انشغلت مدينة طرابلس بالانجاز الذي حققته شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من خلال كشفها بسرعة قياسية المتورط بجريمة تفجير صيدا الذي استهدف القيادي في حركة حماس، محمد عمر حمدان، خصوصا بعدما تبين ان المتورط يتعامل مع الموساد الاسرائيلي وقد تم تجنيده لتنفيذ عمليات أمنية في لبنان وانه من مواليد وسكان طرابلس ويدعى محمد بيتية. (ليس احمد بيتيه كما ذكرت بعض وسائل الاعلام)
تفيد المعلومات ان المدعو بيتية غادر الى أمستردام في هولندا ليل يوم الأحد الفائت اَي عشية تنفيذ عملية الاغتيال الفاشلة بتفجير سيارة القيادي حمدان، وانه يتردد بشكل دائم الى هولندا حيث يعمل هناك بتجارة الصابون.
وتقول هذه المعلومات: ان محمد بيتية من مواليد عام ١٩٧٨، متزوج ولديه ثلاثة اولاد، وهو عمل لعدة سنوات في السفارة البريطانية وتحديدا ضمن جهاز الامن، ما يعني انه خبير بالشأن العسكري والامني، لكنه ترك عمله قبل نحو ثلاث سنوات بهدف التفرغ للتجارة، لكنه استمر بالتردد على زملاء له يعملون ضمن هذا الجهاز.
وتضيف المعلومات: إن بيتية نسج شراكة مع شخص سوري مجنس من منطقة برج البراجنة وأسسا شركة تجارية للعمل في مجال الصابون، حيث كان محمد يشتري كميات من الصابون الطرابلسي التراثي من محلات عدة ومن ثم يقوم بشحنها الى هولندا ويبيعها هناك.
يمتلك محمد بحسب المعلومات سجلا عدليا نظيفا، وهو شخص عادي جدا، ولَم يكن يظهر عليه اَي سلوك غير طبيعي، لكن بعضا ممن يتعاملون معه في التجارة أكدوا انهم على خلاف معه بسبب عدم تسديده الفواتير المستحقة عليه، وباختلاقه العديد من الحجج للتهرب من الدفع.
وتشير المعلومات الى ان طبيعة عمل بيتيه السابقة في جهاز امن السفارة البريطانية قد سهل على الموساد الاسرائيلي إختراقه، وان عمله معه بدأ منذ ان ترك العمل في السفارة اَي قبل ثلاث سنوات، وان تجارة الصابون كانت مجرد غطاء لعمالته، حيث كان يتلقى التعليمات في العاصمة الهولندية أمستردام، ثم يعود الى لبنان لتنفيذها.
لم تنجح شعبة المعلومات في القبض على محمد بيتيه الذي غادر لبنان بعد تنفيذ عملية التفجير في صيدا، لكنها عثرت في منزله على اجهزة ووثائق تعمل المعلومات على تحليلها لمعرفة عناصر الشبكة المتورطين بالعمل معه، والجهة التي تأخذ على عاتقها تزويده بالمتفجرات، وما اذا كان محمد قد نفذ عمليات أمنية في لبنان سابقا، أو اذا كان مكلفا بتنفيذ عمليات مستقبلية تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار في البلاد.
