شكا تشيّع فتاها إيلي.. كيف يمكن أن يموت بـ عضة كلب؟… لمياء شديد

لا.. لم يسقط ايلي نافعه ابن بلدة شكا  ضحية حادث سير او بعد صراع طويل مع مرض عضال بل بـ عضة كلب بكل هذه البساطة. ولا تزال وفاته بداء الكلب موضع تساؤل واستغراب وعدم تقبل حصول هذه الحالة.

شكا لم تستيقظ من هول الصدمة ومعها عائلتا الضحية ايلي الصغيرة والكبيرة، فتنشط الاحاديث والمداولات حول الجهة التي تتحمل المسؤولية. وبالمختصر المفيد كان ايلي ضحية الاستهتار .

عند الرابعة من بعد ظهر اليوم  وعلى وقع اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي التي ازدحمت بالقصائد وكلمات  الرثاء  المؤثرة وصوره ودعت بلدة شكا فتاها “المهضوم” كما وصفه كل من عرفه.

وغصت ساحة كنيسة سيدة الخلاص بالمشاركين الذين توافدوا من كل مكان قريب وبعيد. وفي داخل صالة الرعية أم ثكلى ووالد مفجوع واخت تبكي من كان سندا لها ورفيقا الى الجد والجدتين والعمات والخالات وكل من احب ايلي.

حمل نعش ايلي الابيض على أكف رفاقه ورقّصوه على وقع الطبول وفرقة الزفة وادخلوه الى الكنيسة حيث انتظره رفاقه الشباب واستقبل بالزغاريد والتصفيق وراحت الوالدة تجهش قائلة: “راح ابني راح” اما الوالد فكان يرجو ايلي ان يكلمه وتوجه اليه بالقول: “حاكيني يا بيي”.

واقام خادم الرعية الخوري فادي منصور الصلاة لراحة نفسه  بمشاركة لفيف من الكهنة وفي حضور ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رياض حليحل، ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الدكتور فادي سعد، ممثل النائب بطرس حرب شقيقه كمال حرب، مخاتير شكا وفاعليات وحشد كبير من المشاركين.

وبعد صلاة رفع البخور القى الخوري منصور كلمة رثاء قال فيها: الياس لم ينته في المستشفى او في المقبرة، الياس طلع الى السماء حيث الحياة التي لا تنتهي وهو عريس السماء عن حق.

اما التحية المميزة فكانت من فريق نادي سبيد بول – شكا الذي توجه بعد فوزه على فريق الزهراء الى صالة رعية سيدة الخلاص حيث نعش ايلي واهدى الكابتن اديب كفوري باسم الفريق فوزه لروح ايلي. وكانت المباراة قد بدأت بدقيقة صمت تحية لروح ايلي ووضع لاعبو الفريق الشارة السوداء على اذرعهم تعبيرا عن حزنهم وحدادهم.

واعرب النائب بطرس حرب في بيان عن ألمه العميق جراء الفاجعة التي ألمت بأهالي بلدة شكا بسبب وفاة الشاب إيلي نافعة الذي تعرّض “لعضة” كلب مصاب بداء الكلب. وأكد حرب وقوفه الى جانب عائلة ايلي في مصابها الأليم، وطالب وزير الصحة العامة والنيابة العامة الاستئنافية بفتح تحقيق فوري لمعرفة أسباب وفاة الشاب نافعة الذي كان قد نقل الى المستشفى الحكومي في طرابلس لتلقي العلاجات الطبية الحديثة اللازمة لهذه الحالة، غير انه  لم يعط على ما يبدو العلاج المطلوب والكافي ما ادى الى وفاته وهو ابن العشرين سنة من العمر والوحيد لوالديه.

وتساءل حرب هل يعقل ان يموت في لبنان شخص من داء الكلب في القرن الحادي والعشرين؟

Post Author: SafirAlChamal