أنفه تستعد لتشييع إبنتها دارين.. بأي ذنب قتلت… ليليان دمعه

ساد بلدة أنفه ـ قضاء الكورة، جو من الحزن والاسى واللوعة إثرالفاجعة التي هزت مشاعر جميع أبنائها وقاطنيها والجوار، وتمثلت بجريمة بشعة أدمت القلوب التي لم تكن تتوقع أن يكون صباح الأحد مأساويا الى هذه الدرجة التي جعلت كثير من المؤمنين يخرجون من القداس لمتابعة التفاصيل التي تختزن كمّاً من الاجرام سواء بقتل إنسانة بريئة أو بقتل النفس.

الضحية دارين بشور، زوجة سمير سلوم، تلك المرأة الرقيقة والرفيقة لكل أبناء البلدة الوادعة، قتلها شقيق زوجها لخلافات عائلية أقل ما يقال فيها أنها تافهة أمام هول الجريمة، لذلك كانت الصدمة موجعة لكل من عرفها وخصوصا لوحيدها وفلذة كبدها الذي تعرض لصدمة عمره عندما قتلت والدته أمام عينيه، وهي حادثة لن تستطيع السنوات أن تمحيها من ذاكرته.

في أنفه لا أحد يعطي عذرا لمرتكب هذه الجريمة البشعة ميلاد سلوم المعاون المتقاعد في قوى الأمن الداخلي، وإن كان إنتحر وقتل نفسه، فذلك لا يخفف من حال الغضب والأسى الذي يجتاح أبناء البلدة على الجريمة التي إرتكبها وكانت مزدوجة بالنسبة للزوج سمير المفجوع الذي خسر شريكة عمره وخسر شقيقه في الوقت نفسه.

في أنفه تجمعات صغيرة أمام المنازل، أحاديث وشوشات، وأسئلة: لماذا قتل ميلاد دارين؟ كيف يمكن لشخص أن يضع حدا لحياة إنسانة بريئة ثم يقتل نفسه؟، لم نعتد في أنفه على حوادث من هذا النوع.. لكن الجميع يؤكد أن البلدة الوادعة فقدت إنسانة محبة كانت تهتم بالجميع من دون مقابل، خصوصا بجمال سيدات وفتيات البلدة من خلال صالونها المعد لتصفيف الشعر، فضلا عن إهتمامها بعائلة زوجها رغم مصاعب الحياة والظروف المعيشية، لكن البسمة لم تكن تفارق محياها حيث كانت راضية قابلة بالعيش الى جانب زوجها وأولادها من بينهم العروس نيسا التي إحتفلت بخطبتها في عيد الميلاد.

زحمة معزين في منزل سمير سلوم الذي خرج من المستشفى للتو بعد الفاجعة التي ألمت به، وذلك بانتظار التشييع المهيب الذي تستعد له أنفه، والذي سيكون يوم غد في كنيسة البلدة.

Post Author: SafirAlChamal