ثمة ملاحظات عدة يمكن تسجيلها على مسيرة ″حركة الإنتفاضة الفلسطينية″، وهي النشاط الرسمي الأول لها منذ إعلان ولادتها قبل شهر من رحم حركة ″فتح الانتفاضة″ في مخيم البداوي، حيث فرضت نفسها على تركيبة المخيم وفصائله وتنظيماته، ما ترك تساؤلات حول إستمرار حصار هذه الحركة، أو التعاطي معها كأمر واقع، ومن ثم إحتضانها رسميا.
ومن الملاحظات التي يمكن تسجيلها بعد المسيرة الشعبية التي نظمتها حركة الانتفاضة لمناسبة يوم الشهيد، هي: قدرة هذا التنظيم الحديث الولادة على استقطاب الجمهور وان كان غالبيته من طيف سياسي معين، لكنه أعطى مؤشرا على أن المقاطعة التي فرضتها عليه فصائل قوى التحالف الفلسطيني إرضاء لموقف قياداتها المركزية المتضامن مع ″فتح الانتفاضة″، لم تؤد غايتها في محاصرته أو إفشال نشاطه الذي أعطى المنظمين صك اعتراف رسمي بشرعيتهم داخل هذا المخيم.
لا يخفى على أحد ان حركة الانتفاضة، هي اليوم أقرب الى منظمة التحرير الفلسطينية من قوى التحالف لاعتبارات عدة، لكن سرعة إنتشار التنظيم وقدرته على إثبات حضوره قد تدفع قيادات لبنانية وفلسطينية الى تغيير نظرتها إليها والاعتراف بشرعيتها لا سيما في حال نجحت في تحقيق إختراقات في المخيمات الأخرى.
يمكن القول ايضا أن العوامل الشخصية لعبت دورا في انجاح هذه المسيرة، لا سيما لجهة المنظمين الذين تربطهم علاقة جيدة مع معظم مكونات أبناء المخيم والجوار، وتحديدا خليل ديب (ابو ياسر) الذي إستثمر تاريخه مع حركة فتح الانتفاضة على مدار عقود في إطلاق تنظيمه الجديد.
وكانت الحركة أحيت يوم الشهيد بمسيرة إنطلقت من أمام مكتب الحركة، شارك فيها فاعليات من مخيمي البارد والبداوي وفصائل فلسطينية وحشد جماهيري لافت، وتم وضع إكليل باسم عميد الأسرى يحي سكاف على اضرحة الشهداء واكليل باسم الحركة، والقى جمال سكاف باسم لجنة الاسير سكاف، كلمة حيّا فيها انتفاضة الشعب الفلسطيني، وجدد العهد بالوقوف الى جانب القضية الفلسطينية.
ثم ألقى أبو سليمان كلمة حركة الانتفاضة أكد فيها ″ان الشهيد هو من أعاد فلسطين من الغياب وان القدس عاصمة فلسطين الابدية وان كل القرارات التي تنتقص من حق شعبنا باطلة ومرفوضة وان حركة الانتفاضة ولدت من رحم المخيمات وستستمر بكم ومعكم حتى النصر″.
ثم أدت الطوابير تحية الشهيد واختتم اللقاء في مقر اللجنة الشعبية بكلمة من امين سرها باركت احياء المناسبة ورد أبو ياسر بكلمة من وحي المناسبة.
