الكورة: من ينقذ صنوبر بشمزين؟… فاديا دعبول

تجتاح حشرة Leptoglossus  الفتاكة أشجار صنوبر بشمزين المزروعة على مساحة لا تقل عن 30 الف متر مربع، وتهددها باليباس وبتراجع الانتاج بنسب تصل الى نحو 60 في المئة.

وكانت هذه الحشرة قد اجتاحت أحراج صنوبر أميركا وما لبثت أن إنتقلت الى أوروبا في العام 2000 وفي العام 2010 الى لبنان. وتسببت بنقص الانتاج بنسب تفاوتت بين 40 و60 في المئة.

أبدت وزارة الزراعة في حينها إهتماما بالغا للحد من تكاثر هذه الحشرة والقضاء عليها، وأرسلت  منذ ثلاث سنوات خبراء في الاحراج للكشف عن الاضرار في صنوبر بشمزين، وارشاد البلدية وجمعية البر والاحسان في البلدة للحلول المعتمدة للحد من تفشي المرض، لاسيما أنه صدر قانون في السابع من ايلول من العام 1991 يحمل الرقم 85 للمحافظة على الثروة الحرجية والاحراج “يمنع قطع واستثمار وتصنيع جميع انواع الصنوبر الجوي وسائر الاشجار الصمغية الاخرى الموجودة ضمن الاحراج ملك الدولة او ملك البلديات والقرى او ملك الافراد.” ما جعل أغصان الاشجار المعمرة تتشابك ببعضها وتعمل على نقل الحشرة من شجرة لاخرى. كما أن تغيّر المناخ وإرتفاع درجات الحرارة صيفا ساهم في تفاقم الوباء والقضاء على العديد من الاشجار.

يشدد الخبراء الزراعيون على أهمية مكافحة الحشرة بطريقة جدية ومتكاملة، فيما تخشى مصادر مسؤولة في وزارة الزراعة من أضرار إستخدام الادوية الخاصة للمكافحة، من خلال الرش بالطائرات، على البيئة وسائر المزروعات والحشرات النافعة التي تؤمن التوازن في الطبيعة.

ومع استمرار تدهور حالة الاشجار، طالب رئيس بلدية بشمزين الدكتور فوزي كلش وزارة الزراعة المساهمة في تأمين المبيدات المطلوبة لمكافحة حشرة الصنوبر. مشيرا الى ان قائد الجيش أبدى استعداده لتقديم الطائرات لتقوم بعملية الرش لدى تأمين المبيدات، لاسيما ان البلدية غير قادرة على شراء كميات المبيدات الكبيرة والمرتفعة الثمن.

وبعد محاولات عدة غير مجدية من البلدية لمكافحة هذه الحشرة، من خلال الاطفائية والرافعة وغيرها، تتعرض العديد من الاشجار لليباس ما يتطلب من وزارة الزراعة التدخل مجددا.

وقد اهاب رئيس جمعية البر والاحسان في بشمزين ادوار ملكي بالمسؤولين في وزارة الزراعة العمل على انقاذ صنوبر البلدة المعرض للانقراض، لما له من أهمية بيئية وتراثية في البلدة. حيث أن العديد من الاحتفالات العامة تنظمها البلدية والجمعية في ربوع الصنوبر وتجمع أبناء البلدة على موائد سنوية.

Post Author: SafirAlChamal