصاءات الداخلية التي أجراها التيار الوطني الحر بهدف تحديد حجمه.

خامسا: عدم وجود مرشح أرثوذكسي قوي بوجه درغام، خصوصا بعد عزوف نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس عن الترشح وإمتناعه عن تسمية أو تبني أي مرشح.

كل ما تقدم يفسر خيار التيار الوطني الحر المضي بدرغام بالرغم من أن تأكيد الوزير باسيل خلال زيارته الأخيرة الى عكار عن رغبته أن يتمكن صديقه جيمي جبور من الوصول الى مجلس النواب.

تأكيد باسيل وحسابات التيار الداخلية لم تعجب عدد من المناصرين والمحازبين في القبيات، الأمر الذي دفع بمسؤول لجنة البلديات في التيار الوطني الحر رئيس بلدية عندقت عمر مسعود الى إصدار بيان يدعو فيه ″الرفاق في التيار الوطني الحر لاكمال المسيرة التي بدأها العماد ميشال عون عام ١٩٨٨ والتي لم تنته بانتخابه رئيسا للجمهورية″، مؤكدا ″أنه من أجل خدمة هذه الاهداف يجب ان نتوحد حول فخامة الرئيس متنزهين عن مصالحنا الشخصية واضعين نصب أعيننا الفوز بالكتلة النيابية الاكبر في لبنان،  وان لا  نتشبث باهدافنا الشخصية  ونبقى أسرى عائلاتنا وبلداتنا وحساباتنا الضيقة ونخسر تاريخنا وكل ما ناضلنا من اجله″.

وأضاف: ″لنضع جميعا تراشيحنا ومراكزنا وامكانياتنا بتصرف رئيس الحزب الذي نثق فيه جميعا ثقة عمياء وهو الذي لم ولن يخذلنا، ونطلب منه ان تعلو مصلحة الوطن والحزب على مصالحنا، فنكون بذلك يدا واحدة من أجل الهدف الاسمى″، مؤكدا ″ان ما قمنا به في الثلاثين سنة الاخيرة ليس من أجل ان يحصل أحد منا على مقعد نيابي أو وزاري أو وظيفي، بل من أجل ان يكون لنا الوطن الذي لطالما حلمنا به″.

بيان مسعود أشعل حربا على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، الأمر الذي يطرح سلسلة تساؤلات حول وضع التيار الوطني الحر في عكار؟ وكيف يمكن لمحازبين من المفترض أن يكونوا ملتزمين بمبادئ وخيارات الحزب أن يتصرفوا بهذه الطريقة؟ وهل الأولوية للمصالح والمكاسب الشخصية أم لمصلحة الحزب ومبادئه؟ خصوصا أن المرشحين جبور ودرغام ليسا على خصومة بل لطالما تميزا بصداقاتهما.

 فعلى أي أساس يتصرف محازبو التيار الوطني الحر من الطائفة المارونية؟ وهل يعقل أن العصبية الطائفية والمناطقية ما زالت متغلغة لهذه الدرجة، وتعلو على مصلحة العونيين؟ وهل كان مناصرو درغام ليتصرفوا بالطريقة نفسها لو أن خيار الحزب كان المضي بترشح جبور؟ وكيف يمكن تفسير الحملة الممنهجة ضد درغام من بعض المواقع؟ ولمصلحة من إضعاف التيار الوطني الحر في عكار، في الوقت الذي يسعى فيه الأخير عبر تحالفه مع المستقبل الى تأمين أكبر قدر من المقاعد النيابية على صعيد لبنان؟

وتشير المعطيات المتوفرة الى ″أن النقاش بين الحلفين المستقبل والتيار الوطني الحر، هي حول المقعد السني الذي سوف يكون حليفا للتيار الوطني الحر، وهو ما يفسر سعي عدد من المرشحين السنة للتقرب من رئيس التيار جبران باسيل لتزكية ترشيحهم لدى المستقبل، وذلك بعد أن بات ترشيح درغام ثابتا عقب تقدمه بطلب ترشيحه رسميا.″

Post Author: SafirAlChamal