إسرائيل متهمة بتفجير صيدا.. كيف ستتعاطى حماس وحزب الله مع هذا الخرق؟… عمر إبراهيم

أثارت محاولة الاغتيال الفاشلة لاحد كوادر حركة حماس محمد حمدان (34 عاما) علامات إستفهام كثيرة حول الجهة التي خططت ونفذت، في وقت لا تزال فيه التحقيقات التي تجريها الاجهزة الامنية اللبنانية في مكان الانفجار في بدايتها، بانتظار ما يمكن ان يرشح من معلومات في الساعات القليلة المقبلة، وان كانت كل المعلومات المتوافرة تشير الى ان المستهدف هو شخصية امنية خطيرة بالنسبة للكيان الصهيوني.

يبدو أن الاجهزة الامنية اللبنانية التي سارعت الى التحقيق لكشف ملابسات الحادثة التي وقعت صباح اليوم في مرآب للسيارات عائد للمبنى الذي يقطنه الضحية حمدان، لن تكون وحدها العاملة على هذا الخط، حيث من المتوقع ان تكون حماس قد بدأت تحقيقاتها لمعرفة كيفية حصول هذا الاختراق وتسرب المعلومات عن هذه الشخصية البعيدة عن الاضواء وغير المعروفة على الساحة اللبنانية، بالاضافة الى تحقيقات قد يكون حزب الله بدأ العمل عليها انطلاقا من مكان وقوع الانفجار عند بوابة الجنوب ومعقل الحزب ومعظم قياداته.

يبدو واضحا من طريقة وضع العبوة التي اكدت مصادر أمنية انها تزن 500 غراما، ان هناك من تمكن من معرفة تنقلات حمدان ورصده في منزله، قبل ان يقوم بزرع العبوة تحت المقعد الامامي في سيارته، حيث انفجرت مباشرة بعد فتحه صندوق السيارة لوضع بعض الاغراض فيه، ما ادى الى اصابته في قدمه اصابة غير خطرة، ونجاة زوجته دعاء التي كانت معه.

وانطلاقا من المعلومات التي ترددت عن هوية المستهدف، فان حمدان الناشط في حركة حماس وفي تنظيم الاخوان المسلمين، لم يكن شخصية معروفة على الساحة اللبنانية، ولم يصر الى ظهوره في أية مناسبة داخلية كما لم يسبق أن تم التعريف عنه بصفته قياديا او كادرا في حماس، حتى بالنسبة لمعظم القيادات الفلسطينية التي لم يسمع كثيرون منهم باسمه، كما تردد انه استاذ في ماد الكيمياء.

هذا الغموض الذي اكتنف مسيرة الشاب حمدان، يطرح الكثير من التساؤلات حول كيفية معرفة الكيان الصهيوني المتهم الاول بمحاولة إغتياله، بهويته ومكان تواجده وحركة تنقلاته، ومن هم الذين عملوا على زرع العبوة في سيارته، وعن دور الشبكات الاسرائيلية ومدى سهولة حركتها لاسيما في الجنوب وما يعني ذلك بالنسبة لحزب الله والاجهزة الامنية اللبنانية الذين يخوضون حرب استخبارتية ضد هذه الشبكات نجحوا من خلالها في كشف العديد منها.

وفي المعلومات ″ان حمدان يشبه الى حد ما الشهيد يحيى عياش، فهو شخصية بعيدة عن الاضواء ولها مهام خطرة مرتبطة بالداخل الفلسطيني، ورصده بهذه السهولة يكشف خللا كبيرا داخل حماس التي يبدو انها تعيش فرحة نجاته من الموت وصدمة كشف شخصيته ومحاولة اغتياله.″

Post Author: SafirAlChamal