جعجع يريد المصالحة مع باسيل.. بمفعول رجعي…غسان ريفي

تتكثف اللقاءات بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر بمساع من وزير الاعلام ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان، وعلى خطيّ الدكتور سمير جعجع والوزير جبران باسيل، وذلك تحضيرا لعقد لقاء بينهما يكون مقدمة لوصل ما انقطع خلال الفترة الماضية، ولإعادة ترميم شعار ″أوعا خيك″ الذي أطلق غداة مشهدية معراب.

لا شك في أن أسبابا موجبة من شأنها أن تعطل إبرام هذه المصالحة، أو أن تعرقل اللقاء بين باسيل وجعجع الذي لا يخفي امام زواره انه لا يريد لقاء صورة مع أحد، بل يريد لقاءات مثمرة يمكن الاستفادة منها في الاستحقاق النيابي المقبل.

ومن ابرز هذه الأسباب:

أولا: قد يجد الطرفان صعوبة بالغة في إقناع أنصارهما لا سيما أولئك الذين اشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي بالشتائم والاتهامات، علما أن الفترة المتبقية للانتخابات النيابية لم تعد تسمح بإعادة هذه العلاقة أو ترميم هذا الشعار، الا اذا كان ثمة تأجيل رابع يلوح في الأفق.

ثانيا: انطلاق الوزير جبران باسيل في حملته الانتخابية بمعزل عن القوات، لا بل على أساس انها خصم سياسي، متحصنا بتحالفه مع تيار المستقبل الذي يمتلك قوة انتخابية في دائرة البترون، الكورة، زغرتا، وبشري لطالما اعتبرت بيضة القبان.

ثالثا: اتجاه القوات اللبنانية الى التحالف مع مكونات مسيحية اخرى في بعض المناطق لا سيما مع المردة والكتائب أو مع شخصيات مستقلة مثل النائب بطرس حرب، وتعاطيها مع سائر المكونات اللبنانية انطلاقا من الدعم السعودي المطلق ومن ان المملكة تعتبر جعجع الركيزة المسيحية الاساسية بالنسبة لها في لبنان، فضلا عن ان القوات أعلنت عن مرشحيها في دوائر مشتركة بينها وبين التيار من دون مراعاة الشراكة التي كانت قائمة وكذلك أيضا فعل التيار في اكثر من دائرة.

رابعا: إمكانية وقوف السعودية حائلا دون إتمام هذه المصالحة، نظرا لعلاقتها الوثيقة مع جعجع ودعمها له، وخصومتها مع باسيل والتيار الوطني الحر، بسبب تحالفهما مع حزب الله، وقد بدا الجفاء واضحا في اللقاء الذي عقد أمس بين السفير السعودي وليد اليعقوب وبين باسيل الذي تسلم دعوة منه للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة العمل الاسلامي الذي يعقد في الرياض بدعوة من السعودية للبحث في انتهاكات ايران، وعلم ان باسيل لن يحضر هذا الاجتماع وسيكلف سفير لبنان في المملكة ان ينوب عنه ما فسره كثير من المتابعين بانه رسالة سياسية واضحة للسعودية.

تشير مصادر سياسية متابعة الى ان جعجع يرفض طي صفحة الماضي من دون اجراء مراجعة شاملة وكاملة لما حصل فيها ولما تضمنته من تجاوزات للتيار الوطني الحر ومحاولات إقصاء وتهميش وتغييب للقوات عن القرار، وعدم احترام الشراكة التي أوجدتها مشهدية معراب والتسوية الرئاسية، أي ان جعجع يريد مصالحة مع باسيل بمفعول رجعي مع تحميله تبعات ما حصل.

وتلفت هذه المصادر الانتباه الى ان موقف جعجع قد يستدعي قيام باسيل بفتح ملف القوات في تعطيل الحكومة والتهديد بالاستقالة، وعرقلة بعض المشاريع، فضلا عن الاتهامات التي تتحدث عن محاولة جعجع في السعودية إقصاء الرئيس سعد الحريري وضرب عهد الرئيس العماد ميشال عون في سنته الاولى.

أمام هذا الواقع، ترى المصادر نفسها ان نقاط الخلاف بين الطرفين باتت اكثر من نقاط الالتقاء خصوصا في ظل الطموحات الرئاسية المتقدمة لكل من باسيل وجعجع، الا ان مصادر أخرى تؤكد أن لا شيء يمنع المصالحة من أن تبصر النور، وان من تمكن من تجاوز عقود من الخلاف والمواجهات العسكرية والدماء والدمار، قادر اليوم على ان يتجاوز تباينات في وجهات النظر، أو خلافات موضعية، هذا اذا صدقت النوايا..

Post Author: SafirAlChamal