عونيو وقواتيو عكار.. والخروج من ″المولد بدون حمص″!… مرسال الترس

قطار الانتخابات في لبنان إنطلق، والجميع يضرب أخماساً باسداس نتيجة للتداعيات غير المتوقعة من القانون النسبي الذي يصبح نافذاً للمرة الاولى، في دولة تعوّدت وعوّدت مواطنيها منذ استقلالها على قانون أكثري أصبح مرادفاً للمحادل والبوسطات التي تستطيع أن توصل من تشاء وفي أية انتخابات تريد.

المعروف عن منطقة عكار أنها تمثلت في اللجنة الادارية التي ألفها الانتداب الفرنسي في العام 1920 بشخصية من طائفة الروم الارثوذكس تدعى ابراهيم الصراف، وفي المجالس النيابية التي امتدت من العام 1925 الى العام 1937 كانت تتمثل بشخصيتين سنيتين، وفي فترة الاستقلال تم رفع ذلك التمثيل الى اربعة مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، الى أن تم وضع قانون الستين الاكثري قيد التنفيذ حيث كان المواطنون المسيحيون  يشكلون نسبة  55% من عدد السكان. ولكن عندما تم وضع الخطوط العريضة لاتفاق الطائف بعد حرب وصراعات استمرت خمس عشرة سنة، ارتفع تمثيل المنطقة الى سبعة نواب بينهم ثلاثة مسيحين(ماروني واحد واثنين للروم الارثوذكس). أما في لوائح شطب العام 2017 فقد تخطى عدد المسلمين المئتي الف ناخب، في حين لم يتعد عدد الناخبين المسيحيين الاربعة وسبعين الفاً. فهل سيستطيع النواب المسيحيون في هذه الدائرة التي تحولت منذ بضع سنوات الى محافظة، الوصول الى الندوة النيابية بقدرتهم الذاتية فقط وبدون أي تأثير آخر، خصوصاً اذا كانوا ينتمون الى احزاب محددة؟

مختلف المراقبين والمتابعين يرون أن مرشحي التيار الوطني الحر وأحزاب القوات اللبنانية والكتائب والاحرار سيكونون أمام أزمة فعلية في هذه الدائرة لاسباب عدة أبرزها:

أنه ستكون للعائلات الكلمة الفصل في هذه الانتخابات ولاسيما لجهة منح الصوت التفضيلي، وفي هذا السياق سيستفيد من المعادلة بالنسبة للمقعد الماروني النائب والوزير السابق مخائيل الضاهر والنائب الحالي هادي حبيش اللذين ظلا على تواصل مع القاعدة في كل الظروف التي مرت في حين كانت الاحزاب المشار اليها تطل على قاعدة: ″زوروني كل سنة مرة أو على هامش بعض الاستحقاقات″.

أما بالنسبة لمقعدي الروم الارثوذكس فالكلمة الأهم ستكون لنائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس الذي لم يحدد خياراته حتى الساعة. وذلك نظراً للبصمات الاجتماعية والانمائية التي تركها في المنطقة منذ مطلع التسعينيات، إضافة الى تأثير بعض الاحزاب والشخصيات العاملة في فلك الثامن اذار والقريبة من المقاومة.

فهل ستستطيع ″احزاب اليمين المسيحي″ التي تعوّل على التحالف مع هذه الجهة أو تلك، تسجيل عبور آمن الى تمثيلٍ لها للمرة الأولى في عكار المتكئة جغرافياً الى الحدود السورية، أم أنها ستخرج من ″المولد بدون حمص″؟

 العديد من المراقبين يرون أن الاحتمال الثاني هو الأرجح، لأن الجعجعة في الطاحون شيء، والحصول على الطحين أمر مختلف تماماً.     

Post Author: SafirAlChamal