حرب يعلن ترشّحه: لا خطاب يعلو فوق الإنتخابات …عبد الكافي الصمد

وضع النائب بطرس حرب، أمس، حجراً إضافياً في مدماك إعلان أحزاب وتيّارات وشخصيات سياسية ترشحها للإنتخابات النيابية التي ستجري في 6 أيّار المقبل، معلناً فتح باب التنافس رسمياً على أحد المقعدين المارونيين في قضاء البترون، الذي يضم إليه في دائرة الشمال الثالثة أقضية زغرتا والبترون وبشري.
وكانت الجماعة الإسلامية أعلنت ترشيح أربعة من أعضائها لخوض الإنتخابات النيابية في دائرتي الشمال الأولى (عكار) والشمال الثانية (طرابلس والمنية ـ الضنية)، لتقصّ بذلك شريط الترشح لاستحقاق الإنتخابات النيابية في دوائر الشمال الثلاث.
ويُنتظر من هنا وحتى فتح باب الترشّح رسمياً للإنتخابات النيابية في 6 شباط المقبل، في وزارة الداخلية، أن تعلن أكثر من جهة ترشّحها لخوض غمار الإنتخابات في ضوء ما ستسفر عنه اللقاءات والمناقشات التي تعقد داخلياً ضمن كل تيار أو حزب سياسي، إذ يُنتظر في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة أن تكرّ سبحة الترشّح تباعاً، وصولاً إلى ذروتها قبل إغلاق باب الترشّح في 7 آذار المقبل.
ولأن الزمن زمن إنتخابات، فإن كل المواقف التي ستطلق لن ينطبق عليها سوى الوصف الإنتخابي، إذ ليس الآن زمن السياسة ولا العقلانية ولا الموضوعية، بل إن ما يرضي الجمهور والناخبين ويدغدغ مشاعرهم وعصبياتهم هو المطلوب، سواء كانت هذه العصبيات شخصية أم سياسية أم طائفية أم مذهبية، أم قائمة على المصالح الإنتخابية أولاً وأخيراً.
هذه الخلاصة المسبقة تنطبق أكثر ما تنطبق على النائب حرب، الذي وجّه في بيان إعلان ترشّحه سهام النقد إلى التيار الوطني الحر ورئيسه وزير الخارجية جبران باسيل تحديداً، الذي يُشكّل حرب أحد ثنائي المنافس الأبرز له في البترون، إلى جانب مرشح القوات اللبنانية، خصوصاً أن هذا الثنائي قطع الطريق على باسيل مرتين في دورتي 2005 و2009، وحالا دون فوزه في الإنتخابات النيابية.
فقد هاجم حرب باسيل وتيّاره البرتقالي من غير أن يسميهما، واكتفى بالتلميح فقط، عندما قال إن ″هناك من يحاول غشّ الناس ظنّاً بأنه قادر على أن يشوه الحقائق وأن يبشر بالتطوير والإصلاح، لكن في الواقع يقوم بتدمير البلد والدولة والنظام لمآرب أنانية ومادية وشخصية″.
وشنّ حرب إنتقاداً قاسياً بحق باسيل وتياره وحلفائهما، في إشارة منه إلى فتحه باب التنافس والإنتقادات القاسية بكل وجوهها، مستخدماً “أسلحة” انتخابية يتقنها جيداً في مواجهة خصومه، وهو النيابي العتيق، عندما نبّه إلى أن هناك اليوم من ″فتح دكانة توظيفات لابتزاز الناس قبل الإنتخابات والمتاجرة بحاجاتهم، بعد أن منعوا قيام دولة مستقرة قادرة بمؤسساتها أن تلتفت إلى حاجات الناس، من دون أي منّة من أحد″، مشيراً إلى أن ″هناك عملية ممنهجة لاستغلال لقمة العيش، من أجل فرض زعامات تبحث عن شرعية تفتقدها، لأنها وصلت إلى السلطة بالصدفة وبالقوة”.
لكن كل ذلك لم يردع حرب في اعتبار أن ″كل الأسلحة اليوم مجندة لمحاربة مبادئنا″، موضحاً أننا ″نخوض معركتنا لمواجهة دولة أصبحت معظم أجهزتها تحارب الأوادم، وكلّ من يتمسك بكرامته″.
غير أن ما سبق يطرح سؤالاً: إذا كانت الخطابات والمواقف الإنتخابية النارية قد وصلت إلى هذا السقف، قبل نحو ثلاثة أشهر ونصف من الإنتخابات، فكيف سيكون حالها كلما إقتربنا من موعدها في 6 أيّار المقبل؟

Post Author: SafirAlChamal