المتمردان يلتقيان على مواجهة المستقبل… عمر ابراهيم

لم يكن مستغربا على المتابعين لمسيرة الوزير اشرف ريفي والنائب خالد ضاهر منذ انشقاقهما عن تيار المستقبل، ان يكونا من بين أشد المتمردين على ″التيار″ تنسيقا وتعاونا حول أمور كثيرة، لا سيما في ظل اشتداد ″عاصفة الانتقام الزرقاء″ التي تضرب معاقل ريفي وتحاول محاصرة ضاهر داخل مسقط رأسه ببنين.

الرجلان اللذان خرجا من تحت عباءة ″الازرق″ احتجاجا على ″سياساته التنازلية، وبسبب تخليه عن ثوابت ثورة الارز″، لم يبادرا حينها الى بلورة اي شكل من اشكال التحالف، وبقيا على تنسيق دائم من دون رسم سقف سياسي او وضع استراتيجة لهذا التعاون، وبدا ذلك واضحا من خلال انتخاب النائب الضاهر للرئيس ميشال عون.

لكن تسارع التطورات السياسية على وقع قرع طبول الانتخابات النيابية المفترض أن تجري في موعدها، وما يتردد عن فتور ما زال قائما بين الرئيس سعد الحريري والمملكة العربية السعودية بانتظار ان تتضح الصورة بعد زيارته المرتقبة الى الممكلة أواخر الشهر الحالي، كلها أمور جعلت ريفي والضاهر يعملان جاهدين خلال الأيام الماضية على وضع أسس لتحالف إنتخابي من المتوقع أن يستكمل العمل عليه بلقاءات ثنائية أخرى، بهدف بلورة صورة هذا التحالف على مستوى محافظة الشمال ومشروعه السياسي، والقوى السياسية والحزبية المتاح لها الانخراط فيه.

بعد اللقاء الاول الذي جمع ريفي وضاهر تحت عنوان ″التحالف الانتخابي″ يتم التحضير في الايام المقبلة لعقد لقاء آخر، سيتم خلاله إستكمال ما تم مناقشته خلال الجلسة الاولى، من بنود التحالف، وان كان البعض يرى انه من السابق لاوانه الاعلان بشكل رسمي عن هذا التحالف او اقله عن المنضوين فيه من قوى سياسية وحزبية، لا سيما في الشارع المسيحي، حيث لا يزال موقف حزب القوات اللبنانية من تحالفها مع تيار المستقبل غير واضح، وهو ما قد يؤخر إنجاز تحالف ريفي والضاهر لحين معرفة موقف القوات.

 النائب الضاهر اكد لـ″سفير الشمال″ أن العمل ما يزال جاريا لابرام تحالف مع الوزير ريفي، وقال: ″ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا، ونحن ما زلنا نحافظ على ثوابت ثورة الارز، التي من اجلها قدمنا شهداء، ولن نتخلى عنها تحت اي ظرف او ضغط″.

وأضاف: ″الرئيس الحريري بعد عودته عن إستقالته، بدا واضحا أنه يسير في ركب  مشروع إيران وضد مصلحة لبنان والدول العربية، ونحن مع كل سيادي ومع نسج أفضل العلاقات مع المحيط، وضد أن يكون لبنان منصة لاستهداف دول المنطقة ومن بينها السعودية وضد ان يستغل لمشاريع خارجية، وهذه العناوين نلتقي فيها مع الوزير ريفي ومع قيادات سياسية اخرى تريد ان تبعد لبنان عن الخطر وان تنقذه من حالة الارتهان التي يعيشها في ظل هيمنة حزب الله عل قراره″.

Post Author: SafirAlChamal