سجن القبة.. قنابل موقوتة خلف القضبان… عمر ابراهيم

هل يحتاج سجن القبة بطرابلس الى حالات تمرد لاعادة تذكير السلطة السياسية الغارقة في خلافاتها، بالقنابل الموقوتة الموجودة خلف قضبان زنازينه الضيقة والمظلمة التي يقبع فيها سجناء بعدد أمتارها؟.

وهل اصبحت كل الوعود السابقة بالتحسينات أسيرة ادراج السياسيين والجهات المعنية، الذين وصل صمتهم على كل التجاوزات القانونية التي تشهدها سجون لبنان عامة، رغم بعض التوقيفات التي حصلت مؤخرا وطالت المولجين بحماية السجون من ضباط وعناصر كانوا يسهلون امور بعض السجناء المخالفة للقانون؟..

وايضا، هل يحتاج هذا السجن الذي يصنف بأنه ″تأديبي″ الى مأساة جديدة او حالات فوضى وإضطرابات، لإعادة تذكير السلطة القضائية بالعدالة البطيئة، وبضرورة الإسراع في إيجاد معالجات ناجعة لكثير من ملفات السجناء التي تحتاج الى إدغام في الاحكام، أو الانتقال من دوائر التحقيق الى المحاكم ذات الاختصاص للبت فيها، فضلا عن الغرامات التي تزيد على السجناء سنوات فوق سنوات عقوباتهم لتضاعف من المعاناة؟.

قد لايختلف سجن القبة عن سجون أخرى تعاني نفس المشاكل من اكتظاظ المساجين الى نقص الخدمات الضرورية وسيطرة بعض “المافيات” داخلها على يوميات السجناء، وسط تغاضي الجهات المعنية عن تجاوزاتها وربما التواطىء معها، من خلال السماح لهم باستخدام الهواتف وتشغيلها لخدمة السجناء مقابل مبالغ مالية طائلة، وحتى بيع الهواتف بأسعار خيالية، فضلا عن صلاحيات كثيرة معطاة لهم وتزيد من ممارسة الضغوط على السجناء.

لكن هذا الواقع المأساوي لا ينطبق على سجون أخرى تعتبر ″خمس نجوم″ وهي سجون تقع معظمها في الاقضية، او في مدن أخرى، ويتم نقل السجين “المدعوم” اليها، في حين يرمى بالآخرين ولو كانت التهم التي يحاكمون بها مجرد جنحة في سجن القبة، ويتركون لمواجهة مصيرهم مع “شاويش” الزنزانة، ولا يتم فصلهم عن الموقوفين او المحكومين، فيقيم اصحاب الجنح مع مرتكبي الجرائم الكبرى من قتل وإرهاب ومخدرات وما الى ذلك ممن يعانون من امراض مزمنة أو معدية.

روايات كثيرة تُسرب من خلف قضبان السجن، وقد تكون غير مستغربة في لبنان، لكنها تعطي انطباعا عن مدى الاستخفاف الحاصل، حتى وصل الامر عند البعض الى التعليق ساخرا، “في السجن دولة ضمن دولة، وقانون خاص يطبق في الزنزانة من قبل “الشاويش” وهو الشخص الذي تمنح له صلاحيات لضبط الامن في الزنزانة وتصريف اعمالها، ويكون اما من السجناء القدامى او يملك نفوذا وسطوة، او على علاقة جيدة بالجهات المعنية او تقف خلفه جهة سياسية، وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة عن دور السجون، وهل دورها اصلاحي؟، ام انها باتت بؤرا تخرّج المجرمين والمنحرفين وتسهم في خلق جيل جديد من متعاطي المخدرات؟، وهل تسهم السجون في تعزيز ثقة المواطن بالدولة وبعدالتها ام تخلق جيلا ناقما ومتحينا فرصة للانتقام؟.

يذكر ان سجن القبة الذي يضم حاليا مئات السجناء، هو مبنى قديم وصغير في ثكنة انطوان عبيد الملاصقة لمباني الفروع الشمالية في الجامعة اللبنانية والتي بنيت في عهد الانتداب، حيث كان الجيش الفرنسي يستخدمها كثكنة عسكرية تضم مواقف للسيارات وإسطبلاً للخيول، وقد استمرت هذه المباني على حالها وشهدت إدخال بعض التحسينات عليها لكنها لم تكن كافية لرفع الاهمال عنها.

Post Author: SafirAlChamal