كثيرة هي التحليلات والتوقعات حول كل ما يتصل بالانتخابات النيابية المقررة بعد ثلاثة أشهر ونصف، ولاسيما الترشيحات وتشكيل اللوائح والتحالفات المباشرة أو المستترة. وإذا كانت هذه التوقعات والتحليلات تبدو أحياناً بعيدة عن الواقع، فهي في مجمل الظروف تعكس ما يدور من أحاديث في اللقاءات البعيدة عن الاضواء أو في الصالونات السياسية.
وفي هذا السياق لا يختلف الوضع في الدائرة الثالثة في الشمال التي تضم أقضية زغرتا – الكورة، بشري والبترون عن أوضاع سائر الدوائر الخمسة عشر التي قسّمت الساحة الانتخابية على مساحة الوطن.
ففي المتداول أن هناك ثلاث لوائح شبه مؤكدة في هذه الدائرة: الأولى يعمل على توليفها نجل رئيس تيار المرده طوني سليمان فرنجيه بالتضامن والتكافل مع النائبين سليم كرم واسطفان الدويهي في زغرتا وبالتحالف مع النائب بطرس حرب في البترون وويليام جبران طوق في بشري والنائب والوزير السابق فايز غصن في الكورة الى جانب الحزب السوري القومي الاجتماعي وربما نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري.
الثانية يرسم معالمها رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل باعتباره مرشحاً عن قضاء البترون وما زالت التحالفات فيها قابلة للتفاوض على مستوى كل الدائرة، معولاً على إمكانية “التحالف الشامل” مع تيار المستقبل والادارة المركزية في الحزب القومي.
الخطوط العريضة لللائحة الثالثة يتم وضعها في معراب (المقر المركزي للقوات اللبنانية) مع ثابتة ترشيح النائب ستريدا طوق جعجع في بشري والى جانبها شخصية ثانية لم يتم الاعلان عن تسميتها بعد، كما حصل في البترون (بتسمية فادي سعد) وعاليه وجزين، وما زالت التحالفات غامضة وتتأرجح في الاقضية الثلاثة الأخرى ابتداء من المستقبل مروراً بحزب الكتائب وصولاً الى التيار الوطني الحر.
وفي حين يبدو حزب الكتائب المغرد وحيداً في الدائرة فيما يقول وزير العدل السابق أشرف ريفي أنه سيتحالف معه من دون توضيح الحيثيات. يجري حديث بعيد نسبياً عن التداول وفيه أن رئيس حركة الاستقلال ميشال رينه معوض يتجه لتشكيل لائحة رابعة على خلفية سعيه لتكريس استقلاليته بعدما اصطدم بشرطٍ لانضمامه الى أي من اللوائح الثلاث المشار اليها، حيث أن المرجعيات الثلاث لتلك اللوائح واجهت معوض بوجوب أن يكون حكماً عضواً مكتمل العضوية في كتلتها النيابية لاحقاً بعد الانتخابات بكل ما في ذلك الانضمام من معنى ومضمون.
لذلك يشير بعض المتابعين الى ان معوض يدرس امكانية التحالف مع شخصيات مستقلة في البترون والكورة وبشري من أجل أن يكوّن النواة الصلبة لتلك اللائحة.
اللافت أن الكتمان هو سيد الموقف في هذه الدائرة حتى الساعة، باستثناء ما اعلنه رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه في إطلالته التلفزيونية الاخيرة، لكن بدء مرحلة الترشيحات في الخامس من شباط المقبل سيجعل كل الاوراق فوق الطاولة.
