ندوة حوارية في غرفة طرابلس.. العاصمة الاقتصادية وطريق الحرير

economy2

″طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية.. وطريق الحرير″ كان عنوان الندوة الحوارية التي إستضافتها غرفة التجارة في طرابلس في القاعة الزجاجية بمشاركة رئيسها توفيق دبوسي، أمين عام إتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي، أمين عام المجلس الأعلى للخصخصة الدكتور زياد حايك، رئيس مجلس إدارة المدير العام لمؤسسة تشجيع الإستثمارات في لبنان “إيدال” المهندس نبيل عيتاني، وسفير الصين في لبنان وان كيجيان، وسط حضور رسمي سياسي ودبلوماسي وقيادات وفاعليات نقابية إقتصادية وتجارية ومدنية ورؤساء واعضاء مجالس بلدية شمالية وحشد من المهتمين.

بداية النشيدان اللبناني والصيني، فترحيب من رئيس الدائرة التجارية والعلاقات العامة في الغرفة ليندا سلطان، وفيلم وثائقي حول النهضة التي تشهدها الصين في كل المجالات، ثم تحدث الرئيس دبوسي متناولا مرتكزات مبادرته ″طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية″ مؤكداً على رغبة اللبنانيين بتعزيز الشراكة مع الصين البلد الحضاري الذي تتجذر حضارته الموغلة في القدم الى خمسة آلاف سنة خلت ورفضت خلالها الصين دولة وشعباً الإنحدار وتحدت الأزمات ووضعت خارطة طريق لتحقيق نهضتها وكان ذلك خلال 15 سنة من أيامها المعاصرة عبر إعتمادها لسياسة التحديث والانفتاح بالرغم من ان ولادتها الحديثة قد تمت منذ 70 سنة من تاريخها.

وقال:″ لقاؤنا يتمحور حول مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية وحول تجربة الحداثة في الصين التي نعتبرها قاعدة نموذجية للإنطلاق في الشراكة التي يريدها المسؤولون في الصين ويشدد على أهميتها السفير الصيني وكذلك القطاعين العام والخاص ورغبة المجتمع الدولي في التعاون مع لبنان ومن خلاله مع محيطنا العربي وما علينا إلا السهر على بناء الذات لكي نبني لبنان من طرابلس التي نريدها عاصمة لبنان الإقتصادية″.

ثم تحدث الدكتور خالد حنفي  فأكد أن طرابلس بحق هي عاصمة اقتصادية للبنان ومن هذا المكان الجاذب تتحرك المبادرات من الصين الى طرابلس التي ليست هي بوابة عبور للاعمال التجارية وحسب بل هي منصة للاستثمار بحكم الموقع والجغرافيا وهي المكان المحوري لتكون عاصمة لبنان الاقتصادية.

وأكد أن هذه المبادرة ليست مبادرة محلية بقدر ما هي إقليمية واذا قاربنا الامور وفقا للمنهجية الموضوعية فهناك ضروة في وجود مرفأ يشكل نقطة إرتكاز محورية وكذلك الحاجة الى عملية تراكم صناعي وتخصيص منطقة لوجيستية لا تكون جاهزة فقط للتجارة العابرة، وأنا أمام شراكة حقيقية وجدتها في غرفة طرابلس وكذلك إحتضان فعلي لمجتمع الأعمال ورواد الإبتكار والإبداع فيه وأعود لأشير الى شهية عربية للاستثمار وإستخدام الفوائض وهي تتلاقى مع مبادرة الرئيس دبوسي ولا تقتصر على الحيز اللبناني، فنقطة إنطلاقها هي من طرابلس ومن ثم إفريقيا وصولا الى الصين ويتم الدخول في عملية الإستثمار الإستراتيجي الأوسع من السوق العربية ويجب أن تكون هناك نقطة إرتكاز على طريق الحرير في شرق المتوسط وأن الفرص لا تتاح الا لمن يستحقها ويستشرفها ونحن نؤسس لمستقبل مشرق تحت راية القيادة التي أطلقت مبادرة ″طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية″.

ثم تحدث الدكتور زياد حايك فتناول ″أهمية نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص والفرص المتوفرة في طرابلس للقيام بالمشاريع الكبرى ولكننا لا نزال نحتاج بشكل اساسي الى توفير فرص للعمل لان الشراكة بين القطاعين العام والخاص وجدت خصيصا لتوفير تلك الفرص ولتأمين العيش الكريم لليد العاملة″.  ودعا الى أن نتلقف في لبنان مبادرة طريق الحرير ونعمل معها لان الصين قادرة على مشاركتنا في انجاح مشاريعنا الحيوية لا سيما تلك التي تعتمد على الطاقة البديلة.

وقال:″نحن نحتاج الى مشاريع كبرى وضخمة كما علينا ان نستثمر في مشاريع البنى التحتية من مواصلات واتصالات لتوفير فرص عمل يمكن ان تتحقق في طرابلس ويستفيد منها ما بين 50 الى 100 ألف شخص وعلينا تشييد معمل لانتاج الكهرباء وتفعيل وتطوير مطار القليعات وبالتالي العمل على توسعة مرفأ طرابلس وكذلك المنطقة الاقتصادية الخاصة لاقامة مراكز لصناعة النفط والغاز وتطوير أعمال الصيانة وتأمين الخدمات وتسهيلها ويمكن أن يكون للبلديات دورا واسعا في تلك المشاريع.″

كما تحدث المهندس نبيل عيتاني فأشار الى ما توفره طريق الحرير التي أطلقتها حكومة الصين في العام 2013 من دمج لإستراتيجيات التنمية للبلدان التي تتواجد على تلك الطريق وبالتالي تحقيق الإزدهار لتلك البلدان من خلال القوى الكامنة فيها وهناك دول ساحلية مرتبطة قديماً في طريق الحرير ويمكن ان يتجدد دورها في هذا المجال.

وأشار الى أن من صلب استراتيجية ″ايدال″ العمل على تحقيق التنمية المناطقية والوقوف على حاجات التنمية لمختلف المدن والمناطق وضمان تحقيق التوازن بينها وتوفير فرص العمل وان منطقة شمال لبنان وبشكل خاص مدينة طرابلس تزخر بالكثير من الموارد الطبيعية والبشرية وتتمتع بسهولة التواصل مع الاسواق المحيطة ويمكنها أن تصبح قطباً إقتصاديا في هذا السياق ونحن نسجل من خلال مؤشرات النمو الإيجابية لا سيما الإستثمارية منها انها سجلت ولادة 75 مشروعا استثماريا جديدا اي بنسبة نمو 60% .

وقال: طرابلس على موعد مع انعقاد لمجلس الوزراء فيها في فترة قريبة بعد ان حالت ظروف ماضية دون انعقاده ونامل في تعزيز العلاقات مع الصين بالرغم من ان الميزان التجاري يميل لمصلحة الصين كما نامل ان يكون للبنان وكذلك لطرابلس دورا مركزيا لأنشطة الشراكة معها”.

ثم تحدث السفير وان كيجيان فأشار الى سياسة الانفتاح التي تنتهجها بلاده بالرغم من ان نظام العولمة يلاقي الكثير من الإعتراضات وفي عام 2013، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة بناء “الحزام الاقتصادي بطريق الحرير” و”طريق الحرير على البحر في القرن الـ21″، أي مبادرة “الحزام مع الطريق”. المضمون الرئيسي للمبادرة يتجسد في النقاط الخمس التالية: تناسق السياسات وترابط الطرقات وتواصل الأعمال وتداول العملات وتفاهم العقليات.

واعتبر أنّ “لبنان بلد مميّز جداً في المنطقة، والعلاقة بين الصين ولبنان ممتازة والتبادل التجاري يتقدّم بشكل سريع والصين أكبر شريك له”، مشدداً على أنّ “لبنان يتمتع بثقافة وحضارة متنوّعة وسياحة مزدهرة وقطاع مصرفي قوي وقطاعات قوية، من ثقافة وفنون وإعلام”.

وخلص الى أنه منذ بدء الحديث عن إحياء الخط، كانت وجهته الوصول إلى البحر المتوسط، وتحديداً سوريا ولبنان، حيث توجد المرافئ الهامة، والأسواق الصاعدة إقليمياً مع البدء بإعادة إعمار سوريا والعراق، والحديث عن بدء استخراج النفط، وفتح سوق شرق أوسطية كبيرة للعمل، والاستثمار بكافة أشكاله الحديثة”.

بعد ذلك جرى حوار متعدد الجوانب طرحت خلاله بعض الأسئلة التي أجاب عليها دبوسي موضحا أننا لسنا من الذين يريدون تلقي الدعم او الهبات لاننا نبحث دائما عن شراكات ونحن من اغنى شعوب الارض ونمتلك الكثير من مصادر الغنى ولكننا مع الاسف لم ننجح لغاية الان ان نحسن ادارة هذه الثروات ولكننا سننجح اما بالنسبة لإعتماد المبادرة رسميا فالقرار يعود الى الدولة اللبنانية وهي فرصة تاريخية لانقاذ اقتصاد لبنان من طرابلس ونحن نلقى الكثير من المؤيدين سواء من القيادات الرسمية ورؤساء البعثات الديبلوماسية العربية والاجنبية والغرف التجارية اللبنانية والعربية والدولية ولكن يبقى التساؤل مشروعا لمعرفة ما اذا كان هناك اجماع لبناني على اعتبار المبادرة انقاذية ونحن امام تحدي كبير لان كل المعطيات تؤكد ان الشمال وطرابلس يمتلكان كل المقومات وطالما أن هناك امثالكم من النخب سنبقى ندعم لبنان والنهوض به من خلال طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية”.    

Post Author: SafirAlChamal