طرابلس: أحمد الحريري دشّن حملة المستقبل بـ″صحن فول″… عبد الكافي الصمد

برغم مرور أسبوع على الزيارة التي قام الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إلى طرابلس، لاستنهاض شارع ″التيار الأزرق″ قبل قرابة ثلاثة أشهر ونصف من موعد الإنتخابات النيابية المرتقبة في 6 أيار المقبل، فإن تداعياتها ما تزال تتفاعل في مختلف الأوساط الطرابلسية.

في ذلك اليوم، 16 كانون الثاني الجاري، لم يكن الدخان الأبيض الذي خيّم، فوق ساحة الكورة في طرابلس، نابعاً من إنفجار عبوة ناسفة أو ما شابه، ولا عن إنهيار مبنى جعل دخان ركامه يتطاير في الهواء، بل كان الدخان مصدره مفرقعات نارية جرى تفجيرها في الساحة، قام بعض الشبان بإشعالها فرحاً بقدوم الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إلى مطعم في الساحة من أجل تناول صحن فول!

كان دوي الإنفجارات المنبعث من المفرقعات النّارية قوياً، إلى درجة خيّل لكثيرين أن تفجيراً ما حصل في طرابلس، أو أن إشتباكات وتبادل لإطلاق النار وقذائف قد وقع في المدينة، ما جعل الهلع يدبّ في نفوس كثيرين، كما شوهدت نسوة وهنّ يركضن خوفاً في شوارع المدينة، ويصرخن: يا دلي علقت، إضافة إلى اتصالات عدة أجراها مواطنون في مناطق شمالية قريبة من طرابلس مع آخرين في المدينة بهدف إستيضاح الأمر، بعدما سمعوا أصوات المفرقعات، بموازاة إنتشار أخبار سريعة على مواقع وصفحات التواصل الإجتماعي تفيد عن سماع دوّي إنفجارات في المدينة، قبل أن تتضح حقيقة الأمر لاحقاً.

تداعيات أكل الحريري لصحن الفول الذي تشتهر به طرابلس، لم تقتصر على هذا الحدّ، بل إن القوى الأمنية عملت قبل مجيء أمين عام التيار الأزرق إلى المكان على إغلاق كل الشوارع التي تؤدّي إلى الساحة ومنع السيارات من دخولها، ما تسبّب بأزمة سير كبيرة في الشوارع المحيطة ووسط المدينة، ما دفع بعض السائقين الذين لم يكونوا على علم بقدوم الحريري إلى المدينة للإستفسار عن سبب الإزدحام، فكان الرد يأتيهم: ما في شي. أحمد الحريري عم ياكل عنّا صحن فول!.

لكنّ الحريري الذي لا يكاد يغادر طرابلس حتى يعود إليها، محاولاً إستنهاض قواعد التيّار الأزرق قبل قرابة ثلاثة أشهر ونصف من الإنتخابات النيابية، أحدثت زيارته إليها، التي بدت كتدشين لانطلاق حملة  تيار المستقبل الإنتخابية على وقع المفرقعات النارية التي رافقته، شللاً في أسواق المدينة المشلولة أصلاً، بعدما غادر المدينة على عجل بعض من نزلوا إليها من متسوقين من مناطق الجوار بعد أن سمعوا أصوات تفجير المفرقعات من غير أن يعرفوا حقيقتها، كما عاشت أغلب المحال التجارية في المدينة يومها يوماً كارثياً بكل معنى الكلمة، إلى حدّ أن بعضها لم يستفتح أصحابها ولم يدخلها أي زبون طيلة النهار، في حين لم تكن عامرة سوى مائدة الفول والحمّص التي جلس عليها أحمد الحريري!

Post Author: SafirAlChamal