الحريري يكرم عدنان القصار: رئيس شرف دائم للهيئات الاقتصادية في لبنان

أقام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي، غداء تكريميا على شرف رئيس الهيئات الاقتصادية السابق عدنان القصار، بحضور الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، وحضور عدد من النواب والوزراء والسفراء العرب وحشد من مثثلي الهيئات الاقتصادية والمصرفية والنقابية وشخصيات.

استهل الحفل بكلمة لرئيس الهيئات الاقتصادية الجديد محمد شقير، الذي أشار الى أن هذا التكريم وهذا الصرح يليق بالكبار الكبار من أمثال الرئيس عدنان القصار”.

وقال: “نلتقي اليوم مع هذه الوجوه النيرة والمميزة لتكريم رجل من بلادي، رجل نعتز به وبإنجازاته وأعماله التي سطرها في الداخل وعلى مستوى العالم، والتي هي مفخرة كل لبناني. فعلا، إذا أردنا الحديث عن أعمال وبصمات وإنجازات عدنان القصار، فالكلام يطول ويطول، لأن ما حققه هذا الرجل في مسيرة نجاحه الطويلة لا يمكن اختصارها لا بكلمة ولا حتى بكتاب. لكن ما يمكن قوله هنا، أن عدنان القصار بأخلاقه استطاع أن يسكن قلوب الجميع، وبقيادته الحكيمة أعطى للقطاع الخاص هذا البعد الاستراتيجي في اقتصادنا الوطني. نعم، ان ما بناه عدنان القصار وما أرساه من قيم في إطار عمل الهيئات الاقتصادية سيبقى منارة لنا”.

وأضاف: “نعدك ريس عدنان بأننا سنكمل المسيرة، مسيرة إعلاء شأن الاقتصاد الوطني وترسيخ دور القطاع الخاص في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار، ونحن متفائلون بأن البلد وبوجود أصحاب الإرادات الطيبة والمخلصة والوطنية، سيكون أمام فرصة حقيقية لتحقيق نقلة نوعية على مستوى إعادته كمركز اقتصادي مرموق في المنطقة والعالم. هذا ليس بعيدا عنا، فتاريخنا البعيد والقريب يؤكد ذلك واليوم نحن قادرون وأكثر. 

ثم تحدث الرئيس الحريري فقال: “‎نحن اليوم مجتمعون لنكرم الوزير والصديق العزيز عدنان القصار، الذي كرس حياته لخدمة وطنه ولرفع اسم لبنان في كل العالم، من خلال مسيرته المهنية التي شغل فيها العديد من المناصب والمواقع عربيا وعالميا. عندما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يجمعنا بقاعة الاحتفالات في قريطم أو السراي، كان على الطاولة الرئيسية مقعد دائم لعدنان القصار، ‎واليوم لا نستطيع أن نذكر كلمة الهيئات الاقتصادية من دون أن نذكر اسم عدنان القصار، ‎هو رجل النشاط الاقتصادي في كل العهود، واسمه من علامات الثقة بالاقتصاد اللبناني ولقبه عن جدارة واستحقاق هو الريس… الريس عدنان”.

أضاف: “عدنان القصار أتقن ريادة الأعمال فأبدع، وسخر هذا الإبداع وهذه الإمكانات والعلاقات الداخلية والعالمية التي بناها طوال مسيرته المهنية لمصلحة لبنان ولمصلحة القطاع الخاص اللبناني. ‎

عدنان القصار، هذا الشخص الذي آمن بلبنان وبإمكانيات شبابه، في الظروف الحلوة وفي الظروف المرة، والذي ساهم في تعزيز وترسيخ مصداقية القطاع الخاص اللبناني وكان دائما يؤكد على دور هذا القطاع المساند والمكمل لدور القطاع العام. ومن هذا المنطلق كان من المواكبين والداعمين لمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكانت له في هذه المسيرة الوطنية بصمات واضحة. هو الذي آمن دائما أن القطاع الخاص اللبناني بقدراته الكبيرة، يبقى المحرك الأساسي للنمو وخلق فرص عمل”.

وتابع: “هنا أود أن انتهز الفرصة لأقول أن القطاع الخاص اليوم ستكون أمامه فرصة مهمة وحقيقية في هذا الاطار، من خلال دعمه ومشاركته في البرنامج الاستثماري بالبنى التحتية الذي سنعرضه عليكم قريبا، والذي يهدف بشكل أساسي لأن يكون لدينا بنية تحتية عصرية قادرة تواكبكم وتواكب استثماراتكم وطموحاتكم. ‎الهيئات الاقتصادية هي عصب الاقتصاد اللبناني وكانت وستبقى دائما مرجعا أساسيا نعتمد عليه في القرارات والخطوات التي يتم اتخاذها على الصعيد الوطني. نريد أن يكون كل لبنان على صورة الهيئات الاقتصادية وديناميكيتها. نريد للبنان أن يشبهكم. نريد قطاعا عاما يشبهكم. ‎ولصديقي رئيس الهيئات الاقتصادية الجديد محمد شقير أقول كما قلت لزميله رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد قبل أسبوعين: “الله يعينك عليي بالفترة اللي جايي”…. لكني أعرف يا محمد أنك على قدر المسؤولية”.

وختم: “أيها الأصدقاء، بتكريم الـ” President” اليوم، نكرم لبنان كله، وأقول للشباب اللبناني أن الـ” President” بإنجازاته وعطاءاته “raised the bar”.

‎ولصديقي عدنان القصار أقول أن تكريمه لا يعني أبدا أنه ذاهب إلى التقاعد، باعتباره رئيس شرف دائم للهيئات الاقتصادية في لبنان، وريس بقلوبنا على طول”.

وفي الختام، ألقى القصار كلمة، فقال: “إنه يوم عزيز على قلبي. إنها مناسبة تجسد بكل معانيها النجاحات والحلم الدائم بالمستقبل المشرق لبلدنا الحبيب، ولأبنائنا عماد البناء والنهوض. وإنني في هذا اليوم الاستثنائي، حيث نلتقي في هذا الصرح الوطني الجامع، بمشاركة مميزة من الشخصيات الوطنية، السياسية، الاقتصادية والعمالية، أتوجه بخالص الامتنان والشكر والتقدير إلى دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري، على هذا التكريم الذي له تقدير كبير في قلبي، لأنه يأتي من بلدي الذي لم أتوان يوما عن خدمة اقتصاده بكل جوارحي على مدى عقود طويلة”.

اضاف: “لدي إيمان راسخ بأن لبنان كطائر الفينيق لا يموت، بل يبعث دائما من جديد. ولذلك أنا متفائل ومؤمن بأننا، على الرغم من كل الأزمات الداخلية والإقليمية والدولية التي تعصف ببلدنا الحبيب من فترة إلى أخرى، قادرون على تجاوز تلك الظروف الصعبة. واليوم من حسن حظ لبنان، أن على رأس القيادة شخصيات مشهود لها بوطنيتها، في مقدمها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي يقود السفينة بفعل مواقفه وقراراته الحازمة نحو طريق النهوض، ودولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي نجح بفضل حنكته والكاريزما التي يتمتع بها أن يكون مفتاح الحلول الدائم، ودولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الذي أرى فيه الحارس الأمين لإرث والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحيث بفضل قيادته الحكيمة ورؤيته الوفاقية، وتعاونه الكامل مع أركان الدولة، وتضحياته الاستثنائية، يحقق الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكبرى، ويتصدى للتحديات المحلية والإقليمية والدولية من أجل لبنان أولا”.

وتابع: “في هذه اللحظة العزيزة يصعب التوصيف المناسب الذي يعبر عما يختلج في صدري من مشاعر، إذ إن هذا التكريم ليس كأي تكريم آخر حصلت عليه من الرؤساء والقادة العرب والأجانب، نظرا لدوري الوطني انطلاقا من موقعي الرسمي والاقتصادي في لبنان ولدوري الإقليمي انطلاقا من موقعي كرئيس سابق لاتحاد الغرف العربية، وكذلك لدوري العالمي كرئيس سابق لغرفة التجارة الدولية. اليوم وأنا أسلم شعلة الهيئات الاقتصادية، بعد فترة طويلة أمضيتها في خدمة لبنان وتعزيز اقتصاده الوطني، بدعم لا مثيل له من قبل عائلتي الوطنية الكبيرة وأيضا من قبل عائلتي الصغيرة وأقرب المقربين مني، وأخص بالذكر شقيقي عادل، أنني على يقين بأن الأمانة بأيد أمينة”.

وثمن القصار “الدور الريادي لرئيس اتحاد الغرف اللبنانية وغرفة بيروت وجبل لبنان الصديق العزيز محمد شقير، الذي بفعل النظرة الثاقبة والديناميكية الكبيرة التي يتمتع بها وانفتاحه على العالمين العربي والدولي، استطاع أن يحقق إنجازات بارزة في خدمة الاقتصاد الوطني. وإنني في هذا اليوم أسلمه أمانة ثمينة وهي رئاسة الهيئات الاقتصادية اللبنانية، وأسخر إمكانياتي وعلاقاتي لدعمه ومساندته من أجل خدمة بلدنا الحبيب. وسأبقى عضوا متابعا معكم جهودكم لأنني نذرت نفسي لخدمة لبنان واقتصاده ما دمت حيا”.

ودعا القصار “أصدقائي وزملائي في الهيئات الاقتصادية، إلى دوام وحدة الصف والتعاون الدائم مع الاتحاد العمالي العام. أوصيكم بالحفاظ على الوحدة الوطنية لأجل لبنان، فوق المذهبية، فوق الطائفية، فوق المناطقية، لبنان لجميع اللبنانيين، لبنان أولا وآخرا”.

وختم: “ألف شكر لكم جميعا، وأعاهدكم أنني سأبقى جنديا في خدمة وطني وخدمة الاقتصاد اللبناني. فلبنان هذا البلد المتنوع، والكيان الفريد في محيطه العربي، والغني بتعدد طوائفه، وعيشه المشترك، وبكفاءاته وأدمغته الشابة، يستحق منا أن نبذل الغالي والنفيس من أجله. مجددا كل الشكر والتقدير للرئيس سعد الحريري على هذا التكريم، وكلي رجاء أن يحمي الله بلدنا الحبيب ليبقى منارة متألقة في عالمنا العربي والعالم أجمع.

Post Author: SafirAlChamal