هل يسلم قاموع انفه من العواصف؟… فاديا دعبول

أطلق الناشط البيئي الانفاوي حافظ جريج صرخة للمحافظة على بقايا سور القلعة التاريخية في انفه وأبرزها ما يسميه ″القاموع″، المرتفع وفق قوله على ″صوص ونقطة″، نظرا لما يتلقاه من″ ضربات عواصف الامواج مباشرة″، مبديا خشيته من ان″ يفقد توازنه ويقع، وتخسر انفه رمزاْ من آثارها إن لم تسرع مديرية الاثار العامة الى تدعيم أساسات هذه الحشوة الطينية المرصوصة بالدبش، وترميمه بالحجارة الضخمة على الجانبين″.  

منذ ما يقارب الـ 800 سنة وهذا ″القاموع″ يقاوم امواج البحر في الشتاء، لاسيما انه ما يزال يقف باتزان لافت. اذ تتعدى سماكته في الوسط المترين وقاعدته لا تتجاوز المتر.  وهو من بقايا السور التاريخي الذي كان ″يلف التل البحري الصخري من كل جوانبه بطول الف متر، وارتفاع ستة امتار، وعرض ثلاثة امتار، اضافة الى ما كان يضمه من اثني عشر برجا للمراقبة″.

ويؤكد جريج ان الشعوب القديمة التي استوطنت هذا التل الاستراتيجي، الممتد في البحر بطول ٥٠٠ م وعرض ١٠٠ م، أسست فيه مدينة حفرتها في صخره بالمطارق والازاميل.. وما ساهم بحمايتها في السلم والحرب هذا السور المطلوب حماية بقاياه لانه حفظها من الانواء والاعداء، الى ان حدث زلزال القرن السادس الميلادي الذي دمره، واخفى الكثير من معالم انفه ولبنان. مشيرا الى تحصين الصليبيين الموقع بعد ترميم السور، وما عاثه بعدهم المماليك من خراب في بقايا هذا الحصن.  

ويوافق جريج امين سر″هيئة حماية البيئة والتراث″ في الكورة وجوارها المهنس جورج ساسين، على أهمية حماية بقايا السور و″اتخاذ تدابير لتأمين صموده، الذي إستمر لاكثر من 700 سنة.″ مشيرا الى انه في ظل ما تقوم به ″المديرية العامة للاثار وقسم الاثار والمتاحف في جامعة البلمند برعاية بلدية انفه من خطوات مدروسة، على شاطئ انفه، فان الاعمال عند القلعة تسير بالاتجاه الصحيح.″

وترى رئيسة″هيئة تراث انفه وجوارها″ رشا دعبول ان″القاموع″ هو″حشوة جدار القلعة التي دمرت زمن المماليك، ورميت حجارتها في البحر، وبني منها بعض خانات الميناء″. مشيرة الى ان″ جدار السور كان أكثر ضخامة ويعود بناؤه للعهد الصليبي″. لافتة النظر الى اللون الاحمر البارز في″حشوة الجدار″ لدى انعكاس اشعة الشمس عليه لتكوينه من مواد مختلفة ومنها الفخار.

وتشدد على مطالبة الهيئة بحماية جميع آثار أنفه على اختلاف اهميتها، معتبرة ان ″حشوة الجدار″ هي من الاثباتات النادرة على وجود القلعة اضافة الى اساسات الابراج. ولها مثيل من الجهة الغربية الجنوبية انما بارتفاع اقل، ″وركزت على أنها لا تستبق نتائج الحفريات الاثرية العلمية القائمة في البلدة انما تستند في استنتاجاتها على ما يروى في انفه وعلى واقع القلعة″. ولترميم″ القاموع″، وفق مصادر متخصصة، لابد من الانتظار اشهر لتجفيف قاعدته من المياه.

Post Author: SafirAlChamal